ليس صعباً على المتابع اللبيب ان يلقط عن بعد إشارات فشل الحكام حتى لو كانوا في الصين. لقد علمتنا التجارب المرة، جزاها الله خيرا، أن ما من حاكم فاشل إلا ويحاول تجيير فشل الحكام الآخرين لصالحه.
ظل صدام، لوقت طويل، يوهم الناس انه حطم أسطورة تفوق الجيش الأميركي رغم انه طرد من الكويت شر طردة في "عاصفة الصحراء". وفي الجولة الانتخابية الأميركية التي لم يفز بها بوش الأب، صاح "أحباب" صدام وأنصاره إنهم هم من اسقطوا بوش! هوّس مهوالهم في يومها محذرا كلنتون من مغبة السقوط كسلفه: "هذا الشعب السقّط بوش اسمع يا كلنتون". وصف أحدهم في مقالة نشرت بجريدة "الثورة" صاحب تلك الهوسة بانه "عبقري" ويستحق المجد! بالمناسبة، كاتب المقال يتبوأ الآن منصبا حكوميا مهما.
تذكرت تلك الهوسة وصاحب المقالة وانا أمر على ما كتبه ويكتبه "أحباب" المالكي ومشجعوه، في مواقع التواصل الاجتماعي، حول تظاهرات الشعب التركي ضد أردوغان الذي يريد العودة بتركيا الى عصور الظلام وذلك بأسلمة الشارع التركي بالقهر والقرابيج. كلهم شامتون بأردوغان وبعضهم قال إنها "حوبة" المالكي! هذه أول مرة اقرأ بها ان المالكي "يشوّر"! سترك يا رب!
كنت سأعطيهم الحق، لا بل وسأشمت معهم لو ان المتظاهرين الأتراك رفعوا صورة المالكي وناشدوا أوردغان بالرحيل وان يفك ياخة من المالكي ويترك وشأنه. لكن هذا لم يحدث. بل بالعكس. شاهدت صورة لفتاة تركية جميلة مع صديقها "البوي فريند" على احدى الشاشات الأوربية ترفع صورة بطل عرق تركي (الراكي) وتقول ان سبب خروجها في التظاهرة هو ان اردوغان يريد حرمانها منه! فهاي وين وذيج وين؟
كتبت جريدة "الشرق الأوسط" بعددها الصادر يوم 2/6/2013: "بدا واضحا أن القصة تتعدى قضية الأشجار التي تنوي بلدية إسطنبول اقتلاعها من «جيزي بارك» إلى قرارات سابقة اتخذها أردوغان، ومنها القانون الذي صدر الأسبوع الماضي بمنع بيع الكحول في الجامعات وقرب المدارس وأماكن الدراسة الأخرى، بالإضافة إلى منع بيعها بعد العاشرة مساء".
أسأل الشامتين: هل هي، اذن، حوبة المالكي ام حوبة "الراكي"؟
فقل للشامتين به أفيقوا!
المالكي يشوّر!
[post-views]
نشر في: 8 يونيو, 2013: 10:01 م