تفاقمت أزمة في صفوف المعارضة السورية أمس بعد عرض تمثيل رمزي فقط على الليبراليين في الائتلاف الوطني السوري مما قوض جهودا دولية لمنح الائتلاف الذي يهيمن عليه الإسلاميون دعما أكبر.واحبط الائتلاف الذي يضم 60 عضوا اتفاقا لمنح كتلة ليبرالية يرأسها النشط
تفاقمت أزمة في صفوف المعارضة السورية أمس بعد عرض تمثيل رمزي فقط على الليبراليين في الائتلاف الوطني السوري مما قوض جهودا دولية لمنح الائتلاف الذي يهيمن عليه الإسلاميون دعما أكبر.
واحبط الائتلاف الذي يضم 60 عضوا اتفاقا لمنح كتلة ليبرالية يرأسها النشط المعارض ميشيل كيلو ما يصل الى 22 مقعدا جديدا مما اثار قلق مبعوثين غربيين وعرب يتابعون محادثات المعارضة المستمرة منذ اربعة ايام في مدينة اسطنبول التركية.
واخفاق محاولة توسيع قاعدة الائتلاف -الذي تلعب فيه قطر وكتلة متأثرة بدرجة كبيرة بالاخوان المسلمين دورا محوريا- يمكن ان يقوض مساندة السعودية للانتفاضة السورية ويذكي المنافسة على النفوذ بين قوى خليجية وهو ما يزيد من ضعف المعارضة.
وحثت الدول الغربية الداعمة للائتلاف المعارضة السورية على حسم انقساماتها وتوسيع قاعدة الائتلاف وضم المزيد من الليبراليين لموازنة هيمنة الاسلاميين على المجلس. وقالت مصادر مطلعة داخل الائتلاف ان الخطة حظيت ايضا بدعم المملكة العربية السعودية التي كانت تستعد للقيام بدور أكبر في سياسات الائتلاف والتي لم تكن تشعر بالارتياح لنفوذ قطر المتنامي.
وحدث هذا الاخفاق قبل ساعات من اجتماع الاتحاد الاوروبي في بروكسل لبحث رفع حظر على تصدير السلاح من شأنه ان يسمح بوصول الاسلحة لمقاتلي المعارضة في سوريا الذين يسعون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.
ويمكن لهذه الخلافات أيضا ان تقوي يد الاسد قبل مؤتمر دولي للسلام ترعاه الولايات المتحدة وروسيا يعقد في جنيف خلال الاسابيع القليلة القادمة.
ويعقد وزيرا الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف اجتماعا خاصا في باريس يوم الاثنين لمناقشة تفاصيل مؤتمر السلام المقترح.
وقالت مصادر الائتلاف ان مجموعة كيلو لم تحصل الا على خمسة مقاعد فقط بدلا من أكثر من 20 كانت تتطلع اليها بعد جلسة امتدت حتى الفجر تقريبا.
وابقت هذه الخطوة الائتلاف تحت سيطرة مجموعة موالية لمصطفى الصباغ الامين العام للائتلاف الوطني السوري الذي تدعمه قطر وكتلة تؤثر عليها الى حد كبير جماعة الاخوان المسلمين. وكانت هذه المجموعة قد قادت المقاومة لحكم الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي في الثمانينات عندما عذب واعدم الافا من اعضائها.
وقال كيلو في كلمة امام الائتلاف انه كان يتحدث عن 25 اسما كاساس للمفاوضات ثم كان هناك اتفاق بعد ذلك على 22 والان انخفض الرقم الى 20 ثم بعد ذلك الى 18 ثم الى 15 وبعد ذلك الى خمسة. واردف قائلا انه لا يعتقد انه يوجد لدى الائتلاف رغبة في التعاون ومصافحة اليد الممدودة له.
وقال مصدر في كتلة كيلو ان المجموعة ستعقد اجتماعا في وقت لاحق لاتخاذ قرار بشأن ما اذا كانت ستنسحب من مؤتمر المعارضة.
بينما وصف خالد صالح المتحدث باسم الائتلاف النتيجة بانها "ديمقراطية" ولكنه قال ان الائتلاف قد يناقش أكثر مسألة التوسيع.
وقالت مصادر المعارضة انه بعد مشاركة مقاتلي حزب الله المدعوم من ايران الشيعية في الحرب السورية بشكل علني أكبر الى جانب قوات الاسد في سوريا تحرص السعودية على القيام بدور أكبر لدعم المعارضة التي يقودها السنة.
وكان توسيع الائتلاف السوري المعارض سيخفف من نفوذ قطر وهي الدولة العربية الاخرى الرئيسية التي تدعم الانتفاضة ضد الاسد.
وصرح اعضاء في الائتلاف طالبوا بتعديل تشكيلته بأن العرض الهزيل الذي طرح على كتلة كيلو لن يرضي الرياض وسيجعل السعودية تحجم عن دعم المعارضة بقوة أكبر.
وقال مصدر في الائتلاف "المرة الوحيدة التي تطلب فيها السعودية شيئا ملموسا من المعارضة نجيء نحن ونرفضه.
وذكرت مصادر المعارضة ان الصباغ الذي لعب دورا كبيرا في تحويل الاموال والمساعدات والامدادات العسكرية الى داخل سوريا قاوم الخطة التي تدعمها السعودية باضافة اعضاء للائتلاف.
وقال حليف للصباغ في الائتلاف ان "قطر ابلغت الصباغ ان السعوديين اشقاء وانه يجب عليه التنازل. ولكنه سوري في المقاوم الاول وسيقدم مصالح المعارضة الوطنية على اي شيء."
ومدد اجتماع الائتلاف في اسطنبول يومين لبحث مؤتمر جنيف وانشاء قيادة جديدة بما في ذلك مصير رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو الذي لم يتمكن من تشكيل حكومة في المنفى منذ تعيينه في منصبه في 19 مارس آذار الماضي.