TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كم يكفي لشراء ذمة؟

كم يكفي لشراء ذمة؟

نشر في: 19 يونيو, 2013: 10:01 م

 هل ثمة فرق واضح بين شراء ذمة ناخب بصَرة نقود ، او هدية ثمينة ، أو إبتياع محض قناعته عبر برنامج عمل جاد ، وحزمة وعود .
 الفرق شاسع ،،لكنه شبه محجوب عن عيون ألعامة ، والغافلون عن فك شفرة الإنتخابات عبر لعبة عالمية تدعى ( الديموقراطية ).
الأرصدة المليونية المرصودة للدعاية إبان الحملات الإنتخابية المحمومة -- في كل بقاع الأرض-- تكفي صابونا لغسل أدمغة الناخبين، وتعبئة صدورهم بالأماني والأحلام ،وجر الناخب من أذنه نحو صناديق الإقتراع . بوعي تام حينا ،وأحيانا بنصف وعي ،وغالبا، مساقا معصوب العينين دون وعي كما المنومين مغناطيسيا .
 في معظم دول الغرب ( الديموقراطية) يعهد بتنظيم الحملات الانتخابية المصيرية لبيوت الاعلان الكبرى , وتخضع تفاصيل الاعلانات لشركات الاستطلاع الضخمة الموارد , والمكتظة بالخبراء والاعلاميين والمحللين السياسيين , واحيانا يزج باطباء النفس في خضم الاختيار ودراسة العوامل المؤثرة في إستقطاب الناخب وجره طوعا - او كرها نحو صندوق الاقتراع.
 المواطن الغربي عموما يدري ويعي , انه اسير الدعايات الانتخابية وبرامج الاحزاب المعلنة , عبر صورة معبرة او تصريح ساخن , او برنامج عمل واعد, او الالتزام بوعود. ناهيك عن دراسة تأثير الملصق الاعلامي : - حجمه , لونه , انتقاء كلماته , اماكن عرضه . كل ذلك لا يجري اعتباطا في مدن العالم الديموقراطي .
والنتيجة غالبا - واحدة , مع الفوارق الطفيفة في التفاصيل , شراء ذمة الناخب لقاء حلم , او ابتياع صوته بوعود .
 ثمة سؤال يفرض نفسه في بلاد الرافدين , والاخبار تترى عن انتخابات مجالس المحافظات , والتلويح بملايين الدولارات باستمالة ( شراء) هذا المرشح وضمه لذاك الكيان , واغواء اخر لنبذ او النجاة من الغرق في متاهة تلك الكتلة .
ليس عجيبا التكالب على الترشيح والاستقتال في سبيل الفوز بمنصب يضمن للطامحين عيشة رغدا. والتربع لفترة مهما طالت فهي قصيرة على كرسي حشيته من شوك , قوائمه من قش , ومسانده من ابر ومسامير.
ولكن العجب أن لا يتعظ باعة الذمم،، وما من لقمة زقوم تسدُ شهية المشترين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram