أكدت وزارة الاتصالات سعيها للتعاون مع القطاع الخاص لتحويل البلاد إلى مجتمع معلوماتي بالإفادة من التجارب العالمية، وفي حين بينت محافظة بغداد أنها تعاقدت مع واحدة من كبريات الشركات العالمية لتنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية الخاص بها الذي تكلف مرحلته ال
أكدت وزارة الاتصالات سعيها للتعاون مع القطاع الخاص لتحويل البلاد إلى مجتمع معلوماتي بالإفادة من التجارب العالمية، وفي حين بينت محافظة بغداد أنها تعاقدت مع واحدة من كبريات الشركات العالمية لتنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية الخاص بها الذي تكلف مرحلته الأولى أربعة مليارات وخمسمئة مليون دينار، ذكرت الشركة المنفذة أنها تعتمد في عملها على ملاكات عراقية لكنها تعاني من ضعف البنى التحتية اللازمة للمشروع.
جاء ذلك في ملتقى آفاق مراكز البيانات الإلكترونية الذي أقامته شركة الانصهار للاتصالات والتقنيات الإلكترونية، بالتعاون مع شركة سيسكو العالمية، وحضره وزير الاتصالات وكالة طورهان المفتي، ومجموعة من المختصين والمهتمين، فضلاً عن (المدى برس).
وقال وكيل وزارة الاتصالات، أمير البياتي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الوزارة تسعى إلى تحويل المجتمع العراقي إلى مجتمع معلوماتي بالاستفادة من تجارب الآخرين والانفتاح على القطاع الخاص انسجاما مع توجه الدولة وايمانا منها بأن الحكومة غير قادرة لوحدها على تحمل مسؤولية ذلك"، مشيراً إلى أنها "تطبق حالياً مشروعاً للحكومة الالكترونية في إطار ذلك التوجه".
من جهته قال ممثل شركة السهد المتخصصة في مجال الاتصالات، علي الربيعي، إن "الشركة باشرت بالمرحلة الأولى من مشروع الحكومة الإلكترونية بموجب عقد وقعته مع محافظة بغداد يمتد على مدى 200 يوم بدءاً من (الـ22 من نيسان 2013)".
وأضاف الربيعي، في حديث إلى (المدى برس)، أن "الحكومة الالكترونية تسهل الكثير من المعاملات وتسهم في إنجاز معاملات المواطنين بصورة أكثر انسيابية"، مبيناً أن "الكثير من دول الشرق الأوسط بدأت تتجه لتطبيق تقنيات الحكومة الإلكترونية للتخلص من الروتين، كدولة الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال لا الحصر".
وأوضح ممثل شركة السهد، أن "العمل يتواصل في نصب الأبراج الخاصة بالمشروع في أقضية بغداد ونواحيها وتجلب تقنية عالية المستوى من قبل شركة سيسكو العالمية لإنشاء شبكة خاصة للأقضية والنواحي"، لافتاً إلى أن "محافظة بغداد تنوي تحويل تعاملاتها الورقية كافة إلى الأسلوب الإلكتروني".
بدورها أكدت محافظة بغداد، أن كلفة مشروع الحكومة الإلكترونية الخاصة بها في مرحلته الاولى "بلغت أربعة مليارات وخمسمائة مليون دينار"، مبينة أن المشروع يتضمن عدة مراحل".
وقال مدير قسم الحاسبات في ديوان محافظة بغداد، أحمد عبد المهدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مؤتمر يتناول جانب من التفاصيل الخاصة بإنشاء قاعدة بيانات في الدوائر الحكومية"، مضيفاً أن "لدى العراق كماً هائلاً من المعلومات التي ينبغي تحويلها إلى الصيغة الرقمية".
وذكر عبد المهدي، أن "المرحلة الأولى من المشروع تتضمن نصب أبراج اتصالات في 12 قضاء بالعاصمة، وبناء قاعدة بيانات"، لافتاً إلى أن "المراحل الثانية تشمل تحويل الوثائق الورقية إلى رقمية والمرحلة الأخيرة مراقبة حركة الدائرة المعنية لإفادة المواطنين من سرعة إنجاز معاملتهم".
على صعيد متصل، أوضحت شركة سيسكو أن المشروع "ينفذ من قبل ملاكات عراقية بعد أن يتم تأهيلها"، مضيفة أن العراق "يعاني من ضعف البنى التحتية في مجال الحكومة الإلكترونية".
وقال مدير مبيعات شركة سيسكو العالمة في العراق، فاروق الجبوري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الشركة تستعين بملاكات عراقية لتنفيذ برامجها في البلاد وذلك بعد تأجيلها وتدريبها مجاناً"، مبيناً أن "الشركة تنفذ العديد من المشاريع في العراق ومنها ذلك الذي تنفذه لصالح وزارة النفط لنصب شبكة معلوماتية عالية السرعة تعتمد على تقنيات سيسكو".
واعتبر الجبوري، أن من "أهم معوقات عمل الشركة تتمثل بضعف البنى التحتية التي تساعد على إقامة الحكومة الإلكترونية".
يذكر أن الحكومة الإلكترونية عبارة عن نظام حديث يعتمد على استخدام الشبكة العنكبوتية العالمية، الإنترنت، في ربط مؤسسات الدولة بعضها ببعض، وربط مختلف خدماتها بالمؤسسات الخاصة والجمهور عموماً، ووضع المعلومة في متناول الأفراد وذلك لخلق علاقة شفافة تتصف بالسرعة والدقة وتهدف للارتقاء بجودة الأداء، ويعتقد أن أول استخدام لمصطلح "الحكومة الإلكترونية" قد ورد في خطاب الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسبق عام 1992.
وشركة سيسكو Cisco، شركة أميركية متخصصة في مجال المعدات الشبكية، تأسست عام 1984 من قبل مجموعة من الباحثين والعلماء، على رأسهم ليونارد بوساك وساندي لرنر من جامعة ستانفورد بولاية سان فرنسيسكو، بهدف تسهيل الربط الشبكي بين الحواسب وجعلها أكثر فاعلية، وفي سنة 1986 تمكنت الشركة من عرض أول مسير متعدد البرتوكولات في السوق، أصبح فيما بعد برنامجا معياراً (Standard) لأنظمة الربط الشبكي، وقد استفادت الشركة من طفرة الإنترنت لتصبح من بين كبريات شركات تقنية المعلوماتية من ناحية المعاملات والقيمة السوقية.