أكدت وزارة الزراعة عدم تأثر أسعار المحاصيل الزراعية من موجة السيول المندفعة بشدة من الأراضي الإيرانية والتي تسببت بإغراق مساحات شاسعة من حقول الحبوب واتلاف كميات كبيرة من المحاصيل في مناطق الجنوب ،فيما تباشر وزارة التجارة  بتسلّم محصولي

أكدت وزارة الزراعة عدم تأثر أسعار المحاصيل الزراعية من موجة السيول المندفعة بشدة من الأراضي الإيرانية والتي تسببت بإغراق مساحات شاسعة من حقول الحبوب واتلاف كميات كبيرة من المحاصيل في مناطق الجنوب ،فيما تباشر وزارة التجارة  بتسلّم محصولي الحنطة والشعير من الفلاحين في المناطق المنكوبة التي تضررت جراء الفيضانات.
وقال الوكيل الإداري والمالي لوزارة الزراعة غازي العبودي، ان"اسعار الحبوب في الاسواق لا يمكن ان تتأثر أبداً لأن غزارة الأمطار والسيول التي اجتاحت الحقول لم تشكل أكثر من نسبة 20 من اجمالي انتاج الموسم الحالي مشيراً الى وجود خزين في السايلوات من العام الماضي وهذه الكمية الزائدة تغطي على الأضرار التي حصلت لمحاصيل الموسم الحالي.
وأضاف العبودي، في حديثه" للمدى " فيما "يخص الشلب فهو لم يتضرر لبعده عن أماكن الفيضانات ولكون الشلب كما هو معروف له مناطق خاصة كالأهواز".
ولفت الى ان هذه المساحات التي غمرت بالسيول يمكن ان تزيد من مناسيب المياه التي يتم الاستفادة منها لزراعة الشلب.
من جانبه ،أوضح الخبير عبد الحسين الحكيم ، "ليس هناك أي أثر على اسعار الحبوب في الأسواق لأن المحاصيل الزراعة بصورة عامة يتم استيرادها من الخارج وتدخل ضمن البطاقة التموينية. والقمح الذي يزرع في البلد هو قليل نسبة لما يتم شراؤه.
وأضاف في حديثه للمدى : بخصوص الرز فهو كذلك يتم استيراده ضمن مفردات البطاقة التموينية مبيناً ان مادة الشلب لم تتأثر بالفيضانات لكون مناطق زراعته بعيدة عن المساحات التي اجتاحتها الفيضانات.
وكانت محافظة واسط قد اعلنت عن انخفاض كميات الحبوب التي تم تسويقها من قبل الفلاحين والمزارعين الى مخازن وزارة التجارة الى 15 ألف طن في هذا العام مقارنة بـ160 الف طنا سوقت في الفترة ذاتها من العام الماضي، في حين عزت التراجع في الانتاج الى حجم الاضرار التي سببتها الامطار والسيول.
وقال محافظ واسط مهدي حسين الزبيدي في حديثه للمدى برس:  ان مجموع كميات القمح التي تم تسويقها من قبل الفلاحين والمزارعين منذ بدء عمليات التسويق في الاول من الشهر الحالي وحتى الان بلغت 15 ألف طناً.
وأضاف: هذه الكمية ضئيلة جداً ولا يمكن مقارنتها بكمية الحبوب التي تم تسويقها خلال الفترة ذاتها من العام الماضي والتي بلغت أكثر من 160 ألف طن من القمح إضافة الى نحو عشرة آلاف طن من الشعير. واوضح: الذي يشغل رئيس اللجنة الزراعية العليا في المحافظة أن "سبب التراجع في الانتاج يعود الى حجم الاضرار التي خلفتها الامطار والسيول التي ضربت المحافظة في بداية الشهر الحالي وأدت الى تلف مساحات كبيرة من الاراضي المزروعة بمحصولي القمح والشعير.
ولفت الزبيدي الى أن الكميات المسوقة حتى الان ليست بدرجة عالية من النقاوة وفيها رطوبة بنسبة متفاوتة مما ينعكس سلباً على أسعار الشراء، لافتا الى ان مخازن وزارة التجارة امتنعت من استلام كميات كبيرة من الحبوب المسوقة بسبب تصاعد نسبة الرطوبة فيها. ودعا الزبيدي الحكومة الاتحادية ووزارة التجارة الى استلام جميع الكميات المسوقة من الحبوب بغض النظر عن نسبة الرطوبة الموجودة فيها كون ما حصل في هذا الموسم كان خارجاً عن إرادة الجميع.
في غضون ذلك اعلنت وزارة التجارة عن مباشرتها باستلام محصولي الحنطة والشعير من الفلاحين في المناطق المنكوبة التي تضررت جراء الفيضانات.
وقال وزير التجارة خير الله حسن في بيان صحفي نقلته وكالة شفق نيوز إن "اللجنة المشكلة من وزارتنا ووزارة الزراعة ستتخذ اجراءاتها الفنية والادارية اللازمة لبدء تسلّم المحاصيل الزراعية المتضررة من المزارعين والفلاحين في المناطق المنكوبة في محافظات ميسان وواسط والديوانية والمناطق الاخرى في البلاد ابتداءً من ظهر هذا اليوم وذلك تنفيذا لقرار مجلس الوزراء يوم امس".
وأكد أن "اللجنة اتفقت على تهيئة مخازن وساحات يتم تسلّم المحاصيل المتضررة ومن ثم تصنيفها حسب حجم الضرر  لتلك المحاصيل وخزنها في مكانين لغرض بيان الحاجة كاستخدامها لاحقا كعلف حيواني او اتلافها وتعويض الفلاحين والمزارعين لاحقا بعد تسلّم الكميات بالكامل بعد اقرار مجلس الوزراء المبالغ بناء على محضر اللجنة المشتركة التي ستقوم برصد تلك الكميات".
وكانت التجارة قد قالت قبل أيام أنها هيأت مراكزها لتسلّم المحاصيل ابتداءً من الخامس من الشهر الحالي.
وأكد مدير فرع الشركة العامة لتجارة الحبوب بمحافظة ميسان عباس هاشم كاطع أن "هذا العام شهد حملة تسويقية كبيرة جداً من ناحية الكم والنوع برغم الامطار والسيول التي شهدتها المنطقة حيث وصلت نسبة تسويق الحنطة من الدرجة الأولى الى 90%".
وأضاف أن "الكميات المسوقة للفرع منذ بدء الحملة التسويقية في 5/5 ولغاية صباح يوم 15/5 وصلت الى تجاوزت الـ 150 الف طن للحبوب المستلمة من الحنطة والشعير والتي استلمت من المراكز التسويقية المنتشرة في المحافظة وهي مجمع المخزني وسايلو ومجمع الانتصارويكون تسلّم المحصول من الفلاحين من الساعة (7) صباحا ولغاية ساعات متأخرة من النهار".
واشار وكيل مدير الفرع عادل حميد العيبي إلى ان "سبب زيادة المحصول هذا العام برغم تعرض ثلاث مناطق للاعصار كون الامطار كانت كثيرة هذا من جهة والتنسيق المسبق بين وزارتنا ووزارة الزراعة من جهة ثانية". ومن الناحية المالية نوه مدير حسابات الفرع اياد عبد الحسين إلى ان "الفرع متعاون بشكل كامل مع الفلاحين"، مضيفا "في حال وصولنا اشعار من الشركة العامة لتجارة الحبوب في بغداد بتخصيص المبالغ للصرف وفق كشوفات التسلّم سوف نقوم بصرف مستحقاتهم المالية اولا بأول دون أي تلكؤ او تأخير". من جانبه اوضح مسؤول مختبر الفرع في المحافظة آلية عملية سحب النماذج من المسوقين وارسالها الى غرفة الرقم السري لغرض وضع رقم سري للنموذج والهدف من هذه العملية منع التلاعب  بالعينات التي سحبت ومن ثم تجرى على النموذج الفحوصات اللازمة لمعرفة نقاوة الحبوب وتصنيفها حسب الدرجة اذا كانت درجة أولى او ثانية او ثالثة.