هل ثمة فرق واضح بين شراء ذمة ناخب بصَرة نقود ، او هدية ثمينة ، أو إبتياع محض قناعته عبر برنامج عمل جاد ، وحزمة وعود .
الفرق شاسع ،،لكنه شبه محجوب عن عيون ألعامة ، والغافلون عن فك شفرة الإنتخابات عبر لعبة عالمية تدعى ( الديموقراطية ).
الأرصدة المليونية المرصودة للدعاية إبان الحملات الإنتخابية المحمومة -- في كل بقاع الأرض-- تكفي صابونا لغسل أدمغة الناخبين، وتعبئة صدورهم بالأماني والأحلام ،وجر الناخب من أذنه نحو صناديق الإقتراع . بوعي تام حينا ،وأحيانا بنصف وعي ،وغالبا، مساقا معصوب العينين دون وعي كما المنومين مغناطيسيا .
في معظم دول الغرب ( الديموقراطية) يعهد بتنظيم الحملات الانتخابية المصيرية لبيوت الاعلان الكبرى , وتخضع تفاصيل الاعلانات لشركات الاستطلاع الضخمة الموارد , والمكتظة بالخبراء والاعلاميين والمحللين السياسيين , واحيانا يزج باطباء النفس في خضم الاختيار ودراسة العوامل المؤثرة في إستقطاب الناخب وجره طوعا - او كرها نحو صندوق الاقتراع.
المواطن الغربي عموما يدري ويعي , انه اسير الدعايات الانتخابية وبرامج الاحزاب المعلنة , عبر صورة معبرة او تصريح ساخن , او برنامج عمل واعد, او الالتزام بوعود. ناهيك عن دراسة تأثير الملصق الاعلامي : - حجمه , لونه , انتقاء كلماته , اماكن عرضه . كل ذلك لا يجري اعتباطا في مدن العالم الديموقراطي .
والنتيجة غالبا - واحدة , مع الفوارق الطفيفة في التفاصيل , شراء ذمة الناخب لقاء حلم , او ابتياع صوته بوعود .
ثمة سؤال يفرض نفسه في بلاد الرافدين , والاخبار تترى عن انتخابات مجالس المحافظات , والتلويح بملايين الدولارات باستمالة ( شراء) هذا المرشح وضمه لذاك الكيان , واغواء اخر لنبذ او النجاة من الغرق في متاهة تلك الكتلة .
ليس عجيبا التكالب على الترشيح والاستقتال في سبيل الفوز بمنصب يضمن للطامحين عيشة رغدا. والتربع لفترة مهما طالت فهي قصيرة على كرسي حشيته من شوك , قوائمه من قش , ومسانده من ابر ومسامير.
ولكن العجب أن لا يتعظ باعة الذمم،، وما من لقمة زقوم تسدُ شهية المشترين .
كم يكفي لشراء ذمة؟
[post-views]
نشر في: 19 يونيو, 2013: 10:01 م