الأوبريت هو صيغة مخففة من الاوبرا، موسيقاه ومواضيعه ليست معقدة، يمكن اعتبارها موسيقى "ترفيهية". تطور هذا الشكل الموسيقي في حوالي منتصف القرن التاسع عشر، وبدأ من فرنسا (أرفيه واوفنباك). وسرعان ما تلقفت فيينا عاصمة الامبراطورية النمساوية هذا الفن ليتطو
الأوبريت هو صيغة مخففة من الاوبرا، موسيقاه ومواضيعه ليست معقدة، يمكن اعتبارها موسيقى "ترفيهية". تطور هذا الشكل الموسيقي في حوالي منتصف القرن التاسع عشر، وبدأ من فرنسا (أرفيه واوفنباك). وسرعان ما تلقفت فيينا عاصمة الامبراطورية النمساوية هذا الفن ليتطور ويشتهر أكثر على يد ريشارد شتراوس الابن، مؤلف اوبريت الوطواط (1874) وهو أشهر اوبريت لحد اليوم. اشتهر كذلك موسيقي من دالماتيا، هو فرانس فون سوبيه، كمؤلف اوبريتات بارع. وتقع مملكة دالماتيا على ساحل البحر الادرياتي، وهي جزء من جمهورية كرواتيا اليوم.
ولد فرانس فون سوبيه في سبليت عاصمة دالماتيا (ثاني أكبر مدن كرواتيا اليوم) سنة 1819، ودرس الفلوت والموسيقى في ايطاليا وكان مغنياً وصوته أوطأ طبقة من القرار (باسّو بروفوندو)، ثم انتقل للعمل في مسارح فيينا كقائد اوركسترا ومؤلف الموسيقى المصاحبة للأعمال المسرحية (ألف موسيقى أكثر من مئة عمل)، كما ألف 20 اوبريتاً اشتهر منها اوبريت الشاعر والفلاح (1846)، والخيّال الخفيف (1866). برغم شهرة هذه الاوبريتات التي كانت تعادل موسيقى البوب والروك وغيرها في الزمن الحالي، فإن غالبية أعمال فون سوبيه لم تصمد طويلاً، فاهملت بعد وفاته في 1895، بخلاف بعض الأغاني والافتتاحيات الموسيقية. الا ان القرن العشرين عاد عليه بشهرة من جديد بعد أن غزت افتتاحيات اوبريتاته عالم السينما. فقد استعملت افتتاحية الخيّال الخفيف بكثرة في الأفلام السينمائية وأفلام الرسوم المتحركة، على الخصوص أفلام دزني الذي حرص على استعمال مختارات من أعمال أفضل الموسيقيين مثل بيتهوفن وموتسارت وشوبرت وغيرهم، مما أسهم في شهرة الكثير من الأعمال الموسيقية إلى حد بعيد.
أشتهر على الخصوص فيلم ساعة السيمفونية (1942) بين أعمال ديزني، حيث يعتمد الفيلم على افتتاحية الخيّال الخفيف بشكل كامل. قدمها لنا ديزني بصيغتين، الأولى هي الصيغة الأصلية، ثم كررها لكن بشكل كوميدي بارع.