بديهة علمية تاريخية: لم تقم الحضارات الكبرى القديمة على حفافي آبار النفط. بل قامت على ضفاف الانهار(وادي الرافدين , وادي النيل , وادي نهر الكنج... الخ).
تلك حقيقة دامغة لا تغيب عن بال المهيمنين على مقاليد الامورفي العالم.
لذا فحروب المياه الظاهرة والمستترة , والصراع الخفي والعلني , وسيطرة هذا الفريق او ذاك على منابع الانهار ومصباتها , لها الأولوية القصوى في ستراتيجيات الدول , لاسيما الكبرى منها.
بعد تعاظم دور الذهب الأسود في الصناعة والزراعة والتجارة وسائر النشاطات لم يعد الاسغناء عنه ممكنا. لكن الاستغناء عن الماء ـــ يدخل من باب المستحيل.
وبين مفاهيم الممكن و المستحيل سنوات ضوئية.
ان تدحرج اسعار برميل النفط الى حضيض او تسلق أثمانه أعلى قمة، وتصعيد وتائر الإنتاج او تخفيضه , غدا لعبة الكبار من الشركات والكارتيلات وبيوت المال، تاركين للمواطن المبتلى فرصة الفرجة ببلاش!
التحسب لنضوب النفط أو شحته , والإمعان في تجارب إيجاد بدائل عنه: كالشمس والريح ومساقط المياه وموج البحر،يجري على قدم وساق في مراكز الأبحاث في الدول الكبرى، بكتمان حينا ‘ وبإعلان حينا آخر.
ماذا لو نضب النفط؟؟سؤال يبدو بريئا يطرحه إمرئ ساذج...... هل يعني ذلك أن لا موائد خضر ولا ليالي حمر ولا سفرات خيالية حد السفه والبذخ؟ لا استشراء لنزعة البطر حد الكفر؟ هل سيعود المرابون والسماسرة وبائعو الذمم إلى حجومهم الطبيعية لتستوعبهم المقاهي ودكاكين البقالة التي خرجوا منها ذات يوم؟هل سيأفل نجم طلاب الربح السريع والتألق السريع والصعود السريع،وسيفتضح أمر المتطفلين على عالم المال والسياسة والاقتصاد والثقافة....
في معظم دول البترول، سيغدو سعر قنينة الماء أعلى ضعفين من سعر قنينة النفط أو الغاز، أي مفارقة مضحكة مبكية أن تصدر دول البترول -- والعراق في المقدمة -- النفط والغاز ,, وتستورد قناني الماء المعلب.
الماء، الماء يا أرباب النفط.
[post-views]
نشر في: 29 مايو, 2013: 10:01 م