قبلة على جبين من أطلق حملة إلغاء تقاعد أعضاء مجلس النواب، وعلى كل جبين شارك بها ودعمها وروج لها. لأنها تمثل حملة مدافعة شعبية واعية عن الحقوق، وهي بداية جيدة لمسيرة إعادة الأمور إلى نصابها في هذا البلد الذي اتعبه نهش النهاشين. وهي أيضاً مؤشر مهم من مؤشرات تبلور الرأي العام العراقي القادر على المدافعة والضغط ثم الوصول لتحقيق الهدف.
هذه الحملة، في حال حققت الهدف الذي تسعى لتحقيقه، ستعمل على حماية المال العام من عملية سرقة منظمة ومشرعنة يقوم بها الأمناء على هذا المال للأسف الشديد. وهذا هدف أول ومباشر للحملة. كما أنها من جهة ثانية سترسخ ثقافة الدفاع عن الحقوق لدى الناس، وتزيد من ثقتهم بقدرتهم على تحقيق المكاسب. وهذا هدف ثان لها. لكن الهدف الأهم، هو أنها ستنقذ عملية تمثيل الشعب، من فخ كونها حزمة امتيازات يسيل لها لعاب الفاشلين. فقد تحول مجلس النواب، بسبب كثرة الامتيازات التي منحها لأعضائه، إلى وسيلة للكسب السريع وتأمين المستقبل!
ليس من المعقول أن يتبرع متبرع لخدمة الشعب، ويدفع الغالي والنفيس من اجل اقناعهم بانتخابه، بدعوى استنقاذ وصون حقوقهم، ثم يمضي أربع سنوات لا يكاد يفعل خلالها ما يزيد على تطبيق إرادة سلطان قائمته، وفي النهاية يمضي بقية حياته يحلب من ضرع الحقوق التي تبرع لحمايتها من السارقين.
عضوية مجلس النواب يا سادتي عملية تطوعية، فلم يطلب أحد من السياسيين أو من غيرهم أن يرشحوا أنفسهم لهذه العضوية، بل هم الذين تبرعوا واجتهدوا من اجل اقناعنا بانتخابهم، فلماذا علينا أن ندفع لهم رواتب تقاعدية لقاء عمل لم نطلب منهم أن يقوموا به؟ سيقول القائلون بأن هذه العضوية تكلفهم الكثير، كما أنها تجعلهم عرضة للخطر، لكن هذا الكلام خال من الأهمية، لأنهم كانوا يعرفون هذه الكلفة وتلك المخاطر، ومع ذلك اختاروا الترشيح، إذن هو خيارهم وعليهم أن يتحملوا تبعاته بصدق ونزاهة.
اشد على ايدي الناشطين في هذه الحملة، واثني على جهودهم واتضامن معهم، وادعوا الجميع لمساندتهم، ليس فقط من أجل تحقيق الهدف الذي ترفعه الحملة، بل من أجل ترسيخ ثقافة المدافعة، وأيضاً في سبيل دعم الرأي العام ودفعه من أجل بلورة مواقف أكثر جرأة.
الكرة الآن بملعب مجلس النواب، وعليه أن يواجه نفسه بمرآة الشعب، لأن هذه المرآة بدأت تكشف له الكثير من الملامح التي لا يستطيع أن يراها بأية مرآة أخرى.
قُبلة امتنانٍ وإعجاب
[post-views]
نشر في: 19 يونيو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 2
خضرعباس عسكر
شكرا لك اخ سعدون ونربد منك كتابات اكثر وضغط مستمر مع الحمله من اجل احقاق الحق والغاء قانون التقاعد للنواب وتصويب الامور غير الصائبة
ابو منتظر
عراقنا المسكين مستعد لاشباع الملايين من ضعيفي النفوس والمختلسين ولكن بعد الاشباع لم لاتقدمو ولو بصيص امل لافراج ازمة ما مثل ازمة الكهرباء مثلا. اختلسو وافعلو ماتفعلو ولكن اعملو بضمير!!!!!!!!!!?????