كان صباح الأمس "أكشر" مثل كثير من صباحات "الولاية الثانية". اسميها صباحات اضطرارا من اجل التوضيح لا أكثر. وإلاّ فهي، في كل يوم، أشد اسودادا وعتمة من الليالي التي تسبقها. وهل نسميه صباحا ذلك الذي يطالعنا فيه موقع إخباري عراقي واحد وفي أول مجموعة أخبار متتالية تقول:
"مقتل أربعة مدنيين وإصابة 14 آخرين بانفجار سيارة مفخخة شمال بغداد،
مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة سبعة آخرين بانفجار سيارة مفخخة جنوب بغداد،
مقتل أربعة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين بانفجار سيارة مفخخة في منطقة المعالف جنوب بغداد،
مقتل ضابطين وستة من عناصر الشرطة بهجوم مسلح غرب الرمادي،
مقتل رجل وزوجته بهجوم مسلح على منزلهم شمالي ديالى،
تفجيرات بسيارات مفخخة تضرب بغداد من ثلاث جهات"؟
والحبل على الجرار.
كل هذه المذابح و "المَقاتل" لم تهز شعرة بضمير أو رأس الست حنان الفتلاوي التي نشرت لها المواقع بيانا صحفيا وهي مبتسمة، تعلّم به تلاميذ "روضة" المحافظات أصول وقواعد تشكيل الأقاليم! تنصح الست تلاميذها (أهالي المحافظات) وكأنهم لم يتعلموا بعد حتى حروف الهجاء الدستورية: "إذا أراد المعتصمون تشكيل إقليم عليهم ان يقنعوا أهل محافظتهم بذلك، وان يأتي الطلب من أهالي المحافظة، وليكن ضمن الأطر الدستورية والقانونية لتشكيل أي إقليم، وسنتعامل مع هذا الطلب بطريقة دستورية وإيجابية ويبقى جزءا من العراق وله حقوق وعليه واجبات". ذكرتني الست بذلك اليوم الذي خرج به صدام يعلم العراقيات طريقة صنع معجون الطماطة أيام الحصار.
أريد ان أسالها مباشرة: باسم من تتحدثين، ست؟ ومن انت حتى تتعاملين مع الطلب بإيجابية؟ مجلس وزراء أنت، أم رئيس مجلس وزراء أو برلمان أو جمهورية أو مفوضية انتخابات؟  
يابا هاي هم تهون، لكن ان تسمح الست بإقامة الأقاليم تحت تهديد السلاح، فهاي شتحطولها وتطيب؟ والعباس ابو فاضل سمحت بذلك بالنص لكن بشرط واحد. الشرط انها لن تعطيهم "خرجية" ان هم فعلوا ذلك. ما تصدكون مو؟ تفضلوا اقرأوا قولها بما فيه من أخطاء نحوية وإملائية لم أصححها، عن قصد، حتى لا اتهم بتحريفه:
"أما ان ارادوا تشكيل إقليمهم بالتهديد والسلاح فليكن لهم، ولكن سيكون إقليمهم ممول ذاتياً، لأننا لن نسمح بان ينفق فلسا واحدا مما تنتجه محافظاتنا"!!
أتعلم هذه الست معنى قيام إقليم تحت "طك" الرصاص أم لا؟ أمعقول "يا شيعة علي" ان تصبح "الخرجية" التي تدرّها محافظاتكم أهم و أغلى من دمائكم؟
ست حنان، يا عمي:
هنيالج يمن بيتج على الشط .. ومنين ما ملتي غرفتي.