TOP

جريدة المدى > عام > أهلاً فـي العراق..11 فناناً عراقياً في بينالي فينيسيا في دورته الـ 55

أهلاً فـي العراق..11 فناناً عراقياً في بينالي فينيسيا في دورته الـ 55

نشر في: 15 يونيو, 2013: 10:01 م

لافتة بيضاء أنيقة تستقبل الزائر الى المعرض العراقي في مهرجان بينالي فينيسيا خط عليها: Welcome To Iraq ترفرف على قصر تأريخي يعود بناؤه الى القرن السادس عشر في مدينة هي أقرب ما تكون متحفاً للفنون الإيطالية وليست حاضنة له فحسب.يقام البينالي في مدينة فين

لافتة بيضاء أنيقة تستقبل الزائر الى المعرض العراقي في مهرجان بينالي فينيسيا خط عليها: Welcome To Iraq ترفرف على قصر تأريخي يعود بناؤه الى القرن السادس عشر في مدينة هي أقرب ما تكون متحفاً للفنون الإيطالية وليست حاضنة له فحسب.
يقام البينالي في مدينة فينيسيا مرة كل عامين ويعد أهم تظاهرة للفنون التشكيلية في العالم، تشترك فيه الدول بعرض أو أكثر يوجز إنجازها في الفنون التشكيلية والبصرية. ولقد غاب العراق عن المشاركة لأكثر من ثلاثة عقود، ثم عاد الى المشاركة من خلال عدد من الفنانين المغتربين في الدورة الماضية.
وفي الدورة الحالية قامت منظمة (رؤيا) التي تديرها الآنسة تمارا الجلبي بعرض أعمال لـ 11 فناناً يعيشون ويعملون وينتجون في داخل العراق، بعد أن حصلت على التخويل الرسمي اللازم من وزارة الثقافة العراقية. ولم تكن عملية اختيار أعمال الفنانين المشاركين يسيرة، فلقد جابت الجلبي ومعها الخبير البريطاني جوناثان واتكنز محافظات العراق المختلفة للقاء مئات الفنانين والتعرف على نتاجاتهم. استغرق البحث عدة أشهر وتم خلالها اختيار أعمال تعكس الحياة اليومية للعراقيين، وطاقتهم على الإنتاج في أقسى الظروف التي مرت على بلدنا العزيز.
ومن بين المشاركين كان المصور الفوتوغرافي جمال بنجويني الذي قدم مجموعة صور فوتوغرافية تحت عنوان: صدام كان هنا. الصور المعروضة لأناس عاديين بينهم امرأة ورجل وجندي وفلاح، يضعون صورة صدام حسين الرئيس المخلوع على وجوههم. والفكرة ان الدكتاتور قد رحل، الا انه ترك ثقافته معششة في رؤوس الناس. ومن الجدير بالذكر ان الفنان بنجويني بدأ حياته راعياً للأغنام في جبال كردستان، ولكنه تمكن من تثقيف نفسه وتطوير قدراته والانكفاء على تعلم استخدام آلة التصوير بشكل فني رائع.
الفنان عبدالرحيم ياسر شارك بعدد من الرسومات الكاريكاتيرية التي تعكس واقع الحياة اليومية بشكل ساخر، من بينها صورة سياسي عراقي يلقي خطبة على الجماهير وتفصله عنهم جدران كونكريتية شاهقة، في إشارة الى المنطقة الخضراء التي تفصل السياسيين عن الشعب.
ياسين وامي وهاشم تايه فنانان قديران من محافظة البصرة، قدما عملاً مشتركاً من ورق المقوى الذي يستخدم في صناعة الصناديق الكرتونية. العمل يمثل غرفة نوم بكل تفاصيلها من سرير ومكتب وساعة جدارية ولوحات وسجاد ورفوف وكتب. كما شارك الفنان بسام الشاكر بعدد من اللوحات الانطباعية التي تعكس الحياة اليومية في الريف العراقي.
الفنان كاظم النوير قدم عدداً من اللوحات التعبيرية التي تعكس الفوضى والأحداث المتسارعة، وتحمل أحرفاً وطاسم باللاتينية والعربية للتأكيد على اسم العراق.
النحاتة فرات الجميل شاركت بجرة مكسورة يقطر فيها العسل، تعبيراً عن حزنها على أحداث بلدها. كما شاركت الفنانة شيمان اسماعيل بأكثر من عمل لقطع يومية منها سفرطاس ومدفاة قامت بالرسم عليها لتعكس ذكريات مريرة في السجون وظروفها الصعبة.
الفنان عقيل خريف نال إعجاب النقاد بكرسي مصنوع من مولدة كهربائية وبقايا دراجة هوائية. والفنانان حارث الهمام وعلي سميع قدما عروضاً بالفيديو عن واقع الحياة اليومية في العراق، وما تتخللها من مضايقات اجتماعية وصراعات سياسية.
حضر الافتتاح سفير العراق في إيطاليا السيد سيوان البرزاني، اضافة الى عضوي مجلس النواب العراقي السيد أحمد الجلبي والسيدة ميسون الدملوجي ود. لطيف رشيد مستشار رئيس الجمهورية، في ظل غياب أي شخصية رسمية تمثل وزارة الثقافة العراقية. كما حضر عدد كبير من الفنانين والشخصيات الاجتماعية العراقية والأجنبية.
نجحت منظمة (رؤيا) القائمة على العرض في تفاصيل كثيرة، من بينها تقديم الشاي (المخدر) بالطريقة العراقية على الزوار بشكل مستمر، ومعه كليجة لذيذة قام الايطاليون بصناعتها باعتماد الوصفة العراقية. كما وضعت مجموعة كبيرة من الكتب عن العراق باللغتين العربية والانكليزية في متناول الزائرين لاطلاعهم على حضارة العراق وتأريخه.
وفي اليوم التالي أبدع فنانا العود علي حسن ودريد فاضل في أمسية عزف مشترك وفردي بأنغام مستوحاة من مدرسة الشريف محي الدين العريقة، حضرها عدد من المهتمين من العراقيين والعرب والغربيين.
حظي العرض العراقي باهتمام مميز من قبل شبكات الصحافة والاعلام الدولية، ولاسيما رحلة الخبير البريطاني جوناثان واتكنز في مناطق نائية اعتبرتها وسائل الاعلام من أخطر المغامرات في العالم، وفي بلد يعاني من الصراعات المسلحة وأعمال العنف، ليجد شواهد على حيوية هذا الشعب وعطائه المستمر.
نجح العرض العراقي في نقل واقع الثقافة العراقية ومعاناتها، واعتبره النقاد من العروض المميزة مقارنة بعروض الدول المختلفة في مهرجان البينالي في دورته الحالية. مع ذلك، لابد من الإشارة الى غياب فنانين كبار كان حضورهم ضرورياً لإكمال المشهد الفني العراقي.
ومن الجدير بالذكر ان وزارة الثقافة التي خولت منظمة (رؤيا) رسمياً للقيام بهذا العرض بخلت بتقديم أي دعم مالي بالرغم من ميزانيتها الضخمة لهذا العام، والتي تزيد على عدة مئات من ملايين الدولارات، واقتصر الدعم المادي على حكومة إقليم كردستان وشركة اسياسيل وأطراف أخرى.
ويستمر العرض حتى يوم 24 تشرين الثاني من هذا العام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

في مديح الكُتب المملة

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

مقالات ذات صلة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع
عام

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

علي بدركانت مارلين مونرو، رمزاَ أبدياً لجمال غريب وأنوثة لا تقهر، لكن حياتها الشخصية قصة مختلفة تمامًا. في العام 1956، قررت مارلين أن تبتعد عن عالم هوليوود قليلاً، وتتزوج من آرثر ميلر، الكاتب المسرحي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram