TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > المرشح المعتدل حسن روحاني يفوز برئاسة إيران

المرشح المعتدل حسن روحاني يفوز برئاسة إيران

نشر في: 15 يونيو, 2013: 10:01 م

فاز المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية منهياً ثمانية أعوام من حكم المحافظين في ايران، وفق ما اعلن وزير الداخلية الإيراني أمس السبت.وتأتي هذه الانتخابات على خلفية أزمة اقتصادية مستفحلة ناجمة عن العقوبات الدولية المفروضة على البلاد ب

فاز المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية منهياً ثمانية أعوام من حكم المحافظين في ايران، وفق ما اعلن وزير الداخلية الإيراني أمس السبت.
وتأتي هذه الانتخابات على خلفية أزمة اقتصادية مستفحلة ناجمة عن العقوبات الدولية المفروضة على البلاد بسبب برنامجها النووي، وبعد اربع سنوات من فوز المحافظ محمود احمدي نجاد الذي أثار موجةً من الاحتجاجات في الشارع. ويحظر الدستور على احمدي نجاد الترشح لولاية رئاسية ثالثة على التوالي.
وأوضحت وزارة الداخلية ان بطاقات التصويت تأتي "من كافة المدن والمحافظات بما فيها طهران".

رجل دين معتدل تحول أملاً للإصلاحيين

لم يكن لدى رجل الدين المعتدل حسن روحاني، المفاوض الإيراني الرئيسي السابق في الملف النووي، آمال كبيرة قبل فتح صناديق الاقتراع بتصدر سباق الرئاسة الإيرانية الذي كانت تبدو نتيجته تميل لمصلحة المحافظين. لكن بعد ظهر السبت، أعطت نتائج جزئية روحاني نسبة 51% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على المرشحين الثلاثة المحافظين.
وروحاني البالغ 64 عاماً، اصبح المرشح الوحيد للإصلاحيين والمعتدلين بعد انسحاب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف، في حين ان ثلاثة من منافسيه الرئيسيين، وجميعهم مقربون من المرشد الأعلى علي خامنئي، لم يتوصلوا الى اتفاق في ما بينهم.
وبشكل خاص، دعا الرئيسان السابقان الإصلاحي محمد خاتمي والمعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني الى التصويت لصالحه. وخلال أيام قليلة، قام هذا الائتلاف من الإصلاحيين والمعتدلين بتعبئة جزء كبير من الناخبين المعتدلين الذين كانوا يعتزمون مقاطعة الانتخابات بعد الجدل والتظاهرات التي تم قمعها في العام 2009.
وتولى روحاني، المقرب من رفسنجاني، خلال مسيرته الطويلة منصب نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني كما كان كبيرا للمفاوضين الإيرانيين في الملف النووي بين عامي 2003 و2005. وفي هذه الفترة حاز على لقب "الشيخ الدبلوماسي".
وفي العام 2003، خلال محادثات مع باريس ولندن وبرلين، وافق روحاني على تعليق تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الإضافي لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية للسماح بعمليات تفتيش غير معلنة مسبقا للمنشآت النووية الإيرانية.
وخلال الحملة الانتخابية، كرر روحاني تأييده اعتماد سياسة اكثر مرونة تجاه الغرب لوضع حد للعقوبات المفروضة على ايران والتي تغرق البلاد في أزمة اقتصادية خطيرة.
واختار شعاراً لحملته مفتاحاً يرمز لفتح باب الحلول لمشاكل البلاد، واللون البنفسجي لكونه من الألوان الرائجة.
وقال في احد تصريحاته "حكومتي لن تكون حكومة تسوية واستسلام (في الملف النووي) لكننا لن نكون كذلك مغامرين"، مضيفا الى انه سيكون "مكملا (لسياسات) رفسنجاني وخاتمي". ولم يستبعد إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، العدو التاريخي للجمهورية الإسلامية، لإيجاد حل للازمة النووية، على رغم وصف هذه الخطوة ب"الصعبة". وفي رصيد روحاني مراحل طويلة من العمل السياسي. فبعد مسيرة نيابية بين عامي 1980 و2000، انتقل لعضوية مجلس خبراء القيادة، الهيئة المكلفة بالإشراف على عمل المرشد الأعلى علي خامنئي.
ولا يزال ممثلاً لآية الله علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، مثل سعيد جليلي المدعوم من الجناح المتشدد في النظام.
إلا انه ترك منصبه كأمين عام لهذا المجلس بعد انتخاب احمدي نجاد في العام 2005. وبعد فترة وجيزة، أعادت ايران اطلاق برنامجها لتخصيب اليورانيوم ما استدعى زيادة العقوبات عليها من جانب الأمم المتحدة والقوى الكبرى التي فرضت عقوبات اقتصادية.
كما انه عضو في مجمع علماء الدين المجاهدين الذي يضم رجال دين محافظين.
ولا تزال طهران متهمة بالسعي الى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني، وقد فرضت عليها الأمم المتحدة رزمة عقوبات تم تشديدها من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عبر حظر مصرفي ونفطي اغرق البلاد في أزمة اقتصادية.
ووجه روحاني انتقادا شديداً الى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي لا يحق له الترشح للانتخابات الرئاسية بعد ولايتين متتاليتين.
وقال في لقاء عام "هذه الحكومة استهانت بالعقوبات في حين كانت تستطيع تجنبها او تخفيف آثارها"، واعداً في حال انتخابه بـ"ارساء علاقات بناءة مع العالم". وروحاني رجل دين يحمل صفة "حجّة الإسلام" ويعتمر عمامة بيضاء وله لحية بيضاء خفيفة. ويتهمه المحافظون بانه "وقع تحت سحر ربطة العنق وعطر جاك سترو" وزير الخارجية البريطاني السابق الذي اجرى معه مفاوضات في العام 2003.
ويتحدر روحاني من منطقة سرخه بمحافظة سمنان جنوب شرق طهران. وهو حائز شهادة دكتوراه من جامعة غلاسكو، متزوج وله أربعة أولاد.
إقبال كثيف ولا مخالفات
ولم تقدم الوزارة أرقاماً عن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات، فيما دعي اكثر من 50,5 مليون إيراني الى الإدلاء بأصواتهم.
إلا ان إقبال الناخبين كان كثيفا الجمعة بحسب السلطات المحلية فيما عبرت الصحف الإيرانية بمعظمها عن ارتياحها للتصويت الكثيف.
وكتبت صحيفة "جام جم" التابعة للإذاعة والتلفزيون "ان الشعب صنع ملحمة" فيما أشادت صحيفة أرمان الإصلاحية بهذا الشعب الذي "قام بعمله".
ولم تصدر أية نتيجة قبل الساعة 6,00 السبت، خلافا للانتخابات السابقة. واكتفى المتحدث باسم مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يشرف على عمليات التصويت بالقول انه لم يتبلغ بأية مخالفات.
وقبل الإعلان عن أولى النتائج، شكر روحاني في بيان أنصاره الذين بذلوا جهودهم "لصنع هذه المعجزة". وأضاف ان "هذه المشاركة والوحدة (بين الإصلاحيين والمعتدلين) ستساعد ايران على سلوك طريق جديدة".
وطوال يوم أمس الاول الجمعة، انتظر عدد كبير من الناخبين في الصفوف التي تشكلت أمام أقلام الاقتراع. وانتهت عمليات التصويت التي مددت ساعة في طهران، بسبب الإقبال الكبير.
واعتبر مسؤولون محليون في تصريحات لوسائل الإعلام ان نسبة المشاركة قد تتخطى 70%.
وفي 2009، بلغت نسبة المشاركة 85% كما اعلن رسميا.
ومساء الجمعة الماضية طلب مندوبو ستة مرشحين من أنصارهم "تجنب أي تجمع قبل الإعلان عن النتائج الرسمية".
صدامات 2009
وأثار الإعلان عن فوز محمود احمدي نجاد من الدورة الأولى في 2009 صدامات بين الشرطة وانصار الاصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، تبعتها أسابيع من تظاهرات الاحتجاج وسط اتهامات بعمليات تزوير مكثفة. وتعرضت حركات الاحتجاج للقمع وما زال المرشحان السابقان يخضعان للإقامة الجبرية منذ 2011.
وتمحور الرهان في نظر الفريق الإصلاحي على اجتذاب الممتنعين عن التصويت والذين اعربوا عن استيائهم من اعادة انتخاب احمدي نجاد ثم اقسموا على الا يشاركوا في اية انتخابات يعتبرون ان نتائجها معروفة مسبقا. وبالنسبة للمحافظين يتعلق الأمر بإظهار ان الشعب يدعم النظام في مواجهة "اعدائه".
وعبرت أكثرية الناخبين عن الهاجس نفسه. وهو الأزمة الاقتصادية التي تترجم بارتفاع نسبة البطالة وازدياد التضخم 30% وتراجع قيمة الريـال حوالى 70%.
ونجمت الأزمة عن العقوبات الدولية التي فرضت على ايران بسبب البرنامج النووي الايراني. وعلى رغم نفيها المتكرر، توجه الى ايران تهمة السعي الى حيازة السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني.
وسيكون الرئيس المقبل الشخصية الثانية في الدولة بموجب الدستور الايراني، لكنه لن يتمتع الا بقليل من النفوذ على الملفات الاستراتيجية مثل النووي الموضوع تحت السلطة المباشرة للمرشد الاعلى.
واوضح الوزير مصطفى محمد نجار في النتائج النهائية التي اعلنها ان روحاني الذي حظي بدعم المعسكرين المعتدل والاصلاحي حصل على 18,6 مليون صوت، اي 50,68 في المئة في الدورة الاولى للانتخابات متقدما على خمسة مرشحين محافظين.
وبذلك، تقدم روحاني بفارق كبير على رئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف (6,07 ملايين صوت) وكبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي (3,17 ملايين) المدعوم من الجناح المتشدد في النظام.
ولفت نجار الى ان نسبة المشاركة بلغت 72,7 في المئة. واستفاد روحاني (64 عاما) من انسحاب المرشح الاصلاحي الوحيد محمد رضا عارف كما تلقى دعم الرئيسين السابقين المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني والاصلاحي محمد خاتمي.
ومع انه يمثل المرشد الاعلى علي خامنئي في المجلس الاعلى للامن القومي فان روحاني يدعو الى مرونة اكبر في التعامل مع الغرب، هذا الحوار الذي كان اداره بين 2003 و2005 في عهد خاتمي. واشار خلال حملته الى مباحثات مباشرة محتملة مع الولايات المتحدة العدو التاريخي لايران.
 

يتساءل كثيرون عن الصلاحيات التي يتمتع بها الرئيس الإيراني الجديد في رسم ملامح السياسة الداخلية والخارجية لبلاده.
فالرئيس المقبل هو المسؤول عن تسيير شؤون البلاد وإدارة الاقتصاد وتمثيل بلاده في الخارج، لكن تبقى قرارته محكومة بمصادقة البرلمان والأهم بموافقة المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

ترامب: تركيا استولت على سوريا بطريقة "غير ودية"

بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال خلال زيارتي العراق

صحيفة عبرية: نتنياهو لا يريد انهاء الحرب في غزة لاستمرار نظامه الديكتاتوري

قراءة أمريكية لتداعيات سقوط الأسد على العراق

مقتل زعيم "داعش" بضربة أميركية في سوريا

مقالات ذات صلة

بابا الفاتيكان يدين وحشية غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي

بابا الفاتيكان يدين وحشية غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي

متابعة المدىدان البابا فرنسيس مرة أخرى، امس الاحد «قسوة» الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، بعدما قام بذلك السبت، مثيراً احتجاج إسرائيل، التي اتهمته بـ«ازدواجية المعايير». ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الحبر الأعظم بعد صلاة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram