TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج هادي ماهود يعود مع سائق الإسعاف !

المخرج هادي ماهود يعود مع سائق الإسعاف !

نشر في: 22 مايو, 2013: 10:01 م

الفنان العراقي ، المخرج السينمائي ، المجتهد والمثابر ، هادي ماهود (مواليد السماوة 1960) ، وفي يومه الأخير ، في بروكسل ، قبل عودته الى العراق ، حاملا معه فيلمه الأخير "سائق الإسعاف" ، بعد انتهاء عملية المونتاج ، وعبر برنامج "السكاي بي" كان لنا زيارة ا

الفنان العراقي ، المخرج السينمائي ، المجتهد والمثابر ، هادي ماهود (مواليد السماوة 1960) ، وفي يومه الأخير ، في بروكسل ، قبل عودته الى العراق ، حاملا معه فيلمه الأخير "سائق الإسعاف" ، بعد انتهاء عملية المونتاج ، وعبر برنامج "السكاي بي" كان لنا زيارة الى غرفة المونتاج في بروكسل ، لمتابعة نتائج العمل، فكان لنا معه حوارا شيقا شارك بجزء منه المونتير ستار نعمه . وقد صار معروفا ان فيلم "سائق الاسعاف" تدور احداثه في  الايام الاولى للغزو الامريكي للعراق عام 2003 ، ويتناول تحديدا الحادث الذي تعرضت له المجندة الامريكية  "جيسيكا لانج" في مدينة الناصرية ، التي تجسد دورها في الفيلم الممثلة التونسية حياة حرزي ، ويقاسمها الأدوار الأساسية الفنانان جبار الجنابي وعلي ريسان ، وجرى تصوير الفيلم في مدينة السماوة ، محل إقامة المخرج ، وبتصوير عبد الخالق الجواري والماكياج صديقة محمد علي ومدير الإنتاج فاضل ماهود . سألنا الفنان المخرج :

*كون الفيلم يستمد قصته من حدث معروف جيدا وتناولته مختلف وسائل الإعلام بشكل مستفيض ، هل تم التعامل معه في الفيلم بروح وثائقية ، والى اي مدى كمخرج أضفت للحدث تصوراتك الخاصة؟
ــ  في هذا الفيلم حاولت الاستفادة من حدث واقعي لأقدم رؤيتي الخاصة له ، بذلت جهدي لأقدم الحدث من جانب إنساني، من وجهة نظر عراقية ، اقدم وجهة نظر عن الحرب والموقف منها . لم اتمسك بوثائقية الحدث، ففي الفيلم ستجد هناك حتى شيئا من الفنتازيا .

*هل يحمل الفيلم رسالة محددة ضد الحرب ، ضد الغزو أو ضد النظام الحاكم حينها ؟
ــ موقفي الرافض للنظام السابق معروف جيدا ، وكذلك عملي كفنان في صفوف المعارضة ، وانا منحاز الى جانب الشعب ضد الديكتاتورية وضد الحرب ، من هنا تجد في الفيلم إشارات لمعارضة النظام السابق ، الا انه كون وسائل الإعلام ايامها غطت قصة المجندة الأمريكية بدون الإشارة الى جوانب إنسانية عديدة فيها ، دفعني للعمل على إبراز هذا الجانب . في هذه الحرب كان هناك بشر ماتوا فيها ، في حادثة المجندة كان هناك عراقيون تمسكوا بإنسانيتهم وكانوا جزءا من الحدث اغفل الإعلام الإشارة اليهم .  وددت تقديم رسالة ، ضد الحرب والعنف ، وموجهة ايضا للآخر ليعرف بأن هناك عراقيين يتمسكون بإنسانيتهم رغم كل الظروف وليسوا ميالين للعنف والإرهاب .

*كيف جرت أعمال تصوير الفيلم ، والظروف المحيطة بذلك وهل استخدمت أماكن خاصة للتصوير ؟
ــ عمليات تصوير الفيلم استغرقت سبعة ايام ، من غير ايام زيارة مواقع التصوير مع الممثلين ، لاجل التآلف معها ، وجرى تصوير المشاهد الخارجية في شوارع مدينة السماوة ، وبحكم كون ان المواطن العراقي لا يشهد مثل هذا الحدث باستمرار فقد شكل وجود المواطنين خلال عمليات التصوير عائقا ليس هينا ، وكنا نبذل جهدا لابعادهم عن مزاحمة الكاميرا وعن الدخول في كادر التصوير بحيث لا يشوش ويفسد اللقطات . وبحكم كوننا في العراق لا نملك بلاتوهات خاصة للتصوير ، فقد لجأت الى استثمار مخزن ، تعاونت معنا جامعة المثنى وسمحت باستغلاله ، وحولناه الى بلاتوه لتصوير المشاهد الداخلية وقد وفر علينا الكثير من المتاعب .

*لكن الفيلم واجه متاعب في التمويل ليست قليلة  كما عرفنا من خلال متابعة أعمال التحضير ؟
ـ للأسف ، اجدني دائما أكرر ذات الكلام وبروح الشكوى والالم ، عن الواقع الذي تعيشه السينما العراقية ، ومنها ما يخص عملية التمويل المناسب والكافي لإنتاج عمل سينمائي جيد فنيا ، فقد حصلنا على دعم من برنامج (إنجاز) لمهرجان الخليج السينمائي . عملنا في هذا الفيلم ــ بما في ذلك سفري الى بروكسل لاغراض المونتاج ــ بميزانية لا تصل الى راتب شهري لمدير عام يعمل في قطاع السينما العراقية كمشرف ، وكان عليّ ان استقطع من وقتي للعمل في الفيلم وقتا للتفكير لان اضع كل مبلغ في مكانه الصحيح والا فسيتوقف العمل عند اي تبذير او صرف في غير محله  ، فلأجل إنجاز الفيلم استخدمنا عُدَّةُ هائلة ، فقد استأجرنا أجهزة إنارة من السليمانية وكرين وكاميرا ولا تنس ايضا تعاونت معنا ممثلة تونسية. ولولا الدعم اللوجستي الذي حصلنا عليه  من مديرية شرطة المثنى ولواء المشاة 39 ودائرة صحة المثنى وهيئة استثمار المثنى، لما تمكنا من إنجاز أعمال التصوير .

*ارتباطا بذلك هل كانت هناك أجور للممثلين والعاملين ؟
ـ كانت هناك أجور محددة ، استطيع القول ان الجميع كانوا راضين عنها ، فهم على اطلاع جيد على ظروف العمل وشح التمويل ، لم يعترض احد ، لا بل حاول البعض عدم اخذ الاجور لكني اصررت على ان يأخذ كل شخص حقه المتوفر ، واود الإشارة هنا الى ان هذا جاء تتويجا لروح الصداقة التي نشأت بين فريق العمل ، فقد بكى البعض عند نهاية أعمال التصوير، ومن جانبي بذلت جهدي لتكون اياما حيوية ودللت العاملين ، فشخصيا تعلمت الاهتمام بالممثل العامل معي ، فالسينما هي حياتي والممثلون جزء منها .

*لو تحدثنا عن الممثلين ، نجدك تعود مرة أخرى للتعاون مع ممثلين من خارج الوسط الفني ؟
ــ هذا صحيح ، فالفنانة حياة حرزي ممثلة معروفة في تونس ، والفنان علي ريسان له اعمال خارج العراق ، والفنان جبار الجنابي هو بالأساس فنان تشكيلي ، أميل دائما في اعمالي للتعاون مع وجوه لم تستهلك ، وجوه غير جاهزة ، لكنها تملك إمكانيات للعطاء ، ففيلم "سائق الإسعاف" سيكون من عشرين دقيقة ، وكمخرج بحاجة لوجوه مؤثرة تقدم شيئا متميزا يبقى في ذاكرة المشاهد ويوصل رسالة الفيلم . أتحاشى التعاون مع ممثلين يتمسكون بأدائهم المسرحي أمام الشاشة ، فانا لا اريد اطلاق النار على فيلمي بسبب اداء الممثلين ، فالفنان علي ريسان تقريبا غير معروف في اعمال عراقية ، وهو فنان مقتدر وصل السماوة وهو معبأ بالشخصية ، والفنان التشكيلي جبار الجنابي اخترته بقرار سريع ، فهو مقيم في كندا وبمجرد معرفتي بوجوده في العراق اتصلت به واتفقنا على العمل ، وكنت واثق من ان لوجهه سيكون حضورا على الشاشة ، وكونه تشكيليا كانت له مساهمة جيدة ليكون المدير الفني للفيلم !

*وعن الممثلة التونسية حياة حرزي ، سبق ان تم الإعلان ان دور المجندة الأمريكية يكون لفنانة استرالية ، كيف تم استبدالها ولماذا فنانة غير عراقية ؟
ــ اولا أود القول اني اكن تقديرا لعمل الفنانات العراقيات ، لكن متطلبات الفيلم واسلوبي في العمل ،  وكما قلت يحتاج الى وجوه جديدة غير معروفة ، وكنت بحاجة لممثلة بمزايا محددة من ناحية الشكل والإمكانيات تقنعني بشخصية المجندة الأمريكية ، ايضا ان دور المجندة يحتاج الى ممثلة لا تخاف التابوات في العمل ولديها جرأة في الوقوف امام الكاميرا بالشكل الذي يتطلبه العمل .  في بداية الامر تم الاتفاق مع الفنانة الاسترالية سالي كرينلاند ، التي كنت تطالبني مرارا في اشراكها في احد اعمالي ، فوجدت الفرصة مناسبة مع البدء بكتابة سيناريو سائق الإسعاف ، واحبت الدور وهيأت نفسها ، لكن يبدو ان ما تسمعه عن الأوضاع الأمنية في العراق جعلها تطالب بنظام حماية خاص ، وحارس اجنبي ، وهذا لا طاقة لميزانية الفيلم بتحمله ، فكان الاتفاق مع الفنانة حياة حرزي ، التي تحدت كل الظروف وجاءت لتشاركنا حياتنا والعمل وكانت ناجحة جدا في عملها . لها وجه مؤثر وأداء ممتاز مقنع .
    يبدو ان أعمال المونتاج صاحبتها بعض العراقيل ؟
ـ في البدء اود القول ان العمل مع الفنان المونتير ستار نعمه ، كان ممتعا ورائعا ، واذا تحدثنا عن العمل فقد واجهتنا اثناء اعمال المونتاج صعوبات ، فهذا يعود بنا للحديث عن محدودية التمويل ، الذي جعلنا نستخدم اثناء التصوير اجهزة صوت للاسف تبين انها لم تكن بالكفاءة المطلوبة ، لقد اكتملت اعمال المونتاج الصوري ، ولكن للاسف النتيجة كانت نصف فيلم ، اذ يتوجب علينا الان معالجة مشكلة الصوت ، الذي سيجبرنا باللجوء الى عملية دبلجة للأصوات ، ولحسن الحظ ان الفيلم يجب ان يكون جاهزا للعرض الأول في مهرجان دبي السينمائي الدولي ، فلدينا الوقت لمحاولة حل مشكلة الصوت . ولو ان الجهات المعنية والمؤسسات الفنية تعاونت معنا بشكل إيجابي واستجابت لطلباتنا ، لحصلنا على اجهزة الصوت المناسبة ولما كانت النتيجة بهذا الشكل .
الفنان المونتير ستار نعمه ، شاركنا الحديث وأضاف :
ــ مع الأسف ان يواجه مخرج متمكن مثل هادي ماهود هذا الموقف وهذا التعامل ، فامامنا عمل سيضيف للسينما العراقية ، ويرفع اسم البلد عاليا في اماكن عرضه ، فالمطلوب هو التعاون لانجاز العمل بافضل شكل .

*المعروف ان المونتير هو مخرج ثان ، كيف كانت تسير رؤيتكما للفيلم وإيقاعه أنت والمخرج ؟
ــ رؤية المخرج هي الاساس هنا في انجاز الفيلم ، وحاولت ان اكون ليس مجرد تقني ، وان تكون لي وجهة نظر في اماكن معينة ، والشيء الجميل اننا متشابهان في الموقف من رفض الحرب ، وأعجبتني طريقة هادي في تناول الحدث بشكل انساني ، كانت لنا وقفات ونقاشات وتوصلنا الى اراء مشتركة ، ولم نختلف كثيرا فالفيلم لا يوجد فيه بطل محدد يستلزم التركيز عليه وان تضع له ايقاع خاص ، هناك ايقاع عمومي لكل الشخصيات .

*بحكم كون الفيلم يدور في أيام الحرب ، هل لجأتم الى إضافة مؤثرات خاصة على بعض المشاهد ؟
ــ ان الإمكانيات المحدودة لتمويل الفيلم انعكست على إمكانية المخرج لاستخدام مؤثرات مباشرة في اماكن التصوير ، من هنا لجأنا أثناء المونتاج لإضافة بعض المؤثرات المطلوبة ، مثل الدخان ، طلقات رصاص ، الحرائق والدخان ، وهنا لابد من الاشارة الى ان السينما من اجل تطويرها في العراق تحتاج الى التأسيس ، مراكز تدريب لتخريج عاملين في مختلف احتياجات السينما ، فليكون لدينا صوت ناجح  في الفيلم إضافة الى الاجهزة الكفوءة نحن بحاجة الى مهندسي صوت ومساعدين ومصلحي اجهزة وعاملين اي فريق عمل كامل متدرب بشكل جيد ويتقن عمله تماما ، ولا ادري ماذا تنتظر الحكومة العراقية لاجل استقدام الخبرات العراقية الموجودة خارج الوطن ومنحها الفرصة للعمل !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram