كان ظهور الأوبرا في السنوات الأخيرة من القرن السادس ثورة في الموسيقى بمعنى الكلمة. لأن هذا الشكل الموسيقي الغنائي كان يعني ظهور فن جديد بما يحمله الأمر من معان. فن يجمع الموسيقى والشعر والمسرح في وحدة عضوية متكاملة، تعطي الفنان إمكانية جديدة للتعبير
كان ظهور الأوبرا في السنوات الأخيرة من القرن السادس ثورة في الموسيقى بمعنى الكلمة. لأن هذا الشكل الموسيقي الغنائي كان يعني ظهور فن جديد بما يحمله الأمر من معان. فن يجمع الموسيقى والشعر والمسرح في وحدة عضوية متكاملة، تعطي الفنان إمكانية جديدة للتعبير الفني لم تكن معروفة من قبل. والأوبرا فن إيطالي خالص، عنوانه يدل على المسرح، وكانت تسمى كذلك دراما موسيقية، في إشارة واضحة إلى المسرح.
برغم تأليف جاكوبو بري أول أوبرا سنة ١٥٩٧ بعنوان دافني (فُقدت موسيقاها) وثاني أوبرا بعنوان يوريديتشيه، فإن كلاوديو مونتفردي (١٥٦٧-١٦٤٣) كان أول من ألف أوبرا بالمعنى المعروف، لذلك تعتبر أوبرا اورفيو أول أوبرا حقيقية، ألفها سنة ١٦٠٧. ولحق مونتفردي اورفيو باوبرات ثلاث ،آخرها أعظمها، هي تتويج بوبيا (١٦٤١). في تتويج بوبيا نجد الكثير من الإشارات إلى الدور المستقبلي للأوبرا، كأداة فعالة في التأثير على الوعي الاجتماعي. فهذه الأوبرا تعبير مبطن عن الصراع السياسي والاقتصادي بين فينيسيا ومنافستها روما، عبر توظيف رواية نيرون وحبيبته بوبيا في هذا الاتجاه. وفيها استعمل مونتفردي قصة تاريخية لأول مرة، بعد أن كانت الأساطير هي المواضيع المستعملة في الأوبرا. وأصبح الثنائي العاطفي الختامي لنيرون وبوبيا من أشهر آريات الأوبرا، وهي واحدة من أجمل ما كتب.ص