هاجم رجل دين شيعي، كُتّاباً ومثقفين شيعة، بسبب ما يعتقد بأنه سلوك غير منصف ناشئ من عدم تسميتهم قتلة الشيعة العراقيين بأسمائهم الحقيقية. يريدهم أن يقولون بأن سنَّة العراق يستهدفون شيعته في إطار سعار طائفي لا غرض من ورائه غير التصفية. يقول رجل الدين هذا، بأن أي حديث عما يجري في العراق خارج إطار مثل هذه الصراحة، هو كذب ودجل ولف ودوران لا طائل من ورائه.
في الحقيقة استفزني كلام هذا الشيخ، لأن هجوم رجال الدين على الاعتدال يعني رغبتهم بتمترس جميع شرائح وأطياف الشعب العراقي خلف ساتر الحرب الأهلية، وفي هذه الرغبة ما فيها من دفع، مقصود أو غير مقصود، من قبل المؤسسة الدينية باتجاه مزيد من التصعيد، يعني باتجاه مزيد من الدماء، وهو آخر ما نحتاج إليه في مثل هذه الأيام العصيبة.
ترفع بعض المثقفين، وهم قلة قليلة بالمناسبة، عن الاصطفافات، لا يأتي في سياق انتاج خطاب مخاتل وغير مفهوم، ولافي سياق إرضاء جميع الأطراف المتصارعة، ولا يأتي في سياق الانسلاخ من الذات والتنكر للجذور. أبداً، بل يأتي في سياق فهم عميق لحقيقة ما يحدث في العراق. وهو فهم قد لا يطيق النزول لأعماقه أمثال صاحبنا من رجال الدين، أو السياسيين أو المثقفين، التحشيديين.
والدليل على أن الموضوع يتعلق بالفهم العميق هو ازدواج رجل الدين المقصود وأمثاله. فهؤلاء يرفضون تحميل الدين الإسلامي جريرة القتل الوحشي الذي يطال المدنيين العزل، لكنهم لا يقبلون تنزيه المذهب السني من هذه الجرائم، وهذا منتهى الازدواج. بالتأكيد لا يجوز لنا رفض تحميل الإسلام جرائم الإرهاب من جهة، ثم نحمل، من جهة أخرى، هذه الجرائم لمذهب من مذاهبه!
بالمحصلة أقول لفضيلة الشيخ: بأن سنة العراق كما غيرهم من السنة، لا يتحملون مسؤولية هذه الجرائم، كما ترفض أنت وأرفض أنا أن يتم تحميلنا أياً من الجرائم التي ارتكبها الشيعة، على الأقل جرائم المتنفذين منهم، حكاماً وقضاةً وسياسيين ورجال دين مدججين بالأسلحة.
بعبارة أخرى؛ أما أن يكون سنة العراق مسؤولين عن التفجيرات الأخيرة، الأمر الذي يوجب تجريمهم وتجريم الإسلام من خلالهم، وفي النهاية تجريم حتى الشيعة. أو أن نعتبر أن ما يجري هو جريمة منظمة تقوم بها جهات سياسية مدعومة من قبل دول إقليمية، وأنها تلبس لباس الدين لضرورات تمويهية. بالنسبة لي أفضل الخيار الأول وهو أن نجرم الإسلام، ونمنعه من التدخل بأمور الناس خوفاً من جرائمه، فهل يقبل فضيلة الشيخ بهذا الخيار، وهو سياسي مشترك بالعملية السياسية وينتمي لحزب إسلامي؟
جميع التعليقات 4
شموع الفرات
من يجرم الاسلام فليس بمسلم ثم كيف نطلب من الدين عدم التدخل بامورالناس؟الدين محورالحياةودستورها الدائم ...الاولى ان نجرم العقول البشريه التي تقوم بتنظيمها جهات سياسيه لها غايات معروفه
شموع الفرات
من يجرم الاسلام فليس بمسلم ثم كيف نطلب من الدين عدم التدخل بامورالناس؟الدين محورالحياةودستورها الدائم ...الاولى ان نجرم العقول البشريه التي تقوم بتنظيمها جهات سياسيه لها غايات معروفه
كاطع جواد
الشيء العجيب ان تاريخنا لم يشهد مثل هذه الطائفية الدامية من قبل !! نعم كانت هناك نعرات طائفية تصدر من بعض الجهلة هنا وهناك لكنها لا تصل الى حد القتل والتمثيل بالجثث كما هو حاصل اليوم ، يجب ان تكون لنا وقفة فاحصة و موضوعية لما يحصل اليوم في المجتمع العراق
قاسم عبد اللة
الحقيقة ان رجال الدين الذين حشروا انفسهم بالسياسة بعد الاحتلال هم عملاء بدرجة امتياز للاجنبي ..،