من الامور المثيرة للتساؤل بعد حصول اي انفجار في العاصمة بغداد اطلاق النار من قبل عناصر الاجهزة الامنية وبحسب رواية شهود عيان، ومشهد مصور من قبل احد الشباب بالهاتف النقال. كان على مقربة من حادث انفجار حصل في حي الجهاد أكد ان احد افراد دورية وصلت مكان الحادث بعد وقوعه، أطلق النار لتفريق المدنيين، ثم نفذ واجباته باخلاء الجرحى، وأثناء قيامه بعمله، كان يحرص على تفتيش الجيوب من دون ان يعلم، بان كاميرا احد الاشخاص كانت تصوره، والتسجيل المحفوظ يكشف عن حصول المنتسب على غنائم مالية وهواتف وحاجيات كانت في السيارات المتضررة من الانفجار.
تصرف الشرطي يعبر عن سلوك شخصي شائن ومخجل، لا يعكس إطلاقا صورة عامة عن اداء عناصر الاجهزة الامنية، وتضحياتهم، وحرصهم على تنفيذ واجباتهم وخدماتهم الكبيرة في حفظ امن المواطنين وممتلكاتهم، والشاب صاحب تسجيل المشهد رفض بدوره نشره على صفحته على مواقع شبكة التواصل الاجتماعي، خشية تعميم تصرف الشرطي واستخدامه من قبل البعض بقصد الإساءة لجميع منتسبي الشرطة الاتحادية.
ليس من المستبعد ان يكون هذا الشرطي من نوع 5 نجوم، قد كرر تصرفه في حوادث التفجير الاخرى، ليكون صاحب رقم قياسي عالمي في عدد اساءات رجل الأمن بحق المواطنين في مواقف تستدعي مساعدتهم أو ربما إنقاذ حياتهم، انسجاما مع اعلان كبار المسؤولين في وزارة الداخلية فتح دورات لمنتسبيها لتلقي محاضرات عن حقوق الانسان، واساليب التعاطي والتعامل مع هذا الملف.
في الحروب الحديثة يتمسك اطرافها باعراف تحرم اطلاق النار وقصف عجلات الاسعاف المخصصة لاخلاء الجرحى، ورمي الأعزل من السلاح، وخلال الحرب العراقية الايرانية، كانت اوقات الصلاة هدنة مؤقتة يتوقف فيها القصف المدفعي والهاونات وتبادل اطلاق النار، يستفيد منها المرابطون في الخطوط الامامية في جبهات القتال، لقضاء حاجاتهم، واستعادة انفاسهم، وتناول وجبة طعام سريعة ثم العودة للمواجهة من جديد، ومن اعراف الحروب القديمة تحريم قطع الشجرة وقتل البقرة وملاحقة المدبر بالنبال والرماح، وشرطي حي الجهاد تفوق على السابقين واللاحقين، فاستحق بجدارة ان يكون ذا 5 نجوم كعلامة فارقة له لانتهاكه حقوق الانسان وعزله عن بقية زملائه الاخرين لمنع انتقال العدوى.
الشاب متردد في تقديم التسجيل الصوري الى مسؤول الشرطي، كشاهد اثبات بالدليل القاطع على الاساءة، لاعتقاده بانه قد يتعرض لاستجواب، حول من منحه حق التصوير، وعلاقاته بمجاميع إرهابية، وسين وجيم، وتوقيف وتحقيق، وهو غير مستعد اطلاقا للدخول في قضية شائكة قد تحرمه من مواصلة دراسته الجامعية في كلية الهندسة، علما ان وزارة الداخلية اعلنت مؤخرا استعدادها لاستقبال شكاوى المواطنين عبر الاتصالات الهاتفية او البريد الالكتروني، والشاب متردد ومن حقه ان يعبر عن قلقه ومخاوفه من الاتصال بالداخلية، لأنه يسكن في منطقة تعرف باسم حي المخابرات يقطنها بعض منتسبي جهاز المخابرات المنحل، لا صدك ورطة.
شرطي 5 نجوم
[post-views]
نشر في: 15 مايو, 2013: 09:01 م