رفض المؤلف الفرنسي كامي سينسانس ١٨٣٥-١٩٢١ تقديم واحد من أجمل أعماله وهو المعنون" مهرجان الحيوانات" بشكل علني وواسع لأنه كان يعده عملاً "خاصاً"، ألفه لمتعته الشخصية ولحلقة أصدقائه القريبين. إذ اعتقد أن الخروج به للعلن يضر بسمعته كمؤلف موسيقي جاد. إلا
رفض المؤلف الفرنسي كامي سينسانس ١٨٣٥-١٩٢١ تقديم واحد من أجمل أعماله وهو المعنون" مهرجان الحيوانات" بشكل علني وواسع لأنه كان يعده عملاً "خاصاً"، ألفه لمتعته الشخصية ولحلقة أصدقائه القريبين. إذ اعتقد أن الخروج به للعلن يضر بسمعته كمؤلف موسيقي جاد. إلا أن النجاح الساحق الذي لاقاه هذا العمل الجميل بعد وفاة سينسانس أثبت العكس، فأصبح الكرنفال واحداً من أهم أعماله وأكثرها شهرة.
تتألف هذه المتابعة التعبيرية الساخرة التي ألفها سينسانس في شباط سنة ١٨٨٦ من أربع عشرة قطعة لبيانوين وكمانين وفيولا وتشيلو وكونترباص وفلوت وكلارينيت إضافة إلى زايلوفون وهارمونيكا زجاجية. وهي واحدة من أفصح أمثلة الموسيقى البرنامجية أو التصويرية. موضوعها الأساس مجموعة من الصور في الغابة للحيوانات، كما تندر فيها المؤلف كذلك على الموسيقيين عبر استعمال ألحان معروفة (لبرليوز وروسيني ومندلسون وله شخصياً) وكذلك استعمل ألحانا شائعة. وصوّر في المقطع الحادي عشر عازفي بيانو مبتدئين. أما المقطوعة الثانية "الدجاجة والديك"، فقد استلهمها من مقطوعة جان فيليب رامو الشهيرة "الدجاجة" (من متتابعته في صول الصغير). وعد هذه القطعة وقفة تحية واحترام لهذا المؤلف الفرنسي الكبير من قبل سينسانس.
استعملت السينما الكثير من مقطوعات هذه المتتابعة الرائعة كموسيقى مصاحبة للأفلام أو الرسوم المتحركة (ديزني مثلا)، مما أدى إلى اشتهارها بشكل خاص. من بين هذه المقطوعات نجد مقطوعة حوض السمك (لصوتها الزجاجي ومؤلفاتها الموسيقية الغريبة التي تصلح خلفية لأفلام السحر والخيال وحتى الرعب)، أو الخاتمة ذات القيمة التعبيرية الهائلة التي تصلح للاستعمال كموسيقى باليه.
المقطوعة الوحيدة من المتتابعة التي سمح المؤلف بتقديمها للجمهور في حياته كانت مقطوعة البجع (ما قبل الأخيرة، للبيانو والتشيلو)، حازت شهرة فائقة، وهي بين أبدع المقطوعات الغنائية.