برع دائما في انتقاد النظام القضائي الأمريكي ، وها هو جون غريشام مؤلف رواية ( الشركة ) التي حققت نجاحا كبيرا يعود من جديد في رواية مثيرة أخرى بطلها محامي يتم اتهامه بجريمة لم يرتكبها فيعيش مغامرات يجرب فيها كل شيء من اجل استعادة حريته ..ويطلق عل
برع دائما في انتقاد النظام القضائي الأمريكي ، وها هو جون غريشام مؤلف رواية ( الشركة ) التي حققت نجاحا كبيرا يعود من جديد في رواية مثيرة أخرى بطلها محامي يتم اتهامه بجريمة لم يرتكبها فيعيش مغامرات يجرب فيها كل شيء من اجل استعادة حريته ..
ويطلق على جون غريشام سيد الروايات المثيرة التي تنتقد غالبا السلطة القضائية منذ ان كان محاميا تحت التدريب وقد تصور بعض النقاد ان إبداعه قد ينضب بعد نجاح روايته ( الشركة ) اذا ظل يدور في نفس المدار لكنه اثبت لهم بروايته الجديدة وبعد عشرين عاما انه مازال يمتلك مفاتيح النجاح بيده وانه سيد الروايات المثيرة حقا ..
ويصنع غريشام في روايته حبكة معقدة تنتج من مزج أدلته الحقيقية ضد القضاء الامريكي مع سرد روائي حاذق في محاولة عسيرة لمحامي اسود يبلغ الأربعين من العمر جرى اتهامه بتهمة باطلة استحق عنها عشر سنوات من السجن في قضية لها علاقة بالعقارات ..
يقضي المحامي المتهم مالكولم بانيستيه خمس سنوات من مدة الحكم مواصلا التفكير في كيفية الانتقام واستعادة حريته للاجابة على السؤال الشائك عن سبب القائه في السجن ..في ذلك الوقت تحصل زوجته على الطلاق منه وتتزوج مرة اخرى ثم تغادر المدينة ومعها ابنهما الصغير ..
يشعر بانيستيه ان حياته قد تحطمت فيجد حلا شرعيا للخروج من السجن عن طريق منح الشرطة الفيدرالية اسم الرجل الذي قتل القاضي الفيدرالي في فرجينيا رايموند فاوست ،والذي وجد مقتولا مع عشيقته بالقرب من خزنته الفارغة ..
كانت الشرطة الفيدرالية قد عجزت عن ايجاد دليل يقودها الى قاتل القاضي لذا استغل المحامي السجين المادة 35 من القانون الامريكي ليخرج من السجن وتنص المادة على منح الحرية للسجين اذا ساعد الشرطة في القبض على مجرم ..
ويعطي بانيستيه الشرطة اسم مهرب المخدرات الأسود كوين بوكر الذي يقود عصابة شريرة تضم أفرادا من عائلته ..وكان المحامي البارع قد عاشر بوكر في السجن قبل ان يفر منه لذا تمكن من اعطاء الشرطة الفيدرالية أدلة تكفي لإلقاء القبض على المشتبه به ..ويعتبر فصل استجواب المتهم مذهلا وفيه تتمكن الشرطة من الحصول على اعترافات منه بعد مواجهة شفوية ونفسية عنيفة ومدهشة وبعد ليلة كاملة من الاسئلة والضغوط يعترف بوكر في نهايتها بقتل القاضي في الوقت الذي لم تكن الشرطة تملك فيه اي دليل مادي ضده عدا اشتباه المحامي بانيستيه به ..
بهذه الطريقة ، يتمكن بانيستيه من الخروج من سجن فروستبورغ في ماريلاند ، لكنه سيخاطر بعدها بكونه هدفا مطلوبا من عائلة بوكر ..لهذا السبب تسمح الشرطة الفيدرالية لمرشدها بالا يغير هويته فقط بل ملامح وجهه ايضا بفضل الجراحة ..يختار المحامي اسم (ماكس بالدوين ) في إشارة للكاتب الامريكي الاسود جيمس بالدوين..
بعد الجزء الاول من الرواية ، تتضح ملامح انتقام البطل عبر لمسات بسيطة فمالكولم الذي صار يحمل اسم ماكس ينتهي بوضع يده على الكنز الذي كان القاضي المقتول قد أخفاه في خزنته ، كما انه يواصل التلاعب بالشرطة الفيدرالية حتى ينجح في مهمته..
ويصف الكاتب غريشام بطله بانه رجل ذو دم بارد لكنه إنساني جدا في ذات الوقت لدرجة انه يشبهه بروبن هود في غابات متحضرة ماعدا ان هذا المحامي –والسجين السابق – لم يكن مثاليا بل لاعبا بامتياز فقد عرف كيف يناور الجميع ويبتز الشرطة والقضاء لتحقيق هدفه ...
تحمل رواية غريشام الجديدة عنوان ( المبتز ) وصدرت في نيسان الفائت عن منشورات روبير الفرنسية ..