اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > سقــوط فـي درب الرذيلـة !

سقــوط فـي درب الرذيلـة !

نشر في: 19 مايو, 2013: 10:01 م

المتهمة الصغيرة التي لا يتعدى عمرها السادسة عشر تصرخ في موقف النساء وتقول : زوج أمي كان السبب في هروبي من البيت ... وشاب غرر بي وأخيرا اكتشفت انه قواد ويتاجر بالمخدرات وبعد ان زرعني بين الوحوش تركني وحدي في غابة الرذيلة والحرام ... قصة الهروب والسقوط

المتهمة الصغيرة التي لا يتعدى عمرها السادسة عشر تصرخ في موقف النساء وتقول : زوج أمي كان السبب في هروبي من البيت ... وشاب غرر بي وأخيرا اكتشفت انه قواد ويتاجر بالمخدرات وبعد ان زرعني بين الوحوش تركني وحدي في غابة الرذيلة والحرام ... قصة الهروب والسقوط نقدمها بمثابة درس لكل فتاة ... عاشت (س) طفولة عادية مثل بقية الأطفال تنعم برعاية الأب وحنان الأم ... كانت طلباتها مجابة في الحد المعقول وفقا لإمكانيات والدها الذي يعمل موظفا بسيطا في السكك ... لم ينجب والداها سواها لهذا حظيت بقدر كبير من التدليل ... وزاد دلالها كثيرا عندما شعر والدها انه أصيب بمرض السرطان وابلغه الأطباء ان المرض وصل الى درجة متقدمة لا ينفع معها العلاج وان كل ما يستطيعون عمله هو إعطائه جرعات كيمياوية مسكنة تخفف من درجة الألم في أيامه الأخيرة ... لهذا حاول الرجل بقدر استطاعته منحها كل السعادة والحنان لإيمانه بانها ستحرم منه بعد أسابيع قليلة ... وبالفعل صدقت توقعات الأطباء ومات والد (س) متأثرا بمرضه القاسي وتركها بمفردها مع والدتها تواجهان عواصف الحياة وتقلباتها ... ولم تستطيع والدتها ان تقاوم كثيرا إغراءات الرجال وكلامهم المعسول فرفعت راية الاستسلام مبكرا ووافقت على أول رجل تقدم للزواج منها رغم تحذيرات الأقارب والمعارف الذين حذروها من هذه الخطوة خوفا من ان يسيء زوجها معاملة ابنتها وطالبوها بان تصرف النظر عن هذه الخطوة وخاصة ان زوجها ترك لها بيتا يؤيها وراتبا تقاعديا يكفيها هي وابنتها ... ولكنها أصرت على موقفها بحجة انها ما زالت صغيرة في السن وتريد ان تستمتع بحياتها وشبابها ... وتم الزواج الذي كان مرفوضا من الجميع باستثناء أم (س) التي كانت في قمة سعادتها ... منذ اليوم الأول للزواج والعلاقة بين (س) وزوج أمها على أسوأ ما تكون ... حيث تفنن في الإساءة إليها وكأنها تجثم فوق صدره ويريد الخلاص منها بأية وسيلة ، والأكثر غرابة هو موقف والدتها الذي كان سلبيا للغاية ولم تحاول الأم الدفاع عن ابنتها أو إقناعه بتغيير معاملته لها على العكس كانت تؤيد كل تصرفاته ، ووصلت الأمور الى ذروتها عندما أصر زوج الأم على إخراج (س) من المدرسة بعد ان حصلت على شهادة المتوسطة وعدم إكمال تعليمها ... ووافقت الأم على رغبته الغريبة التي لم يكن لها ما يبررها ... وعندما حاولت (س) الاعتراض والتمسك بمستقبلها كان مصيرها الضرب والاهانة على يد زوج أمها ... ظلت آثارها على وجهها وجسدها أياما طويلة !

بعد ان يئست (س) من تغيير معاملة زوج أمها وإصراره على طردها من البيت ... قررت الهروب من هذا الجحيم اليومي وهي لا تدري إن هناك جحيما اشد في انتظارها في بغداد وخاصة انها خرجت من منزلها مستقلة القطار من البصرة الى بغداد وهي لا تعلم الى أين ستذهب وان خالتها الموجودة في بغداد ... لا تعرف حتى عنوانها ! جمعت (س) ملابسها ووضعتها في حقيبة وانتهزت فرصة خروج والدتها مع زوجها لزيارة أقاربهما في القرنة فغادرت المنزل وتوجهت الى المحطة واستقلت القطار المتوجه الى بغداد ... بعد ان وصلت الى بغداد في صباح اليوم التالي ... ظلت تجوب الشوارع بحثا عن عنوان خالتها التي تسكن مدينة الوشاش ولكن لم تستدل على وجودها ... وبعد ان أعياها التعب والسهر في القطار جلست في احد المطاعم لتلتقط أنفاسها وتفكر في عنوان خالتها مرة ثانية ... وفجأة دخل المطعم شاب جميل وأنيق كان يستقل سيارة ... وبعد ان شاهدها جالسة لوحدها جذب منظرها انتباهه وخصوصا منظر الحقيبة التي كانت بجانبها ... وبعد ان انتهى من تناول طعامه توجه إليها وطلب منها الجلوس معه على منضدته ... في البداية شعرت (س) بالقلق منه ولكنها أسرعت وجلست معه وأخذت بالحديث معه وعرف منها انها تبحث عن عنوان خالتها وانها لم تستدل على وجوده لحد الآن ... دعاها الى الركوب معه في سيارته ... صعدت وبدأت تتحدث معه عن أسباب هروبها من البيت وظروفها مع زوج أمها ... فأبدى استعداده لمساعدتها في العثور على بيت خالتها وعلى العثور على مكان تقيم فيه هذه الليلة ولم تتردد في الذهاب الى شقته والموافقة على طلبه لأنها لا تملك خيارا آخر ! قدم الشاب الأنيق نفسه على انه رجل أعمال ومقاول واستأجر هذه الشقة ليقيم فيها ... في الليلة الأولى طلب منها الموافقة على عقد قران بينهما عند احد رجال الدين ... وافقت وهي لا تصدق ... في الصباح توجه الاثنان وعقدا قرانهما عند احد رجال الدين في الكاظمية ... ووثق ذلك بورقتين طلب منها الاحتفاظ بالورقتين لتصديق العقد في المحاكم الشرعية ... بعد هذا العقد كانت (س) اسعد مخلوقه على وجه الأرض عندما اصطحبها ليشتري لها حليا ذهبية وكميات من الملابس الحديثة وادوات الزينة والتجميل وعاشت معه أياما وهي في منتهى السعادة ... ولكن بعد أسبوع بدأ الشاب ينظم حفلات لأصدقائه في شقته ... يستضيف أعدادا كبيرة من الرجال والنساء الذين يمارسون أنواع المجون والفاحشة بداية من لعب القمار وتعاطي المخدرات وممارسة الرذيلة مع البنات ... حاولت الاعتراض ولكن الشاب كان صارما للغاية وهددها بالطلاق والعودة الى الشارع في حالة اعتراضها على ما يحدث ... مؤكدا على إن المستوى الطيب من المعيشة التي تعيشها فيه هو من وراء تنظيم هذه الحفلات لأصدقائه ومعارفه ... ولم يكتف بهذا بل أمرها بان تكون لطيفة مع ضيوفه ! وصعقت (س) وهي لا تصدق ما تسمع ... زوجها يطالبها بالتخلي عن شرفها بشكل مباشر وهي لا تملك الرفض وإلا فان مصيرها هو الشارع خاصة وانها لا تجرؤ على العودة الى منزل أمها في البصرة حيث تنتظرها الفضيحة وفقدان عذريتها ! وتحولت بعدها (س) وبين يوم وليلة الى امرأة ساقطة تبيح جسدها لمن يرغب بالمتعة وتتنقل بين أحضان أصدقاء زوجها وبعلمه ومباركته .. ولكن الممارسات اللا أخلافية التي كانت تتم في الشقة كانت مرصودة من قبل الأجهزة الأمنية والذين كانوا يراقبون عن كثب ما يحدث يوميا في غرف هذه الشقة الأنيقة ! وحانت ساعة الصفر وداهمت الأجهزة الأمنية الشقة والقي القبض على كل من فيها وفي مقدمتهم (س) في مركز الشرطة فوجئت باختفاء الجميع وعلى رأسهم زوجها ... وتوالت المفاجآت عندما اكتشفت اختفاء ورقتي عقد القران ! وكانت المفاجأة الأكبر عندما تبين ان عقد إيجار الشقة كان باسمها ... فأصبحت متهمة في نظر الشرطة بإدارة شقة للأعمال المنافية للأخلاق وتسهيل الدعارة والاتجار في مواد مخدرة بعد ان ضبطت الشرطة كميات من المخدرات والحبوب المخدرة داخل الشقة ! حاولت الدفاع عن نفسها أمام المحقق مؤكدة ان زوجها هو المسؤول عن كل ما يحدث داخل الشقة وانه هو الذي يجلب الحشيشة ويستقطب الشباب والبنات ... ولكنها لم تستطيع ان تثبت أي شيء بعد ان اختفى زوجها من مركز الشرطة وكأنه تبخر في الهواء بعد ان دفع المقسوم ... حتى زواجها منه لم تستطع إثباته بعد ان سرق ورقتي عقد القران عند السيد ! القانون لا يعترف إلا بالوقائع الملموسة ... فالأوراق الرسمية وعقد الإيجار يؤكد ان (س) هي صاحبة الشقة وما فيها ! أمر القاضي بحبسها على ذمة التحقيق لتواجه مصيرها المظلم وهي تلعن وتسب زوج أمها الذي غدر بها ووضعها بأيدي قواد لا يعرف الرحمة . !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram