اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > تهجيات الفراغ في متون أعمال الفنانة (زينا سالم)..الخـوف من فقـدان الشيء بعد امتــلاكه

تهجيات الفراغ في متون أعمال الفنانة (زينا سالم)..الخـوف من فقـدان الشيء بعد امتــلاكه

نشر في: 14 يونيو, 2013: 10:01 م

يستمد الخوف-بسطوع محفزاته الشعورية واللاشعورية-مكامن وجوده فينا على نحو(وراثي)يتمثل بثلاثة مخاوف هي، فقط؛(الصوت العالي المفاجئ/الشعور بالألم /و الإزاحة...أي فقدان السند)فيما تتوالد على نحو(مكتسب) بقية المخاوف الأخرى وتتنامى تبعا لمناسيب ومستويات عملي

يستمد الخوف-بسطوع محفزاته الشعورية واللاشعورية-مكامن وجوده فينا على نحو(وراثي)يتمثل بثلاثة مخاوف هي، فقط؛(الصوت العالي المفاجئ/الشعور بالألم /و الإزاحة...أي فقدان السند)فيما تتوالد على نحو(مكتسب) بقية المخاوف الأخرى وتتنامى تبعا لمناسيب ومستويات عمليات التعلم ومحصلات وعي الإنسان، بوصفه(كائن ذو تأريخ)حسب تعريف الفلسفة له.
تقف مشاعر الخوف عند حدود ترسيم الكثير من سبل ومصدات تجاوز هواجسه وآثاره عبر نوافذ ومسارب وتحولات عدة من شأنها أن تحوله الى دوافع ومحفزات...هي استمالات لتوريدات إبداعية، نعي صداها حين نتلمسها تنمو و تتماهى، بل تتسامى في نسيج محصلات ومتممات وخواص ذلك الوعي المرهون بتداخل حتمي-أكيد- لأسس مقومات الموهبة وقدرات استدعاءات تحدي المعاناة بوضع حد للمخاوف الزائدة عن حدودها المرضية، أو بالتحريض الطوعي والتأكيد الضمني لمعنى إيجاد الذات بالبحث عنها في مرآيا الفن-مثلا- كما جادت تنوء به تجربة الفنانة التشكيلية (زينا سالم/دبلوم معهد الفنون- بغداد 1992/ بكالوريوس-اكاديمية الفنون/1999)منذ توضيح محافل مقاصدها التجريبية و تواليات معارضها الشخصية (قاعة معهد الفنون الجميلة/1992) ومعرض( صحراء ولكن!/ قاعة منتدى المرأة الثقافي/1992) ومعرض (البوستر السياسي الخاص بالطفل/ نصب بلاط الشهداء/1994) ثم معرضها الشخصي الرابع...الأهم بعموم ملاكاته التجريبية في محراب التجريد، وبعنوانه اللافت (حديث طائر المدينة/ قاعة مدارات ببغداد/2007) والذي منه استنطقت طاقة الفراغ سندا وتعويضا وجدانيا... فكريا... وذهنيا، عبر أستنارات نفسية-درامية عززت من تنامي مشاعر الخوف بالغياب والرحيل والهجرة... خلاصا اضطراريا لمعنى الابقاء على ما تبقى من قيمة الأشياء وما يمكن الاحتفاظ به من نزوع الروح التواقة لمعنى الحياة، وتأتي مشاركتها الواثقة في تنويعات معرض مشترك حمل عنوان (ريشيات متقاطعة) على المركز الثقافي الفرنسي مايس/2013مع (سهى الجميلي/نبراس هاشم/ وذكرى سرسم) لتؤكد بوضوح أكبر(بك-كلوز) مدى قدراتها على اعادة صياغة تحولات الخوف على جسد الفراغ الممتد- بكل توتراته واكتظاظاته الخفية- فوق سطوح القماشة البيضاء للوحة، وما بين ملكات محاولات تكثيف الحدث باحتشادات وتداخلات لونية أتسقت ملامحها بنضج طبيعة ضخ خطوط وخربشات لحروف وإشارات، تساوقت برضوخ فهم عال لإمكانيات تطويع تقنيات خاصة ومدروسة تناسبت مع قيمة وجوهر الحدث المراد تجسيده ،بل مجمل الأحداث التي حاولت(زينا) قص شريطها وتمرير مقاصدها بالرسم والتخطيط واللصق (كولاج) وتطويع استخدامات ورق التجليد الأسمر في خلق تضادات درامية أتضحت تتبارى-بقصد وتنافس محسوس-فوق أجزاء معينة من مساحات السطح التصوير للوحة الواحدة، وبتوزيعات محسوبة، دون أدنى تناسٍ أو تفريط بأهمية التصميم الفني كعنصر تنفيذي ووعاء جمالي يحوي ويحيي تناسل وتنامي علاقات ووحدات ما ترسم وما تخطط هذه الفنانة المجتهدة في رصد مجريات ما يجري وما تتعرض اليه الحياة من جور وتجنٍ وظلم ومخاوف أتسعت و تفاقمت مستهدفة إنسانية الإنسان بأسره، وهي تزيد من هواجس وحشته واتساع سمة الإحساس بالغربة حتى في المكان الذي يحيا فيه.
تهيل (زينا سالم) بقوة الخط ومتانة اللون(أكريلك /أحبار) وتنوعات التنفيذ بمواد متنوعة (ورق/معاجين/أشرطة) صدق ونبل تبنيها لردم هوة السطوة الناتجة من هيمنة الفراغ الذي كان يسكن دواخلها ،قبل هدره وتوريده على فضاءات لوحاتها التسع(عدد أعمالها في معرض/ريشات متقاطعة) بسلامة سعيها في نحت معادلات موضوعية، تصبو جل غايتها الى تمجد وجود الانسان عبر خطابات تلك الأعمال، حتى وأن تماهى(أي الانسان) مع عناصر وموجودات المكان الافتراضي الذي تقترحه أعمالها في تتويج قصدي وموحٍ، حتى في تضادد ألوان لوحتين باهرتين ومتشابهتين بالمشهد وتوزيع الكتل نفذتها – مرة- بترك هيمنة كاملة للبياض(ولادة-حياة) و مرة، باندلاع هيمنة طاغية للسواد، بما يوحي بالفراق الموت، فيما تتضح ارتهانات التفكير التجريدي لدى(زينا) عبر تذيلات تعبيرية خاصة بعالمها، من خلال براعة وضوح نزق ذلك النوع الحاني والخلاب في قدرة تأثير الغموض الذي يتركه أثر وفعل الغياب، أكثر مما يتركه ويستدعيه أثر الحضور التجسيدي والتشخيص العابر-بالرغم من أن الانسان غائب أصلا من متون أعمالها الأخيرة- لمعنى ذلك الوجوب والوجود الذي فرضه تنويعات لوحاتها والتي جاءت على منوال مستويين يقع الأول بقبول مستوى يرجح غلبة التصميم علي مهابة اللوحة، فيما توالى المستوى الآخر(الثاني) على تبني ميل عارم للتجديد بالتجريب الذي عادة ما يغري أية تجربة تحفل بوعي حضورها و تدفقات تطلعاتها، كما سعت الفنانة-هنا- عبر ميلها المتكرر و ولعها التجريبي في أنساق محاولات سابقة مثلا (معرض/حديث طائر المدينة) وما تلاه من مشاركات نجحت في بث بذور توجه حي وحيوي بما يواز قيمة الحرية التي ينشدها الفنان الحقيقي .
أن ترصين مديات مهارة التباين في تجربة هذه الفنانة، تقع ما بين تحشيد لوني يوازي ثقة الاعتناء بالتصميم وعناصره الاجرائية، وما بين تهجيات حروف لغة الفراغ المدروس بعناية الفهم ومسالك التعبير في صد الخوف ومنعه من الاستحواذ على ما في حوزتنا من مشاعر وأحاسيس وذكريات وأشياء تضاهي قيمة وجودنا الكلي في الحياة، اذا ما قبلنا السير على منوال قبول عبارة(سارتر) الأثيرة:(الحياة لا تساوي شيئا...لان لا شيء يساوي الحياة)،واذا ما قبلنا-أيضا- بتعريف (برغسون) للفراغ على انه (كثافة غير مرئية، وما على الفنان الا ان يقشر هذه الكثافة ويغوص في عوالهم الساحرة)،ونحن نعاين تمهيدات تأنٍ وأستغرقات تأمل، و محاولات تجاوز معابر وحواجز مخاوف مبررة وسيل من استجابات استباقية في توضيح معالم تجربة(زينا سالم) بثوابت وعيها بالتجريب وتثمين لوازم احتكامات نهجها الفكري والعاطفي في أهمية الانفتاح على مساحات لوحات أعمالها القادرة على تبني وحدات مشروعها البصري المتميز، ليس على صعيد تعاملها اليومي مع اللوحة بتقليدية الفهم العام والمتداول، بل حتى في استباقات فهمها لسعة مديات الفن التشكيلي في مجالات العمارة والمسرح وباقي طواقم لغة التعبير التي تتيح فضاءات ومناخات أوسع، وأظن أن لها تجربة مهمة في مجال تصميم (السينوغرافيا) لعدد من الأعمال المسرحية مع الفنانين (طلال هادي/ محسن الشيخ/ وحامد خضر) أيام دراستها في معهد الفنون الجميلة، بداية تسعينات القرن الماضي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram