تزخر محافظة كربلاء بمواقع أثرية تتميز بطابعها السياحي والديني ، وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة التي تحتلها هذه المواقع الا انها تعاني الاهمال الحكومي ولقلة التخصيصات المالية وعدم شمولها بحصة تنمية الأقاليم حرمت من تنفيذ أعمال الصيانة  والتنقيب من

تزخر محافظة كربلاء بمواقع أثرية تتميز بطابعها السياحي والديني ، وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة التي تحتلها هذه المواقع الا انها تعاني الاهمال الحكومي ولقلة التخصيصات المالية وعدم شمولها بحصة تنمية الأقاليم حرمت من تنفيذ أعمال الصيانة  والتنقيب منذ ثلاث سنوات.
وعزا مفتش اثار وتراث محافظة كربلاء زاهد محمد سبب العزوف عن أعمال الصيانة والتنقيب في مواقع كربلاء الأثرية الى قلة التخصيصات الممنوحة لوزارة السياحة والآثار بصورة عامة.
وقال محمد في حديث لـ (المدى) ان " قلة التخصيصات المالية تعد من المشاكل التي تواجه قطاع الآثار في المدينة فهناك تقصير واضح تجاه القطاع السياحي بشكل عام والآثار بشكل خاص.
لافتاً الى وجود اكثر من 12000موقع بحاجة الى تنقيب ،و197 منها في كربلاء.
وأضاف "ان كهوف الطار وكنيسة القصير وحصن شمعون وقصر البردويل ومنارة موجدة وخان العطشان و الربع و العطيشي فضلاً عن القنطرة البيضة وحصن الأخيضر تعد هي أهم عشرة معالم أثرية شاخصة على الأرض موضحاً انها بحاجة الى حملة إعلامية ليتعرف الناس على هذه المواقع  .
واكد محمد على ضرورة ان تنشأ فولدرات تعريفية تعلم السائح سواء المحلي او الاجنبي بتلك  المواقع الاثرية، مشيراً الى ان تلك المواقع قد تشكل مصدراً مالياً للمحافظة في المستقبل.
ودعا مفتش اثار وتراث كربلاء الحكومة المحلية إلى تخصيص مبالغ من تنمية الأقاليم بالنهوض في قطاع الآثار في المحافظة  و صيانة  واعمار المواقع المعرضة للانهيار.
من جانبها ،اعلنت دائرة اثار المحافظة عن زيارة وفد الماني يرغب في تنقيب الآثار داخل المحافظة .
وقال منقب الاثار في المديرية حسين ياسر خليل:" ان الوفد الالماني  خرج بجولة خلال زيارته  الى المناطق الاثرية  غرب كربلاء وشدد على ضرورة تأهيلها  مبيناً ان الالمان ابدوا رغبتهم  بالعمل في اثار كربلاء لأهميتها التاريخية باعتبار ان بعثة المانية سبقتهم في تنقيب اثار المحافظة ".
واضاف :" ان الجولة شملت حصن الاخيضر وكنيسة الاقيصر  وكهوف الطار وان الوفد قد انبهر بهذه الاثار
في غضون ذلك انتقد رئيس لجنة السياحة والآثار النائب بكر حمه صديق ، الميزانية المالية التي خصصت لوزارة السياحة والآثار واصفا ايها بالـ شحيحة ولا تكفي لسد رواتب اصغر موظفي الوزارة.
وقال صديق لـ ( إيبا ) إن قانون الموازنة الاتحادية لم ينصف وزارة السياحة والآثار من ناحية مخصصاتها المالية ،مؤكداً"، ان وزارة السياحة والآثار لا تمتلك مبنى خاص بها ،والمبنى الذي تشغله حاليا تابع لإحدى الهيئات المرتبطة بالوزارة.
وأضاف ان الوزارة تعاني من عدم وجود ميزانية حقيقية لا لتحريك القضايا المتعلق بالسياحة والآثار وإنما لقيامها ببناء هيكلية الوزارة ، مؤكدا ان المخصصات شحيحة جدا في الوقت الحالي والوزارة تعاني من “عدم وجود تخصيصات مالية حقيقة “.
وأوضح “ان لجنة السياحة والآثار طالبت بنقاط رئيسية عدة تضمنت تخصيص حراس للآثار بعدد 12 ألف حارس أضاف الى طلبات أكثر أهمية لكن لم تتم الاستجابة “.
وتابع صديق ” ان تعويل وزير السياحة والآثار على الموازنة التكميلية لا يخدم مشاريع الوزارة كون الموازنة التكميلية تحتاج الى وقت طويل لإقرارها وهي بمثابة ميزانية محتملة للزيادة او النقصان ،مؤكداً: ان الوزارة بحاجة الى دعم حقيقي حكومي للنهوض بواقعها وبلورتها كمورد ثان لاقتصاد البلد.
بدوره أكد المستشار الاقدم لوزارة السياحة والاثار بهاء المياحي، أن السبب وراء الابتعاد عن الاهتمام بالموروث العراقي هو الوعي الكامل بالآثار العراقية
وقال المياحي في تصريح صحفي إن: عدم وجود وعي بأهمية المتحف العراقي وقطاع الآثار من الناحية التخصيصات المالية والاهتمام بشكل عام بقطاع الآثار والمتحف الوطني هو السبب وراء التلكؤ في التطور بالحفاظ على موروثنا الوطني. وتابع المياحي"، أن الآثار العراقية والمتحف الوطني على وجه الخصوص بحاجة الى اهتمام كبير كونهما الارث التاريخي للعراق ، مشيرا الى ان التخصيصات المالية تبدو قليلة جدا بما يتلاءم بالحفاظ على كل موروث عراقي تاريخي.