ظهرت وظيفة الشرطة مع ظهور فكرة الدولة نفسها ، واصبح من اهم وظائفها إقرار الأمن والنظام بها ، وبدأ من الضروري لكي يتسنى لها مواصلة هذه المسؤولية ان يكون في مقدمة اهتماماتها إنشاء جهاز تسند اليه تلك الوظيفة وتمنحه من السلطة ما يجعله قادرا على الاضطلاع بها ، هذا الجهاز هو ما عرف بجهاز الشرطة . ورغم حاجة أي مجتمع للعديد من الوظائف ، إلا ان وظيفة الشرطة تعد اهم الوظائف ، وذلك بالنظر إلى حاجة المجتمع بصفة دائمة وفورية إلى هذه الخدمة ، حيث أنها تمس اهم غريزة في الإنسان ، الا وهي غريزة الحاجة إلى الأمن ،من هنا لا يمكن تصور وجود دولة بدون جهاز شرطة قادر على تحقيق الأمن وإقرار النظام ونشر العدالة والرخاء بين أفراد المجتمع . وعكست أجهزة الشرطة منذ نشأتها ظاهرة اجتماعية وقانونية في ذات الوقت ، فهي ظاهرة اجتماعية بحكم ارتباطها بحياة الجماعة ، ويرى أفراد المجتمع فيها أداة مهمة لحماية العدالة وتحقيق الأمن والاستقرار المؤدي إلى خير المجتمع وتقدمة ، وهي ظاهرة قانونية باعتبار ان أجهزة الشرطة تسعى بشكل واضح إلى إزالة التضارب بين مصالح الأفراد اعتمادا على القانون وتنفيذا لما جاء به ، فالقانون هو حجة أجهزة الشرطة في إقامة التوازن بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة ، واذا كانت سلطة أجهزة الشرطة في حاجة إلى قانون تعمل من خلاله فان القانون كذلك يحتاج إلى سلطة تكفل له الاحترام وتعمل على تنفيذه حتى لا يختل امن المجتمع .. ومن هنا يتأكد التلازم بين السلطة والقانون وارتباطها في ذات الوقت بالمجتمع .
وتتفق معظم نظم الحكم على الغرض من وظيفة الشرطة ، حيث يناط بها حماية أساس المجتمع وكيانه من أي عدوان يتهدده او يقع عليه من الداخل ، وتسعى الدول في سبيل تحقيق أهدافها الأمنية إلى خلق الأجهزة القادرة على القيام بالوظيفة المنية باعتبار ان هذه الوظيفة هي العمود الفقري لكافة مهام الدولة ، فالوظيفة الأمنية أهميتها تحقيق استقرار الدولة وانطلاقها لتحقيق أهدافها الكبرى في المجالين الداخلي والخارجي على السواء .. وتتعدد سمات الوظيفة الأمنية فتعكس الطبيعة الخاصة لهذه الوظيفة ويمكن إجمال اهم سمات الوظيفة الأمنية في الاتي :
- تعد الوظيفة الأمنية وظيفة مدنية رغم استخدامها للقوة أحيانا لتنفيذ بعض المهام المنوطة بها ، وهي وظيفة نظامية نظرا لطبيعتها شبه العسكرية .
- لا تستطيع الوظيفة الأمنية تحقيق أهدافها الا من خلال العمل الجماعي ، حيث تتكامل كافة الأفرع والتخصصات في صيانة عمليات الأمن .
- الوظيفة الأمنية وظيفة وطنية شاملة ، اتسع مفهومها ومجالات تخصصها بصورة واسعة مما زاد من فعاليتها وأهميتها المتزايدة.
- العمل الشرطي يقوم على التعاون والتفاعل الإيجابي بين أجهزة الشرطة والمواطنين ، فبدونه تصعب مهمة الشرطة في تحقيق مهامها الأمنية .
- تتحرك الوظيفة الأمنية في اطار القانون والنظام وفي اطار الشرعية والضمانات الدستورية إلى جانب القوانين والأنظمة الانضباطية التي تحكم السلوك سواء عند أداء المهام الوظيفية او في المسلك التخصصي .
- الشرطة احد أجهزة العدالة الجنائية ، وهي بمثابة العمود الفقري لتحقيق الاستقرار الداخلي للدولة .
ويتضح من خلال ذلك وغيره ان الوظيفة الأمنية عبارة عن صياغة لكل حاجات المجتمع المتشعبة في كل نواحي الحياة ، فهي تمس مصالح الجمهور بشكل مباشر ، ولها تأثير مباشر على المجتمع كله في ذات الوقت ، ان الشرطة هي الجهاز المنوط به فرض هيبة الدولة في الشارع ، والمنوط بها حفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على المجتمع من اية أخطار داخلية تهدد امن المجتمع . الشرطة مهمة تضمن حرية الأمن والاستقرار وإفرادها يؤمنون بهذه المهمة اعتياديا ، معتبرين ان المهمة المنوطة بهم تحملها مهمة تكليف لا تشريف .
الشرطة... شرط أساسي لوجود الأمن
[post-views]
نشر في: 9 يونيو, 2013: 10:01 م