في مقر اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة وبالتعاون مع جماعة كتابات مسرحية، أقيمت جلسة تأبينية لمرور أربعين يوماً على رحيل الناقد المسرحي حميد مجيد مال الله ، شارك فيها العديد من الأدباء والكتاب وبعض المثقفين من أصدقائه وبحضور عائلة الفقيد. مق
في مقر اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة وبالتعاون مع جماعة كتابات مسرحية، أقيمت جلسة تأبينية لمرور أربعين يوماً على رحيل الناقد المسرحي حميد مجيد مال الله ، شارك فيها العديد من الأدباء والكتاب وبعض المثقفين من أصدقائه وبحضور عائلة الفقيد. مقدم الجلسة أثنى على اسهامات وكتابات الراحل عن الحركة المسرحية في البصرة خاصة والعراق عموماً. ثم قرأ الشاعر كريم جخيور كلمة اتحاد الأدباء والكتاب ، والتي أشاد فيها بدور الراحل المتميز ليس في النشاط المسرحي فقط ، بل في النشاطات الثقافية- الاجتماعية التي تقام في المدينة ، ونوه إلى أن اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة قام بطبع كتابه الأول المعنون(التدوير الدرامي) وصدر عام 2010 عن دار الينابيع في دمشق. ثم قدم الكاتب والمخرج المسرحي بنيان صالح كلمة قصيرة عن ذكريات اللقاء الأول بالناقد الراحل حميد مجيد مال الله في نهاية الستينات من القرن الماضي و تمخض عن تشكيل جماعة (كتابات مسرحية)والتي كانت مهمتها متابعة العروض المسرحية في البصرة وبغداد وكتابة المواد النقدية عنها . وقال صالح : قامت الجماعة في عرض مسرحية( تألق جواكان موريتا) لبابلو نيرودا ، و قدمت خلال أسبوع ثقافي- فني أقامه نادي الفنون ، ومسرحيات أخرى على حدائق النادي قبل غلقه، ومشاركاتها المتواصلة في تقديم العروض المسرحية احتفاءً بيوم المسرح العالمي وكذلك في المناسبات الوطنية العراقية خلال سبعينات القرن المنصرم. وأضاف: برغم توقف الجماعة عن العمل ، لكن الراحل ظل مواظباً في متابعة العروض المسرحية والكتابة عنها بجدية و مسؤولية عبر رؤى ومفاهيم نقدية حداثوية-متجددة، وتسعفه فيها ثقافة مسرحية غنية و متميزة ، وكذلك مشاركته مع الكاتب والمخرج المسرحي الراحل(جبار صبري العطية) كدرامارتوج في بعض الأعمال المسرحية. وتحدث المسرحي عزيز الساعدي عن ذكرياته في الخطوات الأولى وبدايات تأسيس جماعة(كتابات مسرحية) وموقف الراحل المعلن والرافض لإغلاق نادي الفنون في البصرة، وتحديه للسلطة آنذاك من خلال البيان الذي أدان فيه هذه التصرف القامع للفنون والنشاطات الثقافية-الاجتماعية التي دأب النادي على إقامتها. كما قدم الدكتور عباس الجميلي استذكاراً، أشار فيه إلى دور حميد المتميز في تأسيس نادي الفنون . وأكد د. الجميلي إن الراحل كان عضوا في " المكتب الصحفي" لجريدة طريق الشعب في البصرة مع انه لم يكن منتمياً إلى الحزب الشيوعي العراقي ،وتم اختياره لكفاءته ومواقفه الوطنية- التقدمية و كان متواصلاً مع المكتب الصحفي في البصرة من خلال دراساته و متابعاته الفنية - الثقافية التي كانت ترسل إلى جريدتي الفكر الجديد و طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة وتنشر فيهم باهتمام لائق. وقدم عدد من الحضور ذكريات مُشّرفة بحق الراحل ، مشيدين بدوره المتميز في الحركة المسرحية في البصرة والعراق، مؤكدين على انه لم يتواطأ إطلاقاً مع التوجهات الثقافية للنظام المنهار. واختتمت الجلسة بورقة العائلة قرأتها كبرى بناته ، و أشارت فيها إلى روحه الحميمة مع عائلته برغم انشغالاته الثقافية المتعددة ومتابعاته الجادة الكثيرة للأعمال الفنية. وأكدت: انه زرع في نفوسنا محبة العلم والفن لما لهما من قيم راقية إنسانياً، ثم تقدمت بالشكر لجميع السادة الحضور ولكل مَنْ شارك بالحديث عن الراحل خلال الجلسة أو كتب عنه قبل رحيله وبعده .