اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > عند الشرطة ... "انكلبت البامية شيخ محشي" !

عند الشرطة ... "انكلبت البامية شيخ محشي" !

نشر في: 19 مايو, 2013: 10:01 م

أصعب ما في الحياة ان يدخل السجن إنسان بريء . من قتل (ع) ... بدت الجريمة غامضة عندما عثر احد المواطنين على جثة مهشمة الرأس في ارض متروكة في قضاء بلد . كانت الجثة متفسخة وفيها آثار اطلاقات نارية متعددة ... كانت تبدو أمام رجال الشرطة إن الانتقام والثأر

أصعب ما في الحياة ان يدخل السجن إنسان بريء . من قتل (ع) ... بدت الجريمة غامضة عندما عثر احد المواطنين على جثة مهشمة الرأس في ارض متروكة في قضاء بلد . كانت الجثة متفسخة وفيها آثار اطلاقات نارية متعددة ... كانت تبدو أمام رجال الشرطة إن الانتقام والثأر كانا دافعاها فحامت الشبهات حول زوجة المجني عليه ووالدها وشقيقها لثأر قديم بين الأسرتين ... لكن المحكمة أفرجت عنهم ولم توجه لهم الاتهام ... تفاصيل الجريمة نقدمها لك عزيزي القارئ في هذا التحقيق ... البداية مثيرة ذات يوم ليس ببعيد والمكان ارض مهجورة فيها أنقاض قديمة وبقايا هياكل سيارات متهالكة ، مجموعة من الرعيان تتوقف أقدامهم أمام جثة مسجاة على ظهرها بين الأنقاض .. المشهد أفزعهم يتبادلون النظرات ثم عادوا وتمالكوا أنفسهم وأسرعوا يبلغون رجال السيطرة القريبة ... لحظات ويمتلئ المكان بالعديد من رجال الشرطة يحيطون حول الجثة المجهولة ... الجثة لرجل مهشمة جمجمته وفيها العديد من الطلقات النارية ... السؤال الذي يجب الإجابة عليه في البداية : من يكون المجني عليه ؟ هوية الأحوال المدنية في جيبه تقول ان اسمه (ع) ... زوج شاب ... يعيش مع أسرة مستقرة تزوج منذ مدة من ابنة عمه ! وبدأت الشرطة مهمة البحث عن القاتل ! المعلومات التي جمعتها الشرطة في البداية أكدت بوجود ثأر قديم بين أسرة المجني عليه واخوته وأعمامه بسبب تقسيم الميراث ... مسرح الأحداث السابقة كانت إحدى القرى القريبة من القضاء ... توفي والد الزوج وبدأت بعدها المشاحنات بين الأشقاء على الميراث ... تعددت الجلسات بين أفراد الأسرتين وتدخلت أطراف كثيرة لتهدئة الأمر ولكن العصبية والشد وحب المال في وقتها أعمى العقول والعيون ... ونمت بذرة التهديد والقتل ومرت الأيام مسرعة وظن الجميع إن النفوس قد هدأت ولكن شيئا ما كان يضمره احد أفراد الأسرتين في قلبه ...! حمل احد أشقاء الزوج (توثية) غليظة واخذ بندقيته وأسرع بها دون ان يفكر في عواقب أمره وانهال على ابن عمه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وألقي القبض على القاتل وكان مصيره السجن!

ولكن الأمور لم تنته عند هذا الحد ... كان لابد من عقد جلسة عشائرية لإزاحة ما في النفوس من شوائب وحقد بين أبناء العم وقررت الجلسة العشائرية اخذ فصل من أهل القاتل وحدد المبلغ بـ 60 مليون دينار يتم دفعها لأهل القتيل ليس هذا فقط ما حكمت به الجلسة العشائرية وإنما قرر الشيوخ ايضا على بعض أفراد أسرة القاتل ترك القرية والعيش في مكان آخر بعيدا عن سكناهم الحالي ! وقد رضي الطرفان بهذه الحلول وظن الجميع ان المشكلة قد انتهت ... فالقاتل خلف القضبان والمبلغ الذي حكمت به الفصلية ارتضى به الجميع وسوف يدفع بعد أيام ... ولكن ما حدث عكس ذلك ! راوغ أشقاء القاتل في دفع المبلغ حتى تهربوا منه ظنا منهم إن أولاد عمهم تناسوا المبلغ وان الأمور مضى عليها الزمن ... حتى ظهرت جثة الشاب (ع) لتشير بأصابع الاتهام الى أسرة الزوجة! أسئلة واتهامات طرحت حول الحادث حيث تفيد المعلومات إن الزوجة استدرجت زوجها (ع) الى المكان المهجور بعد اتصال تليفوني بينها وبين زوجها لتصالحه عن الخلافات التي نشبت بينهما مؤخرا وتركت على اثر ذلك منزل الزوجية واتفقت معه على اللقاء في هذا المكان المهجور حتى لا يراها أهلها مع زوجها ... وفي الموعد المحدد انصرفت الزوجة الى لقاء زوجها (ع) ... كانت وقتها قد اتفقت مع والدها وشقيقها اللذين كانا وسط هياكل السيارات القديمة ... الوقت كان متأخرا ... والليل أسدل ستائره على المكان ليزيده وحشة وخوفا ... لحظات ويظهر الزوج ... كانت الزوجة تقف تبتسم له وهو يأتي أمامها وفجأة وبلا سابق إنذار يخرج من بين الهياكل الأب وابنه يحمل احدهما عصا غليظة والآخر بندقية ودون ان ينتبه الزوج لما يدور خلفه انهال القاتلان والد الزوجة وشقيقها على الزوج حتى سقط مضرجا في دمائه وقبل ان يلفظ أنفاسه الأخيرة اخرج احدهما البندقية وأطلق صليه على جسده حتى فاضت روحه ... ثم لاذ الجميع بالفرار وكأن شيئا لم يحدث ! هذا ما يصوره سيناريو رجال الشرطة حينما القوا القبض على القتلة وقاموا بمواجهتهم بهذه المعلومات ... لكن المتهمين أنكروا هذا التصور وبقيت عدة أسئلة أهمها : إن كان هؤلاء ارتكبوا جريمتهم ... فأين أدوات الجريمة ؟ ولماذا الإصرار على الإنكار ونحن نعلم ان في جرائم الثأر لا يتنصل القاتل من جريمته الا نادرا ؟ أحيل المتهمون الثلاثة الى محكمة الجنايات وبعد ثلاثة أشهر كانت الزوجة في وقتها حامل في طفلها الرابع ... تأجلت جلسات المحاكمة عدة أشهر أخرى حتى وضعت ابنها واطلقت عليه اسم زوجها الذي فقدته حبا ووفاء وتخليدا لاسم زوجها ... هيئة المحكمة قررت استبعاد المتهمين من دائرة الاتهام بعد صراع بين دفاع المتهمين ودفاع أسرة المجني عليه ... أصدرت حكمها بإطلاق سراحهم وطلبت من الشرطة البحث عن القاتل الحقيقي وتقديمه للعدالة ... علت الهلاهل داخل قاعة المحكمة وتبادل أهل المتهمين التهاني ... فقد انتهى كابوس كان يجثم على الصدور فترة طويلة من الوقت ... ولكن نعود الى السؤال من قتل (ع) عسى الشرطة ان تبحث عن القاتل وتستطيع بذلك الإجابة على هذا السؤال ونختم بدورنا هذه الحكاية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram