ظل (ح) يرسم في خياله صورة للزوجة التي يحلم بها .. لكن رحلة البحث طالت خاصة ان الشك في جميع النساء مرض يلازمه ويعاني منه لدرجة الغيرة ... هذا المرض وهو الوسواس القهري جعله ينفصل عن زوجته الأولى التي انجب منها طفلا والثانية التي لم تدم فترة الز

ظل (ح) يرسم في خياله صورة للزوجة التي يحلم بها .. لكن رحلة البحث طالت خاصة ان الشك في جميع النساء مرض يلازمه ويعاني منه لدرجة الغيرة ... هذا المرض وهو الوسواس القهري جعله ينفصل عن زوجته الأولى التي انجب منها طفلا والثانية التي لم تدم فترة الزواج منها سوى شهران ... حتى ارشده احد أصدقائه إلى (ر) الفتاة الجميلة صاحبة السمعة الطيبة ... على الفور ذهب (ح) إلى أهلها وخطبها من والدها وبعد أسابيع تم الزواج وسط فرحة الأهل والأقارب والأصدقاء .. وعاش العروسان مع بعضهما اكثر من شهرين من السعادة وحب وانسجام .. حتى ذات يوم بدأت معاملة (ح) تتغير لزوجته ... ماتت مشاعر الحنان والطيبة وحلت مكانها القسوة في المعاملة واللامبالاة ... تعجبت الزوجة وتساءلت بداخلها ... ربما تكون هناك مشكلة في عمله ! تحملته ولم تتحدث معه ... على الجانب الأخر كان الزوج يزداد سوءا في معاملته اليومية معها ... يتصرف بغرابة شديدة ... العنف والشدة هما أسلوبه ... شعرت الزوجة إنها أمام رجل آخر غير الذي تزوجته ... فأين (ح) الذي يخاف عليها من النسمة الطائرة ... تحول الزوج إلى وحش كاسر ... لكن زوجته صمتت ولم تبح لعائلتها بأي شيء ... وبمرور الأيام تغيرت تصرفات الزوج ... فكانت (ر) تشعر انه يراقبها ... يفتعل مواقف غريبة ... يعود من عمله مبكرا .. وفي احد الأيام فوجئت به يراقبها من الشارع إثناء سيرها لشراء بعض الحاجيات الضرورية للمنزل ... فعادت بسرعة وعندما أتى مساءا قالت له لماذا يراقبها ويسير خلفها بالشارع .. أجابها بضربة على وجهها وسبها بألفاظ بذيئة ... واستمرت هذه المشاكل واصبح صوتها يعلو ويخترق جدران المنزل إلى الجيران الذين لم يتدخلوا لمعرفتهم السابقة بجارهم صاحب المشاكل العديدة خاصة مع زوجاته السابقات ! لم تتحمل (ر) معاملة زوجها القاسي الذي اصبح يهددها بالقتل ليس هذا فحسب بل انه اتهمها بالخيانة مع احد الأشخاص .. وفور سماع هذه الكلمات ... دلفت إلى غرفتها والدموع تنهمر بغزارة من عينيها ... فهي نادمة لارتباطها بهذا الشخص وما ان سمعت خروج زوجها من البيت فأسرعت ولملمت حاجياتها في حقيبة وعادت لأهلها ... في الوشاش ... شرحت الزوجة والدموع تنسال على وجنتيها قصتها لوالدها الذي اتخذ قرارا بعدم عودتها مرة أخرى لبيت زوجها .. في اليوم التالي فوجئ الأب وابنته بـ(ح) يعتذر ويبدي ندمه على ما فعله بابنتهم ... واكد لوالدها انه لن يسيء إليها مرة أخرى ولا يعتدي عليها وافق الأب المسكين على ذلك وعاد الزوجان لمنزلهما ودعاها إلى عشاء في مطعم فاخر ... وقضى الزوجان وقتا ممتعا لكن لم يستمر هذا طويلا وعادا الى منزلهما ... ولكن بقى (ح) يشك في سلوكها ولم يتمكن من طرد الفكرة عن دماغه ! وجلس في الهول والوسواس يدور بعقله ويعود للماضي ويتذكر زوجته وهي تتحدث الى بعض أقاربها ثم اخذ ذاكرته الى المشهد الذي شاهدها فيها وهي تتحدث مع احد أصدقائه وتضحك معه .. إثناء هذه اللحظات تسلل الشيطان الى عقله واحكم سيطرته على الزوج المصاب بالوسواس القهري ... انتفض فجأة من مكانه مسرعا الى زوجته بغرفة النوم .. وفوجئ بها لا تزال مستيقظة فامسك بها وضربها .. وتكهرب الجو بين الزوجين فلم تجد الزوجة سوى الحمام ملاذا لها للهروب من هذا الجحيم ... لكنه دفع الباب بقدميه ... وامسك بعصا غليظة وظل يضربها حتى نزفت الدماء من رأسها وسقطت على الأرض مغشيا عليها ... لم يتركها الزوج واعتقد انها تمثل عليه حتى شاهد جسدها مضرجا في دمائها وشحب وجهها فجلس الى جوارها صامتا شاردا ترهب وسكب فوق جسدها ماء السخان المغلي حتى تأكد من موتها فاسرع خارج البيت اخذ يستغيث بالجيران فتم نقلها الى مستشفى الكاظمية وهناك فارقت روحها الحياة ! أبلغت إدارة المستشفى شرطة الكاظمية بالحادث فاسرع احد الضباط الى ردهة الطوارئ وشاهد الجثة واجرى الكشف الابتدائي عليها وشك بان الحادث مفتعل وبه شبه جنائية .. تم القبض على الزوج بعد أيام وبمواجهته بالحقائق اعترف بقتله لزوجته لسوء سلوكها ... لكن معلومات الشرطة أكدت بان الزوجة صاحبة سمعة طيبة وان الزوج مصاب بمرض الوسواس القهري ... وله سوابق عديدة منها محاولة قتل ابنته من الزوجة الأولى بوضعها تحت عجلات احدى السيارات المارة لشكه انها ابنة حرام ... لكن تدخل السائق والمارة منعوه من ارتكاب الجريمة وبعد إحالته الى محكمة جنايات الكاظمية حكمت على الزوج بالسجن المؤبد ... ونحن نقدم هذه المأساة بكل تفاصيلها الدامية ننصح كل أسرة ان تسأل جيدا عن الرجل الذي يأتي لكي يتزوج من ابنتهم ... فربما كان مجنونا أو مريضا أو مجرما!.