اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > كيف هرب السجين من سيارة التسفيرات؟ | القسم الاخير |

كيف هرب السجين من سيارة التسفيرات؟ | القسم الاخير |

نشر في: 16 يونيو, 2013: 10:01 م

واخيرا نهض على قدميه بعد ان اصبحت كافية لان يتسلل منها ... ووقف ينظر بخوف الى اسفل السيارة وهي تمر على الاسفلت بسرعة متناهية وبدون توقف ... واغمض (م) عينيه حتى لا يفكر في العدول عن مغامرته ... ثم بدأ يفكر بسرعة ... ان السيارة تبطئ من سرعتها عند بعض ا

واخيرا نهض على قدميه بعد ان اصبحت كافية لان يتسلل منها ... ووقف ينظر بخوف الى اسفل السيارة وهي تمر على الاسفلت بسرعة متناهية وبدون توقف ... واغمض (م) عينيه حتى لا يفكر في العدول عن مغامرته ... ثم بدأ يفكر بسرعة ... ان السيارة تبطئ من سرعتها عند بعض المطبات والمنحنيات في الشارع ... وعليه ان يستغل هذا للقيام بمحاولته ... وظل ينظر واعصابه مشدودة خوفا من دخول الشرطي ... واخيرا بدأت السيارة تتوقف وتهدئ من سرعتها عندما ظهرت احدى المطبات في الشارع ... وفي لحظة .. كان (م) قد تسلل بجسده الضئيل من الفتحة ... تدلى منها بحذر ... ثم ترك جسده يسقط على اسفلت الشارع وصرخ (م) رغما عنه من شدة ألم الارتطام بالشارع ... فقد كاد رأسه ينفجر عندما اقترب من عجلات السيارة الخلفية ... كانت لحظة رهيبة .. .تصور انه مات ... ان اطار السيارة مزق جسده وراسه على الاسفلت ... واغمض عينيه مستسلما للالم والصوت الصارخ ! ... ثم سرعان ما فتح السجين الهارب عينيه .. كانت السيارة تمضي بعيدا ... واخذ يتحسس جسده في ذهول وهو لا يصدق انه ما زال على قيد الحياة ... وافاق من ذهوله ليجري مبتعدا عن الشارع ... اختبأ خلف بعض الشجيرات والتقط انفاسه ... ثم خلع ملابس السجن الحمر التي كان يرتدي تحتها ( سروالا وقميصا ) عاديين ... وسار يفكر في هدوء ... ماذا يفعل الان ؟ فكر السجين الهارب انه لو حاول المضي الى بغداد ... سيقع فريسة سهلة بايدي السيطرات وقوات الامن المنتشرة في الشوارع ... فلابد ان هروبه يستكشف بعد قليل وسينطلق عشرات رجال الشرطة الى بيته ومراقبة ومطاردته في كل الاماكن التي سوف يلجأ اليها ... اذن عليه ان يتسلل الى مدينة تبعد عن طريق بغداد – البصرة ... وهمس لنفسه ... لماذا لا اذهب الى مدينة كربلاء ... ان احدا لن يحاول البحث عني هناك .. ولن يتخيل احد انني قد اذهب اليها ... وهكذا بدأ (م) يستوقف سائقي اللوريات والشاحنات ويطلب منهم اصطحابه الى مسافة معينة من الطريق ... وفي كل مرة كان يروي للسائق قصة مختلفة ... وفي النهاية ... وضع السجين الهارب قدمه في مدينة كربلاء وشعر بالامان !! ... كان مدير شرطة المنطقة قد وضع سماعة هاتفه بعد ان اجرى عدة مكالمات مع ضباطهم المنتشرين في اماكن كثيرة من المدينة! ... والذين كانوا جميعا يقومون بمهمة واحدة ... هي تأمين سلامة الزوار الذين يتوافدون على المدينة بعد ايام ... وبهدوء شديد دخل اليه رجل وقور وقال لمدير الشرطة ... سيدي السجين الذي هرب منذ ايام وعممت اوصافه اليكم هو موجود عندنا ... واتجهت انظار المدير في ذهول الى الرجل الوقور ... الذي كانت الدموع تلوح في عينيه ... طلب مدير الشرطة من الضباط ان يتركوه مع الرجل ... اخذ يهدئ من روعته ... حتى تمالك اعصابه وبدأ يتكلم ... قال الرجل الوقور ... نعم ... هو قريبي ولكن اريد ان اساعدكم في القبض عليه واعادته الى السجن مرة اخرى ... لانه كثير المشاكل ولا يعرف الرحمة ... انه يريد سيدي ان يرتكب جرائم اخرى تؤدي بحياته الى المشنقة ... انه انسان مريض بائس وحيد ... لقد علمت منه انه سوف يحضر جواز سفر ويغادر الى ايران بعد ايام ... لقد ارسل الى زوجة ابيه التي تقيم في بغداد يطلب منها اعداد الجواز وبعض النقود لتساعده في الهروب ... ارجوكم اقبضوا عليه حتى لا يستمر في ارتكاب جرائم اخرى ! ويهرع المدير مع ثلة من رجاله الى حي شعبي متنكرين بملابس مدنية وشعبية وجلسوا في احدى المقاهي المنتشرة في القضاء بانتظار مجيئه ! واخيرا ظهر السجين الهارب في وسط الشارع ... وفي ثوان كان المدير وضباطه يحيطون به ويلقون القبض عليه ... لكن المفاجأة كانت انه لم يحاول المقاومة بل استسلم لايدي الضباط بهدوء ... وفي غرفة مدير القضاء ... بكى السجين (م) وقال ... لقد تعبت من الهروب كالحيوان المطارد ... لا صديق ولا قريب لي ... لقد اعتقدت ان لساني فقد قدرته على الكلام طوال اسابيع من هروبي ... لانني لم اكن اتحدث الى أي انسان ... كنت اخاف من الجميع ... حتى اصبحت اخاف من ظلي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram