TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مي ليش يات

مي ليش يات

نشر في: 29 مايو, 2013: 10:01 م

معظم القوى العراقية المشاركة في العملية السياسية متفقة، وأعلنت أكثر من مرة ، رفضها وجود أي نشاط للميليشيات ، مشددة على حصر السلاح بيد الدولة ، وهذا المفهوم خضع هو الآخر لتفسيرات متباينة واصبح موضع جدل وسجال بين الأطراف المشاركة في الحكومة  ، فبعضها اتهم الأجهزة الأمنية بتوفير الغطاء للميليشيات  بممارسة نشاطها ، وفي ظل ما تردد مؤخرا عن حصول عمليات اختطاف طالت شباباً من سكنة أحياء العامرية والغزالية والجامعة بجانب الكرخ ، قام نائب رئيس الوزراء صالح المطلك بجولة ميدانية في تلك الأحياء، والتقى بشكل مباشر بالمواطنين للتأكد من صحة  ما يقال ، ثم أصدر بيانا  طالب فيه  الأجهزة الأمنية بملاحقة المجاميع التي تهدد امن المواطنين .
كتلة الحوار الوطني البرلمانية بزعامة المطلك هي الأخرى ، دعت وعلى لسان احد أعضائها في لقاء متلفز نواب القائمة العراقية ،  إلى التواجد مع عناصر حماياتهم في أحياء العاصمة التي شهدت نشاطا ميليشاويا لحماية  الشباب من الاختطاف ، وتأمين وصول الطلبة الجامعيين إلى كلياتهم لأداء امتحاناتهم ، ودعوة جبهة المطلك ، اقتصرت على أعضاء القائمة العراقية ،  بوصفها تمثل احد المكونات الاجتماعية، وأحد  أعضاء القائمة العراقية المقيمين في العاصمة عمان قلل ، بلقاء مع احدى الفضائيات من أهميتها ووصفها بأنها فنطازية ، مطالبا بأن 325 نائبا عليهم أن  يثبتوا بالأعمال وليس بالأقوال والتصريحات، انهم ضد أي نشاط للخارجين على القانون .
ما ورد في حديث النائب المقيم في عمان مستمتعا بعطلته  التشريعية ، كغيره من ممثلي الشعب ، في الاستعانة  بجهود النواب في حفظ الأمن ، هو الآخر ضرب من الخيال ، لأن أكثر البرلمانيين يقيمون في المنطقة الخضراء ، وليس من المعقول ان ، يتوجه رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون خالد العطية إلى اطراف أحياء منطقة أبي غريب مع عناصر حمايته  ، وحنان الفتلاوي إلى العامرية ، ومحمود الحسن إلى الغزالية ، وحيدر الملا إلى  مدينة الصدر ، وعالية نصيف إلى اليوسفية ، وجمال البطيخ إلى الأعظمية ، ليقوموا بمراقبة الشارع  ثم رفع تقاريرهم إلى رئاسة البرلمان حول نشاط الميليشيات ، فكرة النائب تشير بوضوح إلى ان يتوجه النواب السنة إلى الأحياء الشيعية ، وبالعكس ، وهو يعلم  قبل غيره ان فكرته مستحيلة ، وتندرج في اطار اللامعقول ، وطيلة السنوات الماضية ما تحقق  تجاه ملاحقة الميليشيات لا يتعدى تشتيت حروفها "مي ليش يات " .
  نشاط الميليشيات بصرف عن النظر عن وجوده من عدمه ، اصبح صفحة جديدة في ملف الأزمة السياسية ، خطورتها تكمن في العزف على الوتر الطائفي  وتهديد السلم الأهلي ، في  ظل غياب الرغبة  في تحقيق اتفاق على معالجة جدية  لإنقاذ البلاد  من الانحدار نحو مصير مجهول ، ويرافق ذلك تراجع الوضع الأمني ، وتجاهل الدعوات لعقد اجتماع عاجل يجعل السياسيين رجال إطفاء لحرائق كانوا السبب المباشر في إشعال فتيلها، ووفروا للميليشيات البيئة المناسبة لإمكانية ممارسة نشاطها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram