TOP

جريدة المدى > عام > أوهاج الكتابة في هــه وليـــــر

أوهاج الكتابة في هــه وليـــــر

نشر في: 28 مايو, 2013: 10:01 م

يضفي المكان لمسات خصوصيته على أي عمل إبداعي ، تماماً كما يضفي الزمن ،  الحياة الثقافية في مدينة هه ولير لاتشبه الحياة في أي مدينة أقمت فيها ، أو زرتها .  إنها تختلف عن بيروت ، عن دمشق ، عن بنغازي ، عن القاهرة ، عن دبي ، عن عمان ، ولست أدر

يضفي المكان لمسات خصوصيته على أي عمل إبداعي ، تماماً كما يضفي الزمن ، 
الحياة الثقافية في مدينة هه ولير لاتشبه الحياة في أي مدينة أقمت فيها ، أو زرتها . 
إنها تختلف عن بيروت ، عن دمشق ، عن بنغازي ، عن القاهرة ، عن دبي ، عن عمان ، ولست أدري إن كانت تختلف عن بغداد التي لم أزرها رغم أنه تم دعوتي إلى فندق الرشيد لمنحي جائزة الرواية عن منظمة كتاب بلاحدود 2012 ، واعتذرت عن الحضور . 
تمتاز هه وليربخصوصيتها التي تجعلني أحياناً أشعر بأنني في قلب عاصمة أفغانستان ، وتارة اخرى ينتابني شعور بأنني في قلب باريس ، هكذا تحمل هه ولير النقيضين ، كما أنها تحمل روح الهدوء، وتحمل روح التمرد ، تحمل روح السكينة ، وتعبق بشرارة الانتفاضة . 
أحياناً تبلغ ذروة عنادها ، وأحياناً تأنس لمسبحة الترويض . 
الهوليريون يقبلون على القراءة بشكل عجيب ، عندما يجوب المرء مكتباتها العامرة ، أو أرصفتها التي تفترشها الكتب مما يذكر بارصفة دمشق والقاهرة ، يمكنه أن يرى إقبال الناس الكثيف على قراءة الكتب المختلفة باللغتين الكردية والعربية ، الناس من مختلف أطيافهم ومعتقداتم ، يقبلون على شراء الكتب المتنوعة من أدب ، وسياسة ، وفقه . 
هنا في هه ولير مناسبة لتعرفي على بعض قرّائي خاصة في بعض الأماكن الثقافية ، وهي مناسبة ليطلبوا بعض كتبي ، يحدث ذلك في المكتبات على الأغلب حيث ألتقي غالبا بالنساء اللواتي يقدمن رسائل الدكتوراه . 
مما وقع معي أن فتاة تقدمت إلي في إحدى المكتبات وطلبت مني نسخة من كتابي / حساسية الروائي وذائقة المتلقي / الصادر عن وزارة الثقافة والإعلام السعودية 2012 وما لفت نظري أنها قامت بشراء أعداد هائلة من الأعمال التي ستباشر في قراءتها من أجل إنجاز رسالتها النقدية . وما لفت انتباهي هو قيام بعض دور النشر هنا بمشروع ترجمة أعمالي إلى اللغة الكوردية ، حيث حصلوا مني على الموافقة وإعطائي إستحقاقاتي . 
هنا يمكنني أن أرى أن أبطال الحراك الثقافي هم عامة وسواد الناس ، بحيث أصبحت لي علاقات ثقافية مع شخصيات أدبية ، وكذلك مع شرائح كثيرة من المعجبين والمعجبات مما يثير حفيظة زوجتي بعض الأوقات بسبب توالي الاتصالات والزيارات وقيام الأصدقاء بأخذنا للتجوال بشكل شبه يومي وفي معظم الأوقات ، رغم أنها تقول بأنها فرصة ثمينة جعلتها تتعرف على سيدات المجتمع الهوليري ، كما عقد الأطفال صداقات مع أطفال أصدقائنا . 
هكذا يمضي الوقت ذهبياً ، غنياً بكل ما يمكنني فعله ، حيث أجد متسعاً من الوقت للإستمتاع بالقراءة حتى أوقات متأخرة من الليل ، وقد بدأت تتشكل في بيتي معالم مكتبة أدبية جيدة ، أجد متسعاً من الوقت للإستماع إلى الموسيقى ، ومن كل ذلك تتشكل مادة لممارسة طفوس الكتابة حيث أكتب بعض الزوايا الأسبوعية الثابتة في بعض صحافة هه ولير بموجب إتفاق ، كما أكتب بعض المقالات المتفرقة في صحف ومجلات أخرى تصدر باللغة العربية . 
إضافة إلى تلبية بعض الدعوات التي تصلني من بعض صحافة ومجلات الوطن العربي . الكتابة في هذه المدينة التي أقيم فيها منذ نحو سبعة شهور ، تعبق برائحة الجغرافيا الهوليرية ، وبرائحة إرث الإنسان الكوردي ، رائحة أمجاده ، ورائحة إخفاقاته ،
ودماً ما يميز هه ولير الجميلة أنها مدينة متجددة ، تبعث روح التجدد في ساكنها وتشرع أمامه آفاق زهو كتابة جديدة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

مقالات ذات صلة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع
عام

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

علي بدركانت مارلين مونرو، رمزاَ أبدياً لجمال غريب وأنوثة لا تقهر، لكن حياتها الشخصية قصة مختلفة تمامًا. في العام 1956، قررت مارلين أن تبتعد عن عالم هوليوود قليلاً، وتتزوج من آرثر ميلر، الكاتب المسرحي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram