TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلاماً يا بغداد

سلاماً يا بغداد

نشر في: 16 يونيو, 2013: 10:01 م

لم اقرأ خسارة ائتلاف دولة القانون لكرسي حكم بغداد بعين شامتة، بل بفرح. والفرحان ليس كالشامت، كما تعلمون. كنت، كغيري، استخدم عينيّ وأذنيّ في متابعة الاخبار على الفضائيات، الا ليلة أمس، وانأ أتابع ما ستؤول إليه نتائج اجتماع مجلس محافظة بغداد الجديد، فقد صرت أتابعها بقلبي وعقلي.
كان قلبي يخفق بطريقة مثل تلك التي كان عليها يوم كنت اهرع للمدرسة مستطلعا نتائج امتحان البكالوريا. كنت اعلم باني ناجح لكن القلب يظل يخفق، او قد يرتجف، حتى يطمئن.
كنت أتابع أخبار اجتماع المجلس، يوم أمس، وانا واقف على قدمي اكثر من ساعة. حين لم يأتني ما يطمئن قلبي، اتصلت بصديق هناك فاخبرني ان دولة القانون يحاول عرقلة الجلسة التي تأجلت او علّقت قليلا. قلت له لا تخف لانها "سولة" من "سولات" دولة القانون. بعد ما يقارب الساعة جاءتني من صاحبي رسالة مختصرة: مبروك. بشرك الله بالخير ولو كنت اعرف ان أهلهل لقلبت الدنيا بالهلاهل.
لا انكر اني كنت متشائما نوعا ما ولسبب غريب لا علاقة له بالانتخابات ولا بالاجتماع. لا ادري كيف مرت ببالي بقايا ذكريات أغنية للصديق الطيب الذكر فؤاد سالم في أيام الانتفاضة على صدام بعد طرده من الكويت. كان فؤاد يغني: آه من بغداد الما سوت جارة. تذكري للأغنية كان مبعثا لتشاؤمي.
المهم، نجح التحالف الجديد في فك اسر بغداد من يد الزيدي وعبد الرزاق، فعقبال باقي المحافظات. ارتاح قلبي فجلست بعد أن هدني الوقوف والشدّ صوب التلفاز والهاتف، وصرت أرى بغداد بعقلي هذه المرة. العقل يقول:
•إن تحالف من "اجل بغداد" أوقف الحرب الطائفية وأعطب رئة أصحابها فما عادت تجد من يوفر لها اوكسجينا بعد  لتشتعل.
•انه التحالف الأجمل لأنه يحتضن العراق حيث كتلة: "الأحرار" و"متحدون" و"المواطن" و"العراقية العربية" و"العراقية الموحدة" و"الخير والعطاء"، و"حزب الدعوة تنظيم الداخل" و"العراقية الحرة"، و"الصابئة" و"الحزب الشيوعي العراقي"، و"التركمان" و"الكرد الفيليين". الناس صاحت، ورد .. ريحتك فاحت، ورد .. يورد .. يورد .. كلك ورد يا ورد.
•انها خطوة محسوبة حسابا ديمقراطيا ودستوريا لقطع الطريق على عودة الدكتاتورية وخيّبت من دسّاها.
يا صديقي أبو حسن لولا اني اعرف بأنك بوضع صحي صعب لقلت لك غني لبغداد فقد سوّت أمس احلى وأهم "جارة". سلام عليك وعلى بغداد يا فؤاد.
 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. قاسم عبد اللة

    نعم ياسيدي الفاضل من حقك وحق كل عراقي غيور ان يفرح بفك اسر بغداد من القيود الدعوجية برئاسة المالكي...... وما يدوم الا وجهه الكريم..... الحمد لله...

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram