اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > واقعها في ذي قار بعد عام 2003..التجربة الإعلامية وتأرجحها بين التحزب وحرية الطرح

واقعها في ذي قار بعد عام 2003..التجربة الإعلامية وتأرجحها بين التحزب وحرية الطرح

نشر في: 17 يونيو, 2013: 10:01 م

هكذا تبدو الحالة الإعلامية في ذي قار، فثمة مراسلون يعملون  لحساب وسائل إعلام متنوعة المشارب لا تتمحور جهودها حول هدف واحد بل تعددت الأهداف لكن الوسيلة ذات نمط واحد ، رغم تغير الكثير من المعالم والملامح في المجال الإعلامي في العراق بعد 2003 عموما

هكذا تبدو الحالة الإعلامية في ذي قار، فثمة مراسلون يعملون  لحساب وسائل إعلام متنوعة المشارب لا تتمحور جهودها حول هدف واحد بل تعددت الأهداف لكن الوسيلة ذات نمط واحد ، رغم تغير الكثير من المعالم والملامح في المجال الإعلامي في العراق بعد 2003 عموما وفي ذي قار خصوصا برز طموح تأسيس تجربة الإعلام الحر المتطلع إلى بناء مجتمع إعلامي، الكلمة الفصل والمؤثرة فيه للرأي العام ، من البديهي أن الإعلام قبل 2003  كان تابعا ومنقادا للسلطة يتبع خطاها ويطبق أجنداتها وفقا لمبدأ  فروض الطاعة ، فلا تأثير للإعلاميين والصحفيين ولا موقف للرأي العام من خلاله ، أما بعد 2003 فقد طمح الرأي العام ببروز التجربة الإعلامية الحرة  في محافظة ذي قار بعد 2003 لتشكل منعطفا حساسا ينم عن رغبة عميقة الجذور لبناء إعلام رصين مدافع عن حقوق الإنسان والمجتمع ، لقد نشط عدد من الإعلاميين والصحفيين في المحافظة يعملون لحساب العديد من وسائل الإعلام والصحافة ، في المقابل ثمة وسائل إعلام مرتبطة بأحزاب سياسية تديرها الأحزاب لتحقيق جملة من الأهداف ، ما يهمنا هو طبيعة تعاطي الإعلام مع ما به من نقاط ضعف مع الوضع القائم في محافظة ذي قار ، فثمة تأثير إيجابي وإن كان محدودا بالنسبة للإعلام في هذه المحافظة ، هنالك جملة من الآراء التي أطلقها إعلاميون تترجم ما حدث على الأرض من نشاط إعلامي واضح الملامح .
إعلاميون خاضوا تجربة الإعلام
سرد بعض إعلامي محافظة ذي قار انطباعاتهم عن الإعلام  خلال السنوات الفائتة يقول الإعلامي هاني الحربي مراسل قناة العهد " إن العمل الصحفي والإعلامي بصورة عامة عمل مضن يتطلب الصبر على المكاره ويتطلب بعد النظر لتحقيق أهداف الإعلام الحر والفاعل ، لقد بدأت تجربتي الإعلامية  في العاصمة بغداد لمدة ثلاث سنوات في قناة آفاق الفضائية في  فترة عصيبة  كان فيها الصحفي والإعلامي هدفا للعناصر المتشددة والإرهابية ثم انتقلت  إلى محافظة ذي قار بداية العام 2010 فكانت انتقالتي إلى ذي قار انعطافه في هذا المجال تمخضت عن مد جسور التواصل مع أقراني في مهنة الصحافة إضافة الى توطيد أواصر التعارف مع الرأي العام  من خلال حزمة من العلاقات الاجتماعية التي تبعث على الارتياح وتعزز الثقة مع المواطنين الذين يرى بعضهم ان الإعلام إذا كان نزيها ومهنيا هو المعبر الحقيقي عن طموحاتهم وهمومهم .واجهت في بداية العمل في ذي قار  بعض الصعوبات مع دوائر الدولة وخاصة المتعلقة بتسهيلات العمل وكيفية استطلاع آراء المسؤولين  لكن بمرور الوقت استطعت أن أجد  لي مكانة  بين إعلاميي محافظة ذي قار التي يمتاز جمهورها بتعاطفه مع الإعلام والصحافة ويقدر الجهود المضنية التي يبذلها الإعلاميون والصحفيون مثنيا عليهم متواصلا ومتعاونا معهم ، فالرأي العام هو مادة الإعلام والمرتكز الذي تتمحور حوله وسائل الإعلام والصحافة حيث لا إعلام ولا صحافة بدون رأي عام متفاعل وناضج ومثقف " .

دور الإعلام في محاربة الفساد
ما بعد 2003 كان للإعلام دور مهم في عملية محاربة الفساد في محافظة ذي قار باعتباره أداة رصينة سلطت الضوء على نقاط الخلل يقول الإعلامي ياس الخفاجي الذي يعمل مراسلا لتلفزيون وإذاعة الأهوار المحلية "  إن التغطية الميدانية المتواصلة من قبل وسائل الإعلام بمراسليها ومندوبيها كانت بمثابة قوة ضغط على مؤسسات المحافظة الإدارية ودوائرها ، فحيثما يبرز الفساد تنطلق وسائل الإعلام لتعريته أمام الرأي العام مما أثار حفيظة بعض الجهات الرسمية الراعية للفساد ، لقد شكلت وسائل الإعلام حضورا فاعلا في متابعة العديد من القضايا والمشكلات التي يعاني منها المواطنون ".
الحدث يصنع الإعلام
يبدو أن الحدث هو الصانع  للمشهد الإعلامي ويرتبط ذلك بمدى سخونته وتداعياته يقول علي هادي العتابي مراسل فضائية الحرية في ذي قار " الإعلام في ذي قار بنظري ما زال يحبو عكس ما يقوم به من دور مؤثر في العاصمة ومدن اخرى وباعتقادي ان السبب هو عدم أهمية المحافظة بالنسبة لمركز القرار الإعلامي في بغداد  و لا تقارن أهمية ذي قار بأهمية الموصل او البصرة او الأنبار لوجود فاعلية في الأحداث في تلك المناطق وبالتالي كان التركيز والاهتمام الإعلامي  الأكثر بهذه  المحافظات مما وهب الإعلاميين العاملين في تلك المحافظات  مزيدا من الخبرة والمهارة في المجال الاعلامي او الصحفي ،رغم ذلك في  محافظة ذي قار أقلام صحفية وشخصيات إعلامية ناشطة يعتد بها إضافة إلى وجود عدد منهم ممن يشتغلون في مواقع اعلامية مهمة في العاصمة بل إن بعضهم يديرون مؤسسات صحفية ضخمة وهذا إنجاز مهم لأشخاص محسوبين على محافظة ذي قار ، ان الكفاءة والمثابرة وجدتا طريقهما بجدارة في العاصمة ، في ذي قار ثمة حاجة ماسة إلى مؤسسات تأهيلية وورش عمل لتطوير الإعلاميين ورفع مستواهم الإعلامي " .

تاريخ الصحافة في ذي قار
لم يخلُ تاريخ ذي قار من النشاط الصحفي والإعلامي يقول كاظم العبيدي رئيس نقابة الصحفيين فرع ذي قار " تحتل محافظة ذي قار  مكانة مرموقة بين محافظاتنا في مجال الثقافة والصحافة فمنذ 1921  صدرت  فيها صحف متعددة ولا يزال النشاط الصحفي مستمرا  حتى يومنا الحاضر ، كان للمرحوم عبد الغفار العاني والمرحوم شاكر العرباوي وقيس لفتة مراد اليد الطولى في إصدار الصحف خلال القرن الماضي ومنها الاماني والبطحاء والمنتفج .لكن في فترة الثمانينات والتسعينات كان هنالك ركود وانحسار ثقافي في ذي قار بسبب سياسة النظام المنحل التي كانت بمثابة قيود على النشاط الصحفي ، لكن رغم ذلك  صدرت صحيفة جريدة الناصرية عام 1999  وهي صحيفة أسبوعية تولى رئاسة تحريرها الشاعر الكبير المرحوم كاظم الركابي.
مدينة متخمة بالمثقفين
بعد عام 2003 ونتيجة الانفتاح الثقافي والإعلامي صدرت في مدينة الناصرية 26 جريدة ومجلة بين أسبوعية وشهرية بعضها مستقلة توقفت بسبب انقطاع التمويل وبعضها تابعة للأحزاب السياسية بقيت مستمرة بالصدور لتوفر التمويل من هذه الأحزاب ولكن هذه الصحف لم تستطع تسليط الضوء بصورة مكثفة على الواقع الحقيقي لذي قار كونها تعكس الخطاب السياسي لهذه الأحزاب فقط ولا تعكس اتجاهات الرأي العام بحجم كبير  لذلك كان حضور هذه  الصحف محدودا إضافة لقلة قرائها   .اما في مجال الإذاعات فهناك ست إذاعات عاملة حاليا في قضاء الناصرية وهي تعود لأحزاب ، ماعدا إذاعة الناصرية التابعة لشبكة الإعلام العراقي وايضا هنالك تلفزيونان ارضيان في المحافظة واثنان وعشرون مراسلا لقنوات فضائية والعديد من مراسلي الصحف  .إن النشاط الثقافي والإعلامي في محافظة ذي قار ما يزال دون مستوى الطموح ،فمثلا الاتحادات والنقابات الفاعلة في المحافظة لم تستطع حتى يومنا الحاضر ان تحصل على تمويل من مجلس المحافظة لبناء مقرات لها فأفرادها مضطرون للتجمع وتبادل الآراء  في المقاهي  .يأمل المثقفون والإعلاميون من مجلس محافظة ذي قار ان يصب اهتمامه على الإعلام الحر من خلال بناء مجمع ثقافي وإعلامي واقامة ورش عمل للمثقفين والإعلاميين والصحفيين لمواكبة  التطور الهائل للإعلام في دول العالم المتمدن ، إن محافظة ذي قار  تعج بالمثقفين والصحفيين والرياضيين لكنهم بحاجة إلى المزيد من الرعاية والاهتمام من قبل الدوائر المعنية على مستوى المحافظة أو على مستوى الحكومة والدولة ".
الإعلام الأكاديمي
تخرجت من قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة ذي قار أول دفعة بالمنطقة الجنوبية للقسم بفرعي الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة وبواقع 77 طالبا وطالبة موزعين على كلا القسمين.وقال رئيس قسم الإعلام الدكتور هادي فليح حسن" هذا العام تخرجت أول دفعة بالمنطقة الجنوبية ان القسم كان يضم 77 طالبا وطالبة لفرعي الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة ونتمنى لهذه الدفعة ان يكون لها دور في خدمة المحافظة وان تتاح لهم الفرصة لمزاولة العمل الإعلامي في  مؤسسات الدولة في شتى أقسام الدوائر.الجدير بالذكر ان قسم الإعلام والصحافة تم افتتاحه في جامعة ذي قار  عام 2009 وتم تدريس الطلبة فيه على يد أساتذة أكفاء"  .
الطلبة بدورهم أثنوا على جهود أساتذتهم الذين  قدموا لهم معلومات قيمة في مجال اختصاصهم . قال الطالب مروان خشلان " قدم أساتذتنا لنا ما طور من إمكانياتنا في مجال الإعلام والصحافة إنني أناشد الحكومة المحلية والمركزية الالتفاتة الى الدفعة الأولى من المتخرجين وشمولهم بالتعيين على اعتبار أنهم دفعه أولى "
صحيفة جامعية
يحتاج الإعلام إلى عنصرين لكي ينمو ويتطور الأول التعليم الأكاديمي الجامعي والثاني التجربة الميدانية وانطلاقا من هذين المبدأين اصدر مجموعة من طلبة فرع الصحافة في قسم الإعلام التابع لكلية الآداب في جامعة ذي قار مطبوعاً بعنوان ( صدى الإعلام ) على نفقتهم الخاصة ، والمطبوع عبارة عن صحيفة بأربع صفحات تمثل مشروع تخرّج هؤلاء الطلبة في القسم المذكور للعام الدراسي 2012 – 2013 وهم كل من ( أرشد وداد داود ، وأحمد عبد هزاع ، وسرى فاضل حسن ، وسميرة لفتة دحام ) الذين تتشكل منهم هيئة تحرير الصحيفة ، يقول الأستاذ الجامعي  في جامعة ذي قار ياسر البراك " نشد على يد هؤلاء الطلبة الإعلاميين الذين استطاعوا أن يُصدروا صحيفة بجهودهم الذاتية في الوقت الذي أخفق فيه قسم الإعلام أن يُصدر صحيفة على مدى أربع سنوات من عمره لأسباب واهية أغلبها لا يتعدى الروتين الإداري والمالي على الرغم من وجود كفاءات مهمة فيه من أساتذة متخصصين في ميدان الصحافة والإعلام ، فإننا ندعو إلى ضرورة متابعة مثل هكذا جهود طلابية وتقويمها سواء على مستوى تحرير الأخبار والمتابعات والتقارير والاستطلاعات والأعمدة الصحفية ، والإشارة إلى مصادر الأخبار ، أو على مستوى التبويب والإخراج الصحفي ، لأن ذلك يُعد من أساسيات التدريب العملي للطلبة في ميدان الممارسة الصحفية ، ناهيك عن ضرورة أن يتبنى القسم دفع تخصيصات مالية للطلبة لإنجاز مشاريع تخرجهم لأن هذه المشاريع ينبغي أن يتم توثيقها وأرشفتها ووضعها في مكتبة القسم ، لا أن يتحمل الطلبة أعباءً مالية من أجل إنجاز مشاريع تخرجهم فنحن لسنا في دولة فقيرة لا تستطيع أقسام الإعلام في كلياتها دفع بضعة الدنانير لتدريب طلابها على الممارسة الصحفية العملية لأن ذلك أبسط حق من حقوق الطلبة على كلياتهم " .
مقترح وزاري
لأهمية الإعلام الأكاديمي الهادف والمهني ثمة مقترح لتوسعة آفاقه ووظائفه ومقومات تطويره فعلى خلفية هذا المقترح زارت لجنة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، كلية الآداب في جامعة ذي قار لبحث إمكانية تحويل قسم الإعلام التابع لها الى كلية مستقلة .وقال رئيس قسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة ذي قار الدكتور هادي فليح "ان اللجنة الوزارية اطلعت بشكل تفصيلي على القسم وتعرفت على حجم الكوادر التدريسية فيه وتخصصاتهم العلمية .كما اطلعت على الموارد المادية للقسم والمتمثلة بمكتبته التي تضم اكثر من 700 عنوان ، وقاعاته التدريسية المجهزة بأحدث مختبرات الحاسوب فضلا عن الأستوديو الإذاعي والإذاعة التدريبية .وبين ان الوفد ابدى ارتياحه لواقع القسم وما يضمه من مرافق تدريسية مهمة ، بفرعيه المعتمدين ( الإذاعة والتلفزيون ) و( الصحافة ) .واشار الى ان اللجنة اقترحت في حال تحويل القسم الى كلية ، ان تضم قسمين رئيسيين هما قسم الإذاعة والتلفزيون وقسم الصحافة والإعلام الرقمي ، لتكون بذلك الكلية الوحيدة في العراق التي تدرس الإعلام الرقمي في البلاد ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram