لم اقرأ خسارة ائتلاف دولة القانون لكرسي حكم بغداد بعين شامتة، بل بفرح. والفرحان ليس كالشامت، كما تعلمون. كنت، كغيري، استخدم عينيّ وأذنيّ في متابعة الاخبار على الفضائيات، الا ليلة أمس، وانأ أتابع ما ستؤول إليه نتائج اجتماع مجلس محافظة بغداد الجديد، فقد صرت أتابعها بقلبي وعقلي.
كان قلبي يخفق بطريقة مثل تلك التي كان عليها يوم كنت اهرع للمدرسة مستطلعا نتائج امتحان البكالوريا. كنت اعلم باني ناجح لكن القلب يظل يخفق، او قد يرتجف، حتى يطمئن.
كنت أتابع أخبار اجتماع المجلس، يوم أمس، وانا واقف على قدمي اكثر من ساعة. حين لم يأتني ما يطمئن قلبي، اتصلت بصديق هناك فاخبرني ان دولة القانون يحاول عرقلة الجلسة التي تأجلت او علّقت قليلا. قلت له لا تخف لانها "سولة" من "سولات" دولة القانون. بعد ما يقارب الساعة جاءتني من صاحبي رسالة مختصرة: مبروك. بشرك الله بالخير ولو كنت اعرف ان أهلهل لقلبت الدنيا بالهلاهل.
لا انكر اني كنت متشائما نوعا ما ولسبب غريب لا علاقة له بالانتخابات ولا بالاجتماع. لا ادري كيف مرت ببالي بقايا ذكريات أغنية للصديق الطيب الذكر فؤاد سالم في أيام الانتفاضة على صدام بعد طرده من الكويت. كان فؤاد يغني: آه من بغداد الما سوت جارة. تذكري للأغنية كان مبعثا لتشاؤمي.
المهم، نجح التحالف الجديد في فك اسر بغداد من يد الزيدي وعبد الرزاق، فعقبال باقي المحافظات. ارتاح قلبي فجلست بعد أن هدني الوقوف والشدّ صوب التلفاز والهاتف، وصرت أرى بغداد بعقلي هذه المرة. العقل يقول:
•إن تحالف من "اجل بغداد" أوقف الحرب الطائفية وأعطب رئة أصحابها فما عادت تجد من يوفر لها اوكسجينا بعد لتشتعل.
•انه التحالف الأجمل لأنه يحتضن العراق حيث كتلة: "الأحرار" و"متحدون" و"المواطن" و"العراقية العربية" و"العراقية الموحدة" و"الخير والعطاء"، و"حزب الدعوة تنظيم الداخل" و"العراقية الحرة"، و"الصابئة" و"الحزب الشيوعي العراقي"، و"التركمان" و"الكرد الفيليين". الناس صاحت، ورد .. ريحتك فاحت، ورد .. يورد .. يورد .. كلك ورد يا ورد.
•انها خطوة محسوبة حسابا ديمقراطيا ودستوريا لقطع الطريق على عودة الدكتاتورية وخيّبت من دسّاها.
يا صديقي أبو حسن لولا اني اعرف بأنك بوضع صحي صعب لقلت لك غني لبغداد فقد سوّت أمس احلى وأهم "جارة". سلام عليك وعلى بغداد يا فؤاد.
سلاماً يا بغداد
[post-views]
نشر في: 16 يونيو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
قاسم عبد اللة
نعم ياسيدي الفاضل من حقك وحق كل عراقي غيور ان يفرح بفك اسر بغداد من القيود الدعوجية برئاسة المالكي...... وما يدوم الا وجهه الكريم..... الحمد لله...