حمدان كان نائب ضابط في الجيش السابق في صنف الطبابة العسكرية، امتلك خبرة مهنية في مجال عمله، قوبلت بإعجاب وتقدير أبناء قريته، والرجل لم يكن يتقاضى أجوراً عالية من مرضاه وهي لا تتعدى سعر الدواء للصداع والإسهال، والمغص، وتضميد الجروح وتجبير الكسور لدى الأطفال، ونظرا لخدماته الجليلة لشيوخ القرية ونسائها وأطفالها وشبابها، صدر مرسوم عشائري بمنحه لقب "دكتور"، وشجعه ذلك على ان يتخذ من غرفة صغيرة تقع على مقربة من بيته مكانا لعيادته لاستقبال الزبائن، مع استعداد ليجعل من نفسه سيارة إسعاف فوري، تهرع الى ابعد مكان لمعالجة الحالات الحرجة، وخاصة لدى النساء، زوجات وجهاء القرية.
الزهو باللقب المهني الجديد، جعل حمدان يوسع خدماته لتشمل معالجة المصابين بأمراض نفسية، وركز اهتمامه في هذا التوجه بمساعدة زوجته، على النساء اللواتي لم ينفعهن السحر وإرشادات فتاحي الفال والمتخصصين بمعرفة الغيب، في الاستحواذ على قلوب الأزواج وتسخيرها لخدمتهن، وإحباط محاولاتهم في خوض مغامرة الزواج من ثانية.
النشاط الجديد من قبل الدكتور حمدان حامل اللقب المهني بمرسوم عشائري، أثار شكوك رجال القرية نتيجة كثرة تردد النساء على عيادته ذات السقف الجينكو، في معظم الأوقات وخاصة عند مغادرة الرجال القرية متجهين الى المدينة لتناول الفطور المفضل نفر الكباب والطماطة الشوي، وحصلت المواجهة عندما استدعى كبير القوم، الدكتور حمدان لحالة طارئة، لمعالجته مع أسرته من الإصابة بحالة تسمم، وبخبرة طبيب متخصص مارس حمدان دوره بقياس درجات حرارة الأطفال بوضع المحرار بمؤخرات الأطفال، ثم وضعه في فم الرجل، وفي هذه اللحظة، حصل مالا تحمد عواقبه، فحمل حمدان حقيبته المعدنية وتوجه مسرعا الى منزله على دراجته الهوائية تلاحقه تهديدات، سرعان ما اتسعت، بإصدار مرسوم عشائري جديد يقضي بتجريده من لقبه المهني، والقرار قوبل بترحيب شباب القرية وبعض رجالها، ومنذ ذلك اليوم حمل الدكتور المخلوع تسمية حمدان كبسولة.
اضطر حمدان ولغرض التخلص من اللقب الجديد الى البحث عن مكان آخر لمزاولة نشاطه فانتقل الى ضاحية الرضوانية ليقيم في منزل يقع بمزرعة تعود ملكيتها لضابط كان برتبة عالية في الجيش السابق، وأشاع بين السكان بانه عمل طبيبا بالجيش متخصصا بأمراض الباطنية، ومرت الكذبة الأولى بنجاح فاستعاد لقب الدكتور وعززه بافتتاح عيادة جديدة احتلت واجهتها لوحة ضوئية تتضمن اسم الدكتور وتخصصه.
مع مرور الأيام وباتساع علاقات الرجل بشخصيات سياسية، وأخرى عشائرية طلب منه الانضمام الى تنظيم سياسي، والمشاركة بنشاطه لتوسيع قاعدته الشعبية، تمهيدا لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، فأبدى حمدان استعداده لخوض المعترك الجديد، وتسخير
جهوده العلمية والمهنية لخدمة الجماهير، لاعتقاده بان الآخرين سواء من المسؤولين أو السياسيين ليسوا افضل منه، وربما حمل بعضهم تسمية ابشع من حمدان كبسولة.
حمدان كبسولة
[post-views]
نشر في: 24 مايو, 2013: 10:01 م