TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماذا لو؟؟

ماذا لو؟؟

نشر في: 26 مايو, 2013: 10:01 م

شاهدت - بدهشة متعاظمة --عبر الفضائيات ، الجموع الحاشدة الغفيرة يؤمها السيد مقتدى الصدر بصلاة جمعة ، والجمع ممتثل ،خاشع بين سجود وركوع وترديد لـ....الله اكبر.
اصغيت بمتعة صوفية خالصة لتراتيل المنشدين وترانيمهم عبر حلقة ذكر حسينية ، وآلاف الأصوات ( شباب وشيوخ وكهول ) تتلاحم وتتناغم وتنشد بصوت واحد معبر :- علي علي .. الغوث يا علي.
قرأت بإمعان - لاسيما في الآونة الاخيرة -عن مبادرات السيد مقتدى الصدر ودعوته للتآخي والتسامح والوفاق, وتصديه لكل فعل شائن يكدر صفو الفكر الصدري المتفتح , المتجدد ودعوته الصريحة للاستعلاء الفقهي الفكري على شوائب التعصب الديني , المذهبي , الطائفي.
لمحت السيد مقتدى الصدر -الشيعي الآباء والأجداد- بين آلاف المصلين في مسجد كان حتى الامس القريب حكرا على ابناء الطائفة السنية ,كان السيد يؤدي صلاة الجماعة , ليغدو مثلا حيا لترجمة دعوته الاخيرة ,لنبذ الخلافات واستهجان القتل على الهوية.
هتفت: هذه والله بداية انقشاع الغمة عن البلد واهل البلد.
قال ضيفي ونحن نراقب الحشود ونسمع الترانيم: لو ترادفت هذه المبادرة بعمل منتج.
لا يكفي الدعاء وحده لإقامة بناء شامخ ناهيك عن جدار ،.لا يكفي الاتكاء على صلاة الجماعة وحدها,لتحقيق الأمنيات. المطلوب الان ترجمة الدعاء والدعوات والمبادرات لمنهج عمل جاد مثمر,فبهذه الحشود المليونية يمكن قلب الموازين والمفاهيم الخاطئة رأساً على عقب.
لو استثمر الائمة والقادة من الطائفتين _ومقتدى الصدر في المقدمة _لو استثمروا ارادة وعزيمة وعمل هذه الحشود لتغيرت معالم العراق بعد سنوات عشر من المحن وسورات الدم المسفوح هدرا .
بهذه السواعد والأكف التي تقرع الصدور, والقامات التي تشج الرؤوس والزناجيل التي تدمي المناكب والظهور , يمكن تحويل الصحارى جنات وارفة , وافرة الغلة , جنية القطاف, لو ....
بسواعد هؤلاء وهممهم يمكن كري الانهار التي طغى عليها الطمى وغدا قاعها سطحا , مكبا للأزبال والقاذورات.
ماذا لو قاد السيد -والسادة من الطوائف الاخرى - هذه الالاف المؤلفة نحو عمل منتج ، ماذا لو حملت هذه الجموع , بأهازيجها وترانيمها وتكبيراتها وتباريح احزانها, تعاليم قادتها ورؤيتهم المستقبلية ،واتجهوا للحقول البور ومزارع اليباب والقحط ومعهم مساحيهم ومعاولهم وعزائمهم, في صدر كل منهم ارادة وفي يد كل منهم غرسة: فسيلة نخل , جذر سدرة ,غصين كرمة عنب, عثق شجرة رمان, غصن زيتون, شتلة برتقال وأجاص....... الخ.
ماذا لو استثمر ( السادة )جهود هذي الحشود في بناء تطوعي لمساكن متهاودة الكلفة للفقراء أو تشييد مدارس تستوعب أطفال وصبية العشوائيات والباحثين في المزابل.
بغير هذا ..
فالتناسب يظل عكسيا , وتظل هذه الجماهير الغفيرة تردد صلواتها وترانيمها وترفع اعلامها وشعاراتها وتؤدي طقوسها دون عوائق . ثم تستدير لتناول الطعام ثم تتنادى للخلود الى النوم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram