لم يصدف ان احترت في التعليق على صورة صادفتني من صور بؤس العراقيين مثل التي على هذا الرابط: http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/p480x480/72866_132706593582950_405589860_n.jpg
طبعت منها اكثر من نسخة بعد ان خطر ببالي ان أطشها على من اعرفهم. تراجعت أمام سؤال قديم: وما الفائدة؟ تمنيت قبل ان اكتب هذا العمود ان أعرف طريقا نحو السماء لأضعها بين يدي الله وأقول له كما قال الإمام الحسين يوم ذبحوا ابنه الرضيع بين يديه: "ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى".
تناولت المقص ففصلت به صورة الطفل، الذي حاله تبكي الصخر، ووصمتها على جبهة النجيفي. ثم فعلت الشيء ذاته مع الرجل الحائر بفقره والجالس على الرصيف ولصقت صورته على جبهة المالكي فبدا أشيب الرأس على حقيقته. لا اعرف لماذا خطر ببالي ان أجوّد بأذنيهما معا: فبأي آلاء ربكما تكذبان. صرت أدمدم تارة وأصيح بصوت عال تارة أخرى: أما تستحيان؟ أما تستقيلان؟ ولكم شفتوا هاي الصورة لو ما شفتوها؟ ستظل عارا يلاحقكما ويلاحق كل من صفق لكما.
يا إلهي أعنّي من عندك بشتائم تليق بهما. فوحقك أجد لساني وقلمي أعزلين لا يجيدان الشتم. أين منهما ملا عبود الكرخي ليغرد بواحدة من "فشوراته" البغدادية الأصيلة التي تثلج الصدر؟
لا أدري هل هي صدفة ام قدر أتى بهذين الفقيرين ليجلسا تحت صورتي رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية. ماذا لو كان هذا الطفل، المهموم من رأسه الى قدميه حتى غطى وجهه بكفيه من شدة الهم، حفيدا للمالكي أو النجيفي؟ هل سيبلعانها ويسكتان؟
أريد ان اشتكي، لكن لمن؟ أأذهب بهذه الصورة الى المراجع الدينية؟ أم أذهب بها صوب ضريح الإمام العباس فأنتخبه لينتقم من الذين في أعلاها. لكن ماذا سأفعل ان لم ينتقم؟ لن انتخبه اذن بل سأكتفي بسؤاله: يا صاحب الغيرة ورمز الوفاء، أيرضيك حال هذا الطفل المهموم وميزانية العراق 118 مليار دولار؟ دولار يطك دولار يا سيدي ومولاي.
تركت الشكوى بعد ان خطر ببالي ان اكتب قصيدة، ما دمت قد تذكرت الكرخي. صاح بداخلي صائح ولماذا لا تكتب القصيدة انت؟
أمسكت بالقلم فلم اجد بي طاقة لقول الشعر غير بيتين. كتبت:
شسويله الميرضه ايحس؟
ألف مرة أصيح باذنه يا .... ويغلّس
شسويله؟
شسويله الميرضه ايحس؟
[post-views]
نشر في: 31 مايو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
قاسم عبد اللة
الي مايرضة يحس ( سليمة اللي كرفتة وخلصتنا منه ) ...... تحياتي لك استاذ هاشم.... بارك اللة فيكم .... من تألق الى تألق ...