اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الزوج الذي مات قلبه

الزوج الذي مات قلبه

نشر في: 26 مايو, 2013: 10:01 م

قتلها بعد ابشع جريمة تعذيب كشفها الطب العدلي ، استمرت عاما كاملا ، استخدم الزوج القاتل كل وسائل التعذيب من ضرب بالكيبلات الحديدية الى الكي بالنار وإطفاء السجائر بجسد الضحية!  والسبب هو طمع الزوج في الحصول على ميراث زوجته من أبيها ، رفضت (ع) ان

قتلها بعد ابشع جريمة تعذيب كشفها الطب العدلي ، استمرت عاما كاملا ، استخدم الزوج القاتل كل وسائل التعذيب من ضرب بالكيبلات الحديدية الى الكي بالنار وإطفاء السجائر بجسد الضحية! 

والسبب هو طمع الزوج في الحصول على ميراث زوجته من أبيها ، رفضت (ع) ان ترث والدها على قيد الحياة ، ورفض الزوج ان يكون زوجا حقيقيا ينفق على اسرته من عرق جبينه ، برغم انه مدرس معروف ، تحول البيت فجأة الى أشبه بالجحيم ، رجل يحمل لقب زوج ، مات قلبه ولقيت حتفها بعدها زوجته متأثرة بجراحها التي أدمت جسدها ! لكن كيف حدث هذا ؟ التفاصيل في السطور الأتية . عادت (ع) الزوجة المجني عليها برفقة اسرتها من سوريا بعد غربة دامت 11 عاما قضاها والدها يبحث عن لقمة عيش شريفة هناك يستعين بها كزاد في رحلته مع الحياة ، وكان الباعث على العودة الى مدينته في الديوانية تلك الأحداث التي تمر بها سوريا في الوقت الحاضر، وما ان استقرت الاسرة وسارت الحياة باغوائها حتى ابدت (ع) نبوغا علميا ملحوظا بهر الجميع فكانت الأولى بين اقرانها في المرحلتين الإعدادية والثانوية وما ان التحقت بكلية التربية لتكمل تعليمها الجامعي حتى خطب ودها شباب المدينة والحي الذي تسكن فيه ، الكل يسعى لاحتواء تلك الزهرة اليافعة والفوز بقلبها حتى تقدم اليها مدرس لخطبتها من أهلها يدعى (أـ) وسارت الامور طبيعية وتمت الخطبة وعقد القران وأعلنت الافراح وأنهت الأسرتان مراسم الزواج ليبدأ (أ و ع ) حياة جديدة يحدوهما خلالها الأمل في تكوين اسرة سعيدة قوامها الحب والمودة ، لم يدم الوفاق طويلا وبدأت ملامح الزوج تبدو على طبيعتها وبدأ القناع يزول رويدا رويدا، واخذت الحياة تسير بالزوجين على حافة الهاوية لم يشفع في ذلك انجاب طفلة جميلة اسماها ( اماني) ملأت الحياة بهجة وسرورا الا ان نزعة الشر الكامنة بصدر الزوج بدأت تنمو فاصبح لا يرى الا مصلحته ولا يقصد الا منفعته منها ولو كان كل ذلك على حساب زوجة مسكينة لا تملك مفردات الشر التي أتقنها (أ) وبدأت أعراض التغير تلوح من قريب والنتيجة تدني خلقه وتدهور في نظام الحياة ، فتبدل الزوج من نبع الحنان الذي تنهل منه (ع) وترتوي الى مستودع للإجرام ومكمن للشر .. اصيبت الزوجة بالذهول لتغيير طباع الزوج وتساءلت مع نفسها قائلة : هل اقترفت إثما او ارتكبت ذنبا ؟ لكن الاجابة على تلك الاسئلة الحائرة لم تتأخر طويلا حيث القى الزوج قنبلة من العيار الثقيل على اذني (ع) عندما خاطبها بحدة متسائلا : أين حقك من اموال والدك التي جلبها من سوريا بعد عودته الى العراق ؟ اليس لك نصيب فيها ؟ لقد اخذ اخوتك كل الفلوس الا ترين ذلك ؟ لابد من مطالبة والدك بهذه الاموال في الحال والا سأحول حياتك الى جحيم مستعر ! هنا أصيبت الزوجة بحالة من الوجوم التام وافقدتها الصدمة القدرة على التفكير والأدهى من ذلك تلك الضغوط النفسية التي بدأ الزوج يمارسها على (ع) حيث امرها وهي مكرهه ان تذهب الى ابيها لتطالبه بحصتها، فوجئ الاب بذلك وسط دموع نجلته ( ع) التي جلبت حقائبها وحزمت امتعتها وفارقت عش الزوجية وعلى وجهها اثار التعذيب والضرب المبرح نتيجة رفضها ان تذهب الى والدها الذي اعادها الى زوجها بعد شهر من تدخل الاقارب والاصدقاء ، ولكن (أ) تمادى بضرب وتعذيب زوجته بل انحدر الوضع من سيىء لأسوا واحيانا كثيرة كان الجيران يهرولون لوالد الزوجة لابلاغه بتمادي (أ) في تعذيب زوجته دون هوادة وشملت ادوات التعذيب اللجوء لاستخدام الكي بالمكواة لمناطق متفرقة في جسد الزوجة في جبروت متناهٍ ، بل لم يقتصر الامر على ذلك بل حول الزوج جسد زوجته في جلسات ممتدة من التعذيب الى مطفأة لاعقاب السجائر حتى تحول جسد (ع) من هول التعذيب والكي والضرب بخراطيم المياه الى مجرد هيكل عظمي متهالك بل تمادى الزوج بجنون في المبالغة بخنق الزوجة اكثر من مرة وسحلها وجرها على الأرض ، كل ذلك والزوجة تتحمل جبروت الزوج ... اشترته لاخر لحظة من عمرها ، كانت تكتم الصرخات المدوية ولا ترفع صراخها لكنه كان يزداد تجبرا ، في يوم وفاة (ع) وبعد ان حل الغروب على المدينة وحل الظلام والجميع ذهب في سبات عميق استأنف (أ) مسلسل التعذيب المستمر ، لم يرحم زوجته كان يتلذذ بصرخاتها المكتومة ، فتارة يكويها بالمكواة على جسدها وتارة اخرى يوجه لها اللكمات والضرب المبرح ، تحجرت مشاعره .. لم يستمع لصوت العقل حتى قام بخنقها ففاضت روحها وصعدت لخالقها وسط صرخات طفلته التي كانت شاهد عيان على كل ما سبق .
يقول والدها في إفادته أمام القاضي . انه فوجئ بأحد أقارب الزوج يخبره بوفاة ابنته وهي جثة هامدة في الطب العدلي ، ذهب الاب على الفور الى شرطة النجدة واخبر بالواقعة ، لتبدأ الشرطة بالبحث عن الزوج القاتل بعد ان وصلها تقرير الطب العدلي وثبت فيه بتعرض الزوجة الى التعذيب المستمر والضرب المبرح الذي ادى الى وفاتها في الحال ، وبدأت الشرطة تكثف من تحرياتها وبعد أسبوع من مراقبة أماكن وجود الزوج الهارب السرية تمكن احد ضباط الشرطة بالقاء القبض عليه وهو فاقد الوعي من اثر السكر في مسكن احد اصدقائه في احدى قرى مدينة عفك ، وقف الزوج امام المحقق يختلق الاعذار لهروبه وفي محاولة منه للهروب والتنصل من جريمته وبعد الضغط عليه ومكاشفته بالادلة المادية وتقرير الطب العدلي اعترف بجريمته وصدق اعترافه في اليوم التالي امام قاضي التحقيق ليحال الى محكمة الجنايات بجريمة القتل العمد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram