تعودنا في كل مرحلة إعداد لمنتخبنا الوطني بكرة القدم هناك حلقة مفقودة وعادة ما تكون هي الحلقة الأهم في مرحلة الإعداد لنعلق عليها اسباب الإخفاق لمنتخبنا الوطني خصوصاً ان الاخفاقات متوالية بعد عام 2003 وحتى الآن.
ففي المراحل السابقة عادة ما يكون تواجد المدرب في العاصمة بغداد هو الحلقة المفقودة التي كنا نُمني أنفسنا بأن يكون بالقرب من لاعبينا لكي تذلل كل الصعاب التي تعترض طريقهم لكن للأسف لم يأتِ أي مدرب الى بغداد سوى زيكو الذي كان يأتي بين فترة واخرى ليس للتدريب فقط لبحث امور تعاقده مع اتحاد اللعبة وبالتالي يمارس مهنته بالموبايل على امل ان يسافر له المنتخب قبل المباراة المصيرية ببضعة ايام وكانت النتائج واضحة لدى الجميع.
اليوم وبعد ان حصلنا على مدرب وافق على التواجد في بغداد وتأملنا خيراً منه بعد ان شاهدناه متنقلا بين جميع ملاعب العراق من الشمال الى الجنوب متابعاً بشغف لمباريات الدوري ومهتماً لانتقاء لاعبين جدد الى تشكيلة اُسود الرافدين ، فهذه المرة للأسف فاجأنا اتحاد الكرة الموقر الذي حاول جاهداً من دون فائدة طوال الفترة الماضية لإقامة مباراة تجريبية ولو واحدة لنتعرف على مستوى اداء لاعبينا ليطلع المدرب الصربي فلاديمير بتروفيتش على امكانياتهم الفنية خصوصا انه استقطب عدداً من لاعبي دوري النخبة لكنه لم يشاهدهم سوى مع انديتهم.
للأسف سمعنا وقرأنا وشبعنا وعوداً تتضمن مواجهة منتخب العراق لمنتخبات إيران واليمن وأفريقيا الوسطى وغامبيا وعلى أديم ملعب الشعب لاسيما بعد ان اصبحت ملاعب الامارات حلماً يراود المنتخبات العراقية وبالتأكيد (إذا عُرف السبب بطل العجب) واعتقد ان السبب معروف لكن للاسف لا يستطيع احد ان يدلي به لاسيما بعد ان توضح جلياً للمتابع اين ذهب صوت العراق في انتخابات الاتحاد الآسيوي بين ليلة وضحاها بعد ان كان الجميع يعرف ان صوت العراق لابد ان يذهب الى السركال الذي قدم الكثير للكرة العراقية إلا ان الرياح أتت بما لا تشتهي سفننا لتدفع الكرة العراقية ثمن اول هفوة لاتحاد الكرة من رصيدها الذي انحدر كثيراً لاسيما اليوم بعد ان حطت سفن اُسود الرافدين عند شواطئ المنتخب الليبيري صاحب الترتيب 103 في آخر تصنيف للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لشهر أيار الحالي ليسهم في رد ماء وجهنا من عدم اقامة اية مباراة تجريبية لأصعب مرحلة من مراحل اعداد المنتخب الوطني كون منتخبنا يتطلب منه تحقيق الفوز في جميع مبارياته اذا ما اراد التأهل الى مونديال البرازيل 2014 ، لذلك نقول شكراً ليبيريا على ما تحملت من عناء السفر.
كذبة كبيرة اسمها منتخب ليبيريا انطلت علينا ونحاول تصديقها بمحض ارادتنا لرد اعتبار الكرة العراقية فلا اعرف ما ستقدم لنا مباراة امام منتخب يحتل المركز 103 في التصنيف العالمي للمنتخبات خصوصا بعد ان طل علينا مدرب المنتخب الليبيري وقال كنا نتوقع ان نجد المدرب البرازيلي زيكو في قيادة منتخب العراق فليتصور الجميع ان مدربا لمنتخب جاء ليواجه منتخب العراق لا يعرف ابسط المعلومات عنه فضلاً عن انه اكد ايضا ان منتخب بلاده جاء للعراق من دون لاعبيه المحترفين فما الفائدة التي سيجنيها اُسود الرافدين من تلك المباراة ولو انهم واجهوا فريق الزوراء أليس افضل حالا من هذا المنتخب وانا متأكد ان الفائدة الفنية ستكون افضل.
لم يبق علينا سوى ان نعود الى موضوع الغيرة العراقية وكأن بقية المنتخبات لا تحمل غيرة فكل مرة يطل علينا احد الشخصيات الرياضية ويناشد بالغيرة العراقية ودعاء الأمهات لتكتمل الصورة بطبلة المشجع المعروف مهدي وغيرها من الامور التي لا تتلاءم مع عصر الفايبر والتانغو وغيرها من التقنيات الحديثة التي اجتاحت العالم وفوق كل هذا وذاك لا زلنا نطالب برفع الحظر عن ملاعبنا فاذا كانت المنتخبات هي من تعتذر للمجيء للعراق خوفاً من عدم استقرار الوضع الامني فكيف بالاتحاد الدولي أن يوافق إذاً ؟!
شكراً ليبيريا
[post-views]
نشر في: 27 مايو, 2013: 10:01 م