أكدت النزاهة أن جهاز كشف المتفجرات وهمي، وأن استيراده تم عن طريق صفقة فساد كبيرة. مع ذلك لم تعمل الحكومة على استبداله في سيطرات التفتيش! ثم ظهر تقرير إخباري قامت به صحفية، اعتقد بأنها بريطانية، تحدثت عن وهمية الجهاز، والتقت بمجموعة خبراء أكدوا جميعاً أن الجهاز لا يحتوي على أي دائرة الكترونية مقنعة، الأمر الذي حرك الرأي العام البريطاني، لكن الحكومة تعاملت مع الموضوع ببرود غير مفهوم. ثم بدأ القضاء البريطاني يلاحق مُصِّدر الجهاز، إلى أن جَرّمه. ومع ذلك بقيت الحكومة تعتمد الجهاز في سيطراتها وبأشد مناطق العراق تطرفاً، من جهة، وبأكثر مناطقه حاجة للحماية، من جهة أخرى. وطوال هذا الزمن حدثت الكثير من التفجيرات التي راح ضحيتها جحافل من الأبرياء والحكومة ترفض استبدال الجهاز أو تغيير خطتها الأمنية التي تعتمد عليه بشكل كامل، وكأنها تمنح الإرهابيين كارت مرور أخضر!!
لحد هذه اللحظة الأمر طبيعي، فمن المعقول جداً أن تسعى حكومة ما، للتغطية على فشلها أو فسادها أو جرائمها، لكن غير المعقول هو عدم تحميل الشعب للحكومة مسؤولية دمائه، فهذا الشعب يبحث عن أي شبح يحمله مسؤولية قتله ويستثني فقط الحكومة، المسؤولة عن حمايته! مع أن القضاء والنزاهة، والدولة المصدرة للجهاز، صرخوا بأعلى أصواتهم: (يا عراقيين جهاز كشف المتفجرات الذي تستخدمه الحكومة العراقية لحمايتكم وهمي).
المؤلم بالموضوع أن البعض من شيعة العراق، سارعوا لتحميل السنة مسؤولية التفجيرات التي حدث مؤخراً، وحصدت أرواح شيعة أبرياء. وهذا امر طبيعي، ومتوقع من شعب يتعرض للذبح. لكن بالمقابل لماذا لم يحملوا الحكومة الجزء الأكبر من مسؤولية التقصير بحمايتهم؟!
أريد أن أقول: يا سادتي وأهلي من الشيعة العراقيين، وأنتم تعتقدون بأن السنة مسؤولون عن ذبحكم، وتعتقدون أن التفجيرات تؤكد اعتقادكم هذا، ولذلك سارعتم بالرد على العنف بعنف مضاد. لماذا لم تتوجهوا، بنفس حرقة القلب، إلى الحكومة، "الشيعية" وتسألوها عن سبب تمسكها بجهاز وهمي تضعه بالسيطرات، وتوهمكم بأنه قادر على حمايتكم بالكشف عن المتفجرات المتوجهة لحصد أرواحكم؟ لماذا؟ لماذا تحاسبون القاتل فقط، وتتركون الشرطي، النائم ملء جفونه، بينما ترفس ضحاياكم حول سرير نومه، كما يرفس الدجاج المذبوح؟!
لا اريد أن أكون مثالياً وأطالبكم بالكف عن تمجيد العنف والعنف المضاد، ولا أن أطالبكم بأن لا تذهبوا بعيداً باتهام شركائكم بالوطن. لكنني ايضاً انتظر منكم أن تكونوا واقعيين وتسائلوا الحكومة عن سبب إعطائها الإرهابيين كارت مرور لذبحكم، وهي تستخدم جهازاً وهمياً لحمايتكم، جهازاً لا تستخدمه في منافذ الدخول إلى المنطقة الخضراء إلا لأغراض الزينة.
كارت أخضر للـ(TNT)
[post-views]
نشر في: 7 يونيو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 3
sad
لنفرض ان الجهاز قادر وفعال للكشف هل تتوقف التفجيرات اعتقد اننا سنكون في منتهى السذاجةان الجريمة والعنف هو طائفي بامتياز علما باانني اول من اكشف زيف هذا الجهاز حيث سالت عن مبدا اشتغاله ام احصل على اي جواب ان المبدا يقول اما الجهاز يرسل موجات ويستقبل النتي
متاضل العراقي
الأخ محسن أريد أن اسرد لك ولقرائك هذه القصة التي كنت أحد من عرفها عن المؤامرة الأجرامية بحق الشعب العراقي التي أقترفها صدام ليجني عطف الشعب والتفافه حوله حين أيقن بأن الشعب اصبح مل من حماقاته. واليكم القصة من داخل الدائرة المغلقة لصدام(هلجأ العامرية كان أ
عامر عبدالله
استاذ سعدون من يتحدث عن ان الجهاز مزور او وهمي حتى وأن كان بريطانيا لاتصدقه قد تكون هناك دوافع سياسيه تقف وراء هذه الضجه في بريطانيا ، الجهاز فعال بنسبة ١٠٠ ٪ في الكشف عن المتفجرات وتم فحصه تحت اشراف متخصصين ولكن هناك وجبات تم استيرادها كانت مزوره يعني