قحطان جاسم جواد مازال السياب ملهما للشعراء والأدباء والمخرجين في السينما لإنتاج أعمال عنه لسعة تجربته الأدبية وتأثيرها الكبير في أجيال متعددة . وفي السينما قدم اكثر من عمل فني عنه كأفلام تسجيلية ووثائقية ... واذكر في الثمانينات أخرجت الفن
قحطان جاسم جواد
مازال السياب ملهما للشعراء والأدباء والمخرجين في السينما لإنتاج أعمال عنه لسعة تجربته الأدبية وتأثيرها الكبير في أجيال متعددة . وفي السينما قدم اكثر من عمل فني عنه كأفلام تسجيلية ووثائقية ... واذكر في الثمانينات أخرجت الفنانة سعاد السامر أول فيلم تسجيلي عن هذا الشاعر المهم ورائد الشعر الحر في العراق ثم اتبعتها أفلام أخرى .. واليوم يعود السياب الى السينما العراقية لمناسبة اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية وذلك بفيلم للمخرج المغترب ( جودي الكناني ) الذي سبق ان اخرج افلاما عدة في المهجر منها رحلة الى الينابيع ومعرض الجوال وعندما يغضب الجنرال . الكناني قال عن فيلمه :ـ
- بعد اطلاعي على الوثائق كتبت السيناريو للفيلم بطريقة مغايرة لما قدم سابقا حيث استبعدت الوثائق من الفيلم ليصبح روائيا واسندت مهمة بطولة الفيلم الى ممثل شاب غير معروف هو حيدر نجم الى جانب ممثلين من البصرة مدينة السياب وهم ايضا من الشباب الواعد .
* وكيف ستقدم السياب ؟
- ربما ستكون الطريقة تمثل مفاجأة للمشاهدين لأني سأتناول السياب من خلال سرد قصته لنفسه اي هو يتحدث عن نفسه .. ويتوقف في ابرز محطاته الحياتية والأدبية وإنجازاته .. انها مزاوجة جريئة بين السياب المتوفي والسياب الحي احدهما يحاكي الآخر .. واحدهما يراقب الآخر ماذا يفعل وكيف يتصرف ..هناك تداخل في كل شيء بين الحاضر والماضي وبين الحياة والوفاة .. وهناك ترميز حتى للأمور الواقعية بحيث سيجد المشاهد صعوبة بين التفريق في المشاهد الواقعية للفيلم وبين المشاهد الخيالية . حتى في جانب الشعر الذي تألق فيه السياب ستكون هناك ترميزات وصياغات جديدة تخدم عملية السرد في الفيلم . سنرى سيابا جديدا بكل الطروحات .
وأضاف الكناني :ـ
ولا تنسى ان الرؤية الفنية للعمل الفني او لأية شخصية يمكن ان تقدم عدة مرات وفي كل مرة تختلف الواحدة عن الأخرى .. خذ مثلا أعمال شكسبير فهي قدمت مئات المرات وفي كل عمل تجد جديدا بالرغم من انه واحد في كل الأعمال .. وهكذا مع السياب الذي قدمت عنه عشرات الأعمال ومع ذلك ستجده جديدا في فيلمي من خلال التناول والطروحات التي قدمتها . لاسيما ان السياب يمنحك إمكانية كبيرة لتحريك مخيلتك كمخرج في بناء أحداث الفيلم .
* والبيئة ؟
- هي مهمة جداً عندي .. فالبصرة هي مسرح الأحداث .. والسياب بطلها وقد اخترت البيئة الموجودة في قصائده واستلهمتها في أحداث الفيلم دلالات متعددة عن عوالم السياب .
* ماذا تريد ان تقول للناس من خلال العمل ؟
- هناك اكثر من رسالة أود إيصالها الى المتلقين وبطبيعة الحال إيصال رؤيتي الفنية وقراءتي الخاصة للسياب بالدرجة الأساس .. وكذلك الإدانات التي يوجهها السياب الى الكثير من المواقف الإنسانية التي واجهته ولم يقل كلمته فيها عندما كان حياً لاسيما قضية الإهمال الذي عاناه في نهاية حياته .. كذلك نقدم صورة مثالية لهذا الإنسان الكبير من خلال شعره ومواقفه الأدبية والسياسية للأحداث التي مر بها خلال حياته القصيرة . والرسالة الأخيرة التي أود ذكرها هي ان السياب انتصر على مرضه وانتصر على الحياة ايضاً بالرغم من حياته القصيرة وموته المفجع .
أخيرا قال الكناني :ـ
- أتمنى ان تستمر عجلة السينما في الدوران وان لا يقتصر ذلك على مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية .. لان السينما هي وجه البلاد المشرق وعلى الدولة تقديم الدعم اللا محدود لها كي تبقى تدور وتنتج .
