نافع سكران صاحب هذا الاسم لم يندم على حمله ، ولم يشعر بأدنى إحراج عندما توجه له الأسئلة من قبل الآخرين ، حول جدوى ان يكون الشخص نافعا واسم أبيه يحمل باعتقادهم صفة مذمومة ، تعد من الكبائر، واثبت الرجل ، وهو يعمل حاليا مهندسا في وزارة النفط في إحدى المحافظات العراقية، ويحمل شهادة عليا بتخصصه بأنه صاحب سجل مهني،معروف بالنزاهة والإخلاص والتفاني، فضلا عن احتفاظه بعلاقات طيبة مع جميع العاملين على اختلاف درجاتهم الوظيفية ، كل هذه الصفات لم تمنع احدهم من القول" استعيذ بالله " حينما سمع للمرة الأولى باسم نافع سكران .
المهندس نافع بادر بجمع تبرعات مادية ومالية للمتضررين من سيول الأمطار ، ودعوته قوبلت بدعم منتسبي دائرته ، وعندما قرر توسيع المبادرة لتشمل نشاطات و فعاليات مدنية ، اعترض احد رجال الدين ، وطالب بالحصول على ضمانات وتعهدات لوصول المواد للمتضررين ، لأنه يستبعد أن يقوم شخص أبوه يحمل اسم "سكران "بأداء تلك المهمة الإنسانية، فأرجأ إبداء موافقته على المبادرة، ودعمها بتبرعاته المباركة إلا بعد الحصول على معلومات دقيقة عن صاحب المبادرة ،عن طريق جهات رسمية، وأخرى دينية ليتأكد من مدى التزام المهندس بإقامة الصلوات بأوقاتها ، وأداء الواجبات الدينية الأخرى ، وربما أخفى المعترض شروطا أخرى تتعلق بان المهندس غير مشمول بإجراءات قانون المساءلة والعدالة ، وغير متورط بارتكاب جرائم ضد أبناء الشعب العراقي ، وليس ممن سخر خبراتهم النظام السابق في تصنيع أسلحة الدمار الشامل .
وصلت شروط رجل الدين الى المهندس، فأبدى أسفه الشديد لعرقلة المبادرة ، وحرمان مئات الأسر من الحصول على مساعدات تبرع بها أشخاص، دفعهم شعورهم الإنساني للتضامن مع المنكوبين من فيضانات الأمطار ، لكنه أصر على تنفيذ مبادرته ، لإعطاء رسالة بليغة الى من وصفهم بالجهلة في الحكم على تصرفات الأشخاص ومواقفهم من خلال أسماء آبائهم .
رسالة المهندس وصلت الى من حاول عرقلة مبادرته ، واثبت انه نافع وعلى الصعد كافة بالرغم من ضيق أفق الآخرين ، ونظرتهم الضيقة ، ومن الشواهد الأخرى في اعتماد الأسماء في منح الدرجات الوظيفية والامتيازات ، وحتى مشاريع عقود المقاولات ، مارواه الصحفي "عفان" لزملائه عندما اخبرهم بأنه واجه مشاكل ومصاعب وعراقيل كثيرة في الحصول على فرصة تعيين لابنه، أحد العشرة الأوائل في كلية اللغات قسم اللغة الانكليزية، فاضطر الى مراجعة الوقف السني ليطرح مشكلته ، فعاد محملا بوعود الحصول على عقد مؤقت، مع توصية بانتظار تحقيق التوازن وتشكيل مجلس الخدمة الاتحادي، لينصف جميع خريجي الكليات والمعاهد، ومن بينهم ابن عفان ،في الحصول على وظائف حكومية.
العراقيون وبحمد الله بعد تجاوزهم سنوات القتل على الهوية ينتظرون رحمة المسؤولين وصناع القرار لإلغاء ظاهرة ما يعرف بالتعيين على الهوية.
التعيين على الهوية
[post-views]
نشر في: 17 مايو, 2013: 09:01 م