يرى متخصصون في الطاقة أن معظم دول العالم بالوقت الحاضر توجهت للبحث عن الطاقة البديلة وتنوع مصادر استثمارها في مجلات عديدة وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط مقارنة مع تكاليف البديلة. وقالوا إن "هذه التوجه سيؤدي الى انخفاض أسعار النفط خلال العشرين سنة المق
يرى متخصصون في الطاقة أن معظم دول العالم بالوقت الحاضر توجهت للبحث عن الطاقة البديلة وتنوع مصادر استثمارها في مجلات عديدة وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط مقارنة مع تكاليف البديلة.
وقالوا إن "هذه التوجه سيؤدي الى انخفاض أسعار النفط خلال العشرين سنة المقبلة، الأمر الذي سينعكس سلباً على اقتصاد العراق المعتمد كلياً على النفط".
ويوضح عضو لجنة النفط النيابية فرات الشرع أن هناك دراسات كثيرة وحثيثة للبحث عن الطاقة البديلة للحد من تأثيرات الطاقة النفطية على البيئة وانعكاساتها السلبية على الإنسان، مضيفاً، في حديثه للمدى "نرى العالم يتجه الى الطاقة الشمسية وكذلك تسخير الرياح وغيرها من سبل البحث عن الطاقة البديلة ولكن ليس بالضرورة ان يتحقق ذلك الانخفاض خلال العشرين سنة المقبلة"،
ويشير الى ان "العراق لن يقف مكبل الأيدي فنحن كذلك لدينا خططنا ودراساتنا في البحث عن الطاقة البديلة واستثمارها، عن طريق مواكبة التطور العالمي والدخول في معاهدات مع دول العالم المتقدمة للتفتيش عن الطاقة والاهتمام بتنوع مصادر استثمارها اقتصادياً".
من جانبه، يقول الخبير النفطي عمرو هشام إن "البحث عن الطاقة البديلة بدأ منذ سبعينات القرن الماضي ولكن تكاليفها الباهظة منعت انتشارها".
ويضيف في حديث للمدى: ان الطاقة الصديقة للبيئة أو البديلة لم يتم العمل بها على نطاق واسع لأسباب عديدة من أهمها ارتفاع كلفتها العالمية في بعض الدول المتقدمة مثل ألمانيا والولايات المتحدة والإمارات.
ويتابع "في الوقت الحاضر بدأ العالم يتجه إلى الطاقة البديلة عن الطاقة النفطية التي تسبب تأثيرات سلبية كثيرة على البيئة والإنسان، ومحلياً يمكننا الاستفادة من الطاقة الشمسية بشكل اكثر من غيرها".
ويبين "فيما يخص الطاقة النفطية يمكن ان نضع في حسابنا على المدى البعيد مضاعفة تصديرنا من خلال جعل موازنة بين الطاقة النفطية والبديلة. لافتاً الى ان الطاقة النفطية يمكن استعمالها في صناعات البتروكمياويات وغيرها، كما يمكن ان تحدث مستجدات كثيرة خلال العشرين سنة المقبلة تتطلب إعادة حساباتنا فيما يخص إنتاج وتصدير النفط.
بدوره يرجح رئيس معهد العراق للطاقة لؤي الخطيب، انخفاض أسعار البترول في الاسواق العالمية خلال السنوات العشرين المقبلة، نتيجة لبحث بعض الدول المتقدمة لمصادر بديلة للطاقة ذات تكلفة اقل.
ويقول الخطيب للوكالة الإخبارية للانباء إن "جميع دول العالم المتقدمة سواء الصناعية منها أو المستهلكة بدأت تركز على تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في العلوم التكنولوجية، بهدف تخفيض كلف التطوير والإنتاج كأن تكون في قطاع الطاقة المتجددة أو البدائل غير التقليدية.
ويضيف أن" الاهتمام بتنويع مصادر الطاقة جاء بسبب زيادة أسعار النفط فقد اصبح من الممكن للشركات العالمية في الاستثمار في مجالات الطاقة العديدة لتنويع مصادرها، حيث انخفضت الكلف التطويرية مقارنة بما كانت عليه قبل عشرة سنوات وستنخفض الكلف أكثر فأكثر خلال العقدين القادمين، مما سيؤثر على حجم الطلب العالمي للنفط تحت هذه الأسعار الحالية.
وقد تأسس معهد العراق للطاقة في عام 2008 كمؤسسة مستقلة غير ربحية تعمل على ترشيد سياسة الطاقة في العراق ورفد جهود الإصلاح الاقتصادي والتشريعي، وتطوير البحث العلمي في مجالات النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة.
وقد تم تعيين المعهد كجهة استشارية للجنة النفط والطاقة النيابية في مجلس النواب العراقي. ويقع المركز الرئيسي للمعهد في المملكة المتحدة (لندن) ويشارك في مجلس إدارة المعهد ولجنته الاستشارية خبراء عراقيون في مجالات الطاقة كافة.