شاكر المياح rnلا يحتاج المرء في العراق في زمن الانفتاح والديموقراطية والحرية سوى الى خمسة ملايين دينار ومؤازرة 500 من ابناء عمومته واخوته واخواته وابناؤهم ليسجل نفسه كيانا سياسيا ومن ثم يعلن عن تواجده كقوة سياسية تسعى لتحقيق آمال وطموحات وتطلعات واماني واحلام العراقيين (رخاء، امان، خدمات، عيش رغيد، وتعليم حديث بغض النظر عن توصيفات وزارتي التربية والتعليم العالي، وسفر متاح حتى بعد منتصف الليل،
بحوث علمية لا قيود عليها، ثقافة لا حدود لها في الحضر والمدر، ارض مترعة بالخضرة والورود وعبق الازاهير، مثل بسط سندسية، قطع من الجنان، غير انها ارضية، دنيوية وليست اخروية) ثم سرعان ما يعرج على الامن فيذكر: (سندحر قوى الارهاب والظلام، وسنمسك الحدود بقبضة حديدية لا تلين، وسندرأ عن الوطن كل نزعات العداء القادمة من وراء الحدود بجيش خميسي يهزم كل عدوانيات وشهوات الطامعين بخيرات ومقدرات الوطن.rnاحزاب تتناسل وتتوالد من ارحام شتى، وعلى ما اظن فان شهرة العراق في الزمن الراهن تتأتى من كثرة كياناته السياسية، الامر الذي شجع احد اصحاب معارض السيارات على تأسيس حركة سياسية اطلق عليها اسم (الحركة المشتركة لانقاذ العراق) وعقد مؤتمرها التأسيسي الاول في احدى القاعات الباذخة لفندق من (خمس نجوم) وتلا بيان التأسيس بحماس قل نظيره وهو يتغنى بحب العراق والعراقيين، وانه عازم على تحقيق ما عجز عنه الاخرون وما لم تحققه الاحزاب الاخرى ، واذا ما امسك بالسلطة فسينشر السلام في ربوع الوطن الغالي، ومع هذا فقد نسي ان يذكر اسم شريكه او شركائه. هذا يؤكد حقيقة ان الاحزاب السياسية اضحت كالشركات لها علاماتها التجارية المميزة والمتفردة، ولا يسعني في هذا المجال، الا ان اقترح مخلصا على المفوضية العليا للانتخابات ان تبادر الى وضع جميع العشائر العراقية في سجلاتها كاحزاب او كيانات سياسية بغية قطع الطريق على جميع المتسيسين وهواة تأسيس الاحزاب التي بدأت بالانشطار والتكاثر غير الطبيعي، (فبيت سويلم) على سبيل المثال ممكن ان يكونوا تيارا سياسيا باسم (تجمع سويلم للانقاذ والاصلاح)، (وفخذ بداي) باسم (حركة بداي للتغيير)، او بيت (دحام الفيحان) تحت اسم (انصار الفيحان) يعملون على رأب الصدع الذي اصاب الوحدة الوطنية بسبب المحاصصة البغيضة، وعشيرة (تريف الغضبان) تدون لديها بـ(كتلة الغضبانين الديموقراطية). rnاما تلك العشائر التي تقطن الاصقاع النائية من العراق فتسجل على انها احزاب سياسية احتياطية يتم استدعاؤها للمشاركة السياسية عند الضرورة، او حينما تحتدم الخلافات العشائرية تحت قبة البرلمان فتعقد جلسات (الفصل العشائري) لتحديد نوع وطبيعة (الدية) التي سيدفعها الخصم المدان، وعلى المفوضية تحديد عدد مرشحي كل عشيرة لشغل مقاعد (مجلس النواب) بغض النظر عن عدد كل من الرجال والنساء، وبهذا تكون قد تجاوزت وتخلصت نهائيا من ارق نظام (الكوتا) سيئ الصيت، وبدلا من ان تعتمد القائمة المغلقة او المفتوحة، تلتزم قاعدة (هوسة ياريمة). وهكذا يحقق العراق نهجا قائماً على مبدأ اعتمدته جميع الشعوب الديموقراطية المتحضرة التي استطاعت وبمدة وجيزة ان تقضي على كل اشكال الفساد الا وهو مبدأ (كض اخوك لا يتيه).
على الارجح: تناســل الأحـــزاب
نشر في: 19 سبتمبر, 2009: 02:12 ص