صدر حديثا عن دار المدى كتاب (رينوار ابي) تأليف جان رينوار المخرج الفرنسي الرائد وترجمة عباس المفرجي، والكتاب هو استرجاع لحياة الاب اوغست رينوار وكتابة سيرته مثلما عاشها الابن رينوار. في محاولته لإضفاء، ربما، نوع من الحياة على ذكرياته، وضع جان ك
صدر حديثا عن دار المدى كتاب (رينوار ابي) تأليف جان رينوار المخرج الفرنسي الرائد وترجمة عباس المفرجي، والكتاب هو استرجاع لحياة الاب اوغست رينوار وكتابة سيرته مثلما عاشها الابن رينوار.
في محاولته لإضفاء، ربما، نوع من الحياة على ذكرياته، وضع جان كلمات أبيه بين قوسين، بالرغم مما قاله لسيرف بأنه لن يقوم بنقلها حرفيا. فهو لا يملك كتابات مسجلة لأحاديثه بين عامي 1915 و 1919، لذا استل هذه الأحاديث من الذاكرة، ومن اللقاءات التي أجراها مع العديد ممن عرفوا الرسام، وبشكل رئيسي غابريال رينار سليد ( 1879- 1959 )، التي كانت مربيته في الطفولة، وواحدة من موديلات الرسام المفضلات، والتي كانت تعيش وقتئذ في الجوار، في هوليوود. استخدم في أحاديثه جهاز تسجيل، وربما ملاحظات مكتوبة، عندما كان الاثنان (( يلعبان لعبة صغيرة في الغوص في الماضي . )) كانت غابريال مصدره في الفترة التي سبقت ولادته وفي طفولته المبكرة. (( من الصعب معرفة أي من الذكريات الخاصة بي وأي الخاصة بها. )) طلب جان، أيضا، من أصدقاء وباحثين أن يزودوه باقتباسات مطوّلة من الكتابات المبكرة عن رينوار، والنصف الأول من الكتاب يتألف في معظمه من مزيج من هذه الكتابات وسير حياة وتواريخ متيسرة. إضافة الى ذلك فإنه استخدم كتابات شاملة بقلم والده ( كانت نشرت لتوها *)، استشهد منها بثلاث صفحات من أقوال مأثورة، وأعاد صياغتها ونظمها من جديد على شكل حوار.
غلب على كتاب " أبي رينوار " طابع المرح واتسم أحيانا باللهجة الفظة، التي ميّزت أفلام ما بعد الحرب لجان رينوار، مثل " فرنش كانكان " ( 1955)، أو " مسرح جان رينوار الصغير " (1969 )، أكثر مما اتسم بالجدّة النقدية لأفلامه العظيمة، مثل " الوهم الكبير " و " قواعد اللعبة " (الاثنان أنتجا في السنوات الأخيرة من الثلاثينات ). لكن حين يبلغ الكتاب زمن أحداث الحرب الأولى، يأخذ طابعا أكثر مباشرة. ربما لأن جراح جان، التي أصيب بها في رجله، جعلته يتعاطف أكثر مع حالة أبيه الصحية. لا يمكن للمرء أبدا أن ينظر ثانية بلا مبالاة الى رسوم وبورتريهات رينوار، بعد أن يقرأ ذكريات جان عن معاناة أبيه الكارثية من مرض الروماتزم. بالرغم من عجزه، فإن رينوار نادرا ما توقف عن الرسم.