تعود أفلام الويسترن ( رعاة البقر ) الكلاسيكية الى بدايات السينما . حيث يعود تاريخ أقدم نماذج هذه الافلام الى منتصف سنوات 1890 ، و هي افلام قصيرة كانت تعرض شخصيات حقيقية من الغرب الاميركي محببة للناس كامثال بافالو بيل و آني اوكلي . في عام 1903 ع
تعود أفلام الويسترن ( رعاة البقر ) الكلاسيكية الى بدايات السينما . حيث يعود تاريخ أقدم نماذج هذه الافلام الى منتصف سنوات 1890 ، و هي افلام قصيرة كانت تعرض شخصيات حقيقية من الغرب الاميركي محببة للناس كامثال بافالو بيل و آني اوكلي . في عام 1903 عرض فيلم " سرقة القطار الكبرى " للمخرج ادوين بورتر، و هوأول فيلم ويسترن ناطق في تاريخ السينما ساعد في جعل السينما مصدرا حيويا للفن و المتعة . من اولى افلام الويسترن الصامتة الى فترة هوليوود الكلاسيكية الى الافلام النفسية القاتمة التي جاءت في سنوات الخمسينات إيذانا ببدء فترة جديدة كاملة لهذا النوع و انواع افلام الحداثة و ما بعد الحداثة في السنوات الاخيرة ، فان افلام الويسترن – في صعودها و هبوطها – كانت أصدق انواع الافلام الاميركية ، حتى و ان كان البعض منها متأثرا جدا بالسينما اليابانية .
تنويه خاص : فيلم " سرقة القطار الكبرى"
برغم ان طول هذا الفيلم – الذي أخرجه ادوين بورتر عام 1903- لا يتجاوز اثنتي عشرة دقيقة الا انه يعتبر أول الافلام الناجحة ليس من الناحية الفنية و انما من حيث السرد . لقد قام بورتر في هذا الفيلم بما لم يقم به أحد بشكل ناجح في اي فيلم من قبل ، من التحرير المركّب و المتشعب الى التعرض المزدوج و التصوير الموقعي و حتى تجريب اللون ، لهذا السبب فانه لا يزال يعتبر علامة في تاريخ السينما . اللقطة الأخيرة في الفيلم – رجل يطلق النار مباشرة على الكاميرا – يكررها المخرج سكورسيس كلقطة أخيرة في فيلم غودفيلاز .
المرتبة العاشرة:
فيلم "حادثة حلقة الثور"
فيلم أخاذ من إخراج وليم ويلمان . يمثل الفيلم نظرة فاحصة في عقلية الغوغاء. من بطولة هنري فوندا و هاري مورغان ( المعروف بالكولونيل بوتر )؛ اثنان من الغرباء يأتيان الى المدينة ليجدا نفسيهما متورطين مع مجموعة من الغوغاء الغاضبين و هم يستعدون لشنق ثلاثة رجال عن جريمة قتل لا علاقة لهم بها. يتفحص الفيلم كيفية انقسام الناس فلسفيا في مثل هذه المواقف . يعتبر الفيلم من اعظم الاعمال الفنية للمخرج ويلمان ( الذي أخرج ايضا أحد اعظم الافلام الحربية " ميدان المعركة " ، و أحد اعظم أفلام العصابات " عدو الشعب " ). سيظل هذا الفيلم خالدا في الذاكرة لفترة طويلة، و لاتزال نهايته عالقة في الذهن حتى يومنا هذا .
المرتبة التاسعة:
فيلم "الرجل الذي اطلق النار على ستارة الحرية"
أول ثلاثة افلام لجون واين في هذه القائمة . مثلث رومانسي بين الدوق و جيمس ستيوارت و فيرا مايلز . يلعب ستيوارت دور محامٍ شاب يريد تحويل الغرب المتوحش الى أمة مسالمة بينما جون واين (طبعا) مقاتل مخضرم يمثل الماضي المتوحش للبلاد . الوغد في الفيلم هو واحد من أروع الممثلين على الشاشة؛ لي مارفن ، في دور غير محظوظ . القصة الأساسية هي التخاذل الواضح في عدم الرغبة في مقاتلة ستارة الحرية ( في الواقع ان المسالمة هي التي تؤدي الى ذلك و ليس التخاذل ) ، و مجيء منافسه واين لنجدته . يشكل ستيوارت مع واين شريكين متساجلين عظيمين في الفيلم لأنهما في الواقع كذلك، اذ انهما على طرفي نقيض سياسيا لكون واين جمهوري اما ستيوارت فانه ديمقراطي ، و حتى ان ذلك دفع ستيوارت الى توجيه لكمة لواين في احدى اللقطات . انها ببساطة قصة عظيمة و فيلم رائع .
المرتبة الثامنة:
فيلم "العصابة المتوحشة"
أحدث الأفلام في القائمة ، حيث تمت صناعته في 1969 ، من اخراج المتمرد المدمن على الشراب الذي يعاني من صعوبة العيش سام بيكنبا . حقق الفيلم في وقته فتحا جديدا في العنف السينمائي و ساعد على ولادة سلالة جديدة من صناع الافلام في هوليوود ( مخرجين من امثال سكورسيس و كوبولا و دي بالما ) . يمثل الفيلم نظرة الى نهاية عهد المقاتل المسلح، من تمثيل رواد المدرسة القديمة وليم هولدن ، روبرت رايان ، بين جونسون، وورن اوتيس، ارنست بورغنن . فيلم مذهل عن الغرب الاميركي كان ينظر اليه في وقتها على انه صناعة سينما تدميرية . اشار المخرج بيكنبا للعنف المثير للجدل بانه يرمز الى الحرب الاميركية ضد فيتنام، و قد بث كل ذلك العنف ليلا الى البيوت الاميركية في وقت العشاء . حاول المخرج اظهار العنف المسلح على انه أمر مألوف في فترة الجبهة الغربية التاريخية . في ثورة على التلفزيون المطهّر الخالي من الدماء، فان افلام الويسترن تعظّم القتل و استخدام السلاح ، و ربما اعجب الفيلم الطيبين و السيئين على حد سواء .
المرتبة السابعة:
فيلم "حدث ذات مرة في الغرب"
كمخرج سينمائي ، صنع سيرجيو ليون سبعة أفلام في حياته المهنية التي استمرت ما يقرب من خمسة و عشرين عاما ؛ خمسة منها فقط يمكن اعتبارها من الأفلام العظيمة الرائعة . هذا الفيلم هو واحد من تلك الروائع . بتصميم رائع و كاميرا تضع المشاهد وسط أبطال الفيلم و تلهم الكثير من صناع الأفلام العصريين من سكورسيس الى اندرسون و ريدلي سكوت الى زاك سنايدر و روبرت رودريغو و كوينتين تارانتينو، فان افلام ليون عن الغرب الأميركي قد فتحت آفاقا جديدة لا يستهان بها عندما عرضت لأول مرة ، و لاتزال قوية حتى يومنا هذا .
المرتبة السادسة:
فيلم "حبيبتي كليمنتين"
اعلى أفلام هنري فوندا مرتبة في هذه القائمة ( و اعلى ثاني افلام جون فورد الثلاثة ). قصة اطلاق النار من قبل ( يات ايرب ) الدكتور هوليداي ، و الاشتباك المسلح في الزريبة ، تعتبر عملا سينمائيا مزاجيا . من بطولة هنري فوندا بدور رجل قانون اسكوري، والتر برينان في دور العجوز كلانتون ، كاثي داونز في دور كليمنتين ، و المعلعل دائما فيكتور ماتشور بدور هوليداي . ربما ينحرف الفيلم قليلا عن التاريخ الحقيقي للحدث، الا ان تصويره جميل جدا و كان الممثلون أذكياء في أداء أدوارهم . ( شارك في الفيلم لندا دارنيل ، تيم هولت ، وارد بوند ، و العظيم دائما جون ايرلند ) . يحوي الفيلم الكثير من المشاهد المثيرة .
المرتبة الخامسة:
فيلم "وسط الظهيرة"
الفيلم من إخراج فريد زينيمان و بطولة الممثل المقتضب غاري كوبر في دور نقيب شرطة ( شريف ) متقاعد – متزوج حديثا من غريس كيلي (كويكر) الجميلة التي يتمناها كل رجل، و مستعد ان يترك العالم و السلاح من أجلها – عليه ان يقاتل في معركة أخيرة من اجل انقاد المدينة التي كان يسميها يوما ما الوطن . من دون مساعدة أحد في المدينة ( كانوا في الغالب يخافون التصدي للأعداء )، كان عليه ان يواجه لوحده رجال قساة جاءوا ينتقمون لزعيمهم الذي اودعه السجن . الفيلم مثال واضح عن مطاردة الشيوعية التي كانت تنتشر في اميركا و هوليوود في ذلك الوقت . قصة كلاسيكية عن الدفاع عما يؤمن به المرء، لم تفقد قوتها الاصلية الموروثة .
المرتبة الرابعة:
فيلم "ريو برافو"
من إخراج هوارد هوكس . واحد من اكثر المخرجين المتنوعين في تاريخ السينما، و بطولة نجم افلام الويسترن الشهير جون واين . قصة كلاسيكية عن الأخيار الذين يتصدون للشواذ الذين لا يمكن التغلب عليهم كما يبدو. يشترك في التمثيل ايضا نجوم الغناء مثل الرائع دين مارتن و ريكي نيلسون إضافة الى الممثل غريب الأطوار والتر برينان و المثيرة آنجي ديكنسون . ربما كان الفيلم بمثابة رد فعل الجناح اليميني على الليبرالية الصارخة لفيلم " وسط الظهيرة " (الذي أسماه جون واين بـ " غير الأميركي " و كان فخورا بانه ساهم في وضع كاتب الفيلم ضمن القائمة السوداء) . لكن حتى الناقد الليبرالي قد أعجب بالفيلم بسبب تمثيله الرائع و مغامراته المثيرة. إضافة الى كل ذلك ، يتضمن الفيلم أغنيتين جميلتين .
المرتبة الثالثة:
فيلم "الباحثون"
فيلم جون فورد الثالث و الأعلى مرتبة في هذه القائمة . هذه التحفة ، من الرجل الذي صنع افلام الويسترن، هي فيلم داكن عن الهاجس غير المقصود يمكن تفسيره على انه هجوم على جلسات استماع لجنة مكارثي المتواصلة في واشنطن . يلعب جون واين دور ايثان ادواردز الساخط، العنصري المنعزل العائد من حرب مازالت مشتعلة ( كثير من المحاربين المشاركين في الحرب الأهلية اصبحوا مأجورين في العقود التي اعقبت الحرب و كان ادواردز واحدا منهم ) . عندما يهاجم الهنود و يخطفون ابنة شقيقته الشابة ( ناتالي وود ) ، يطاردهم ادواردز . يمتد الفيلم لسنوات من البحث عن الفتاة حتى انه في لحظة ما يقرر قتل الفتاة لأن اولئك الهمج قد لوثوها و اغتصبوها و حولوها الى امرأة هندية . أدى واين اعظم أدواره كممثل في هذا الفيلم .
المرتبة الثانية:
فيلم "جوني غيتار"
على الأرجح فان هذا الفيلم يعتبر اكبر "صدمة" ضمن القائمة. حيث لم نره في العديد من قوائم افضل الأفلام برغم جودته . انه من افلام الويسترن الخاصة بالمرأة للمخرج نيكولاس راي الذي يعتبر اكثر المخرجين الذين حملوا الكاميرا جرأة و نضارة ،. الفيلم على درجة عالية من التنميق و الحبكة الدرامية، من بطولة جوان كروفورد في واحد من اجرأ و اشجع ادوارها. انه شيء من الجمال السينمائي، قصة صالة للقمار تديرها كروفورد مع سلطات المدينة الذين يفضلونها و كل من "على شاكلتها " من بينهم عازف الغيتار المتجول جوني غيتار . يجري تمثيل التداخلات بين كروفورد و منافستها مرسيدس مكامبرج مع انغام السافيك المحرمة في عصر بدأت فيه الرقابة و الاستوديوهات بالتدهور – و كان نيكولاس راي في طليعة هذا النوع المخرب من صناعة الأفلام الذي جعل ذلك ممكنا .
المرتبة الأولى:
فيلم "الطيب ، السيئ ، و القبيح"
عند عرض هذا الفيلم لأول مرة على الشاشة، كان حجم الصوت كبيرا، يشبه ممارسة دينية متعالية . ان مشاهدة الفيلم لأول مرة على الشاشة الكبيرة كانت رهيبة برغم جديته، مع التصوير المذهل للمخرج ليون و الطريقة التي ينسج و يقطّع بها كاميرته . من خلال الدرجة الأخاذة من التنافر ؛ و الأداء الرائع الذي لا ينسى لكلينت ايستوود و لي فان كليف و والاش ؛ مع النهاية التي لا تصدق من خلال اطلاق النار بثلاثة اتجاهات، فان هذا الفيلم المدوي يعتبر واحدا من اعظم افلام الويسترن، و لم يسبق له مثيل ابدا . انه ممارسة دينية سينمائية جادة.