TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإخوان يلجأون للاجئين السوريين

الإخوان يلجأون للاجئين السوريين

نشر في: 23 يونيو, 2013: 10:01 م

 

لم تجد جماعة الإخوان المسلمين بين أبناء الشعب الأردني من يشاركها مسيرتها الفولكلورية الجمعة الماضية، بعد فشلها سابقاً في تحشيد أبناء العشائر تحت راياتها، فلجأت إلى اللاجئين السوريين، المنتمين إلى نفس التنظيم العالمي العابر للقوميات والحدود الوطنية، لتزج بهم في ما ليس لهم به علم، وليردد هؤلاء هتافات تنطلق من شاحنة يعتليها شاب منتفخ الأوداج، يقرأ هتافاته من ورقة كتبها له أصحاب الرؤوس الحامية، دون أي حسابات للمصلحة الوطنية، وفي مناكفة سياسية مبرمجة وواضحة الأهداف، للحكومة كما يبدو للوهلة الأولى، لكنها تصب في النهاية في طاحونة العداء للدولة، وذلك للأسف ما لا يدركه كثيرون.
مشاركة نوعية محددة من اللاجئين السوريين في مسيرة الإخوان، وهتافهم ضد النظام الأردني، استجرّت على مواقع التواصل الاجتماعي كمرحلة أولى ومباشرة، ردود فعل غاضبة من الأردنيين، الذين اعتبروا ذلك تطاولاً على دولة استقبلتهم ومنحتهم الأمان الذي افتقدوه في وطنهم، وذلك رد فعل أولي نأمل أن لا يتطور إلى شعور عام بالعداء لكل الأشقاء السوريين، الذين يشعرون بالامتنان لبلد أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف رغم أن به خصاصة، ورغم أن بعض أبنائه يعانون عنتاً في تأمين الرغيف وقطرة ماء الشرب.
لم تكن تعليقات الأردنيين على خطأ السوريين المشاركين في مسيرة الإخوان جارحة، لكنها كانت تنضح بالألم، فقد أعطتهم الحق في المطالبة بأمور تخصهم إذا كان هناك تقصير من الدولة الأردنية تجاههم، وشدّد المعلقون أن ممارسة الحقوق السياسية هي حق للمواطنين فقط، وطالبهم البعض بالتظاهر في سوريا ضد نظامهم بدل أن يكونوا أداة في يد بعض المعارضين، الذين أوهموهم أن المسيرة مخصصة للتنديد بنظام الأسد وتدخل حزب الله، وقبل ذلك وأثناء المسيرة كان رجال الدرك يتصرفون بناءً على أوامر قياداتهم بإيجابية، فيمنعون ويمتنعون عن اتخاذ أي إجراء أو تصرف ضد السوريين المنخرطين في مسيرة إخوان الأردن.
معروف وواضح أن السوريين المتواجدين في الأردن اليوم لا ينتمون إلى فئة معينة، فهناك الفقراء الذين يموتون في مخيمات اللجوء، دون أن تتوفر لهم أدنى متطلبات الحياة، في ظل تجاهل دولي بائس لبؤس حالتهم، وعجز أردني عن تقديم ما يحتاجونه، لكونه لايمتلك أدوات ذلك، وهناك من ينتمي لتنظيم الإخوان في سوريا، وهؤلاء لايمرون بمخيمات اللجوء، وهم يعيشون في المدن الأردنية برفاهية يحسدهم عليها المواطنون، ويتلقّون دعما مؤكداً من تنظيم الإخوان في الأردن، ويزاحمون على وظائف يحتاجها الأردني العاطل عن العمل، ويتقاضون أجوراً أقل تدفع أصحاب العمل لتفضيلهم مع خبراتهم المؤكدة.
السؤال المطروح، هل يدرك أبناء تنظيم الإخوان السوريين المتواجدين في الأردن، وهم ينعمون بالأمن والأمان ورفاه العيش، أنهم بانخراطهم في قضية لاتخصهم، ولاتخدم قضية شعبهم، إنّما يضعون أشقاء لهم، يعانون العيش في مخيمات اللجوء في وضع غير مريح، ويستعدون عليهم المجتمع الذي احتضنهم، وحاول وسعى لتوفير احتياجاتهم، استجابة لنداء الأخوة الإنسانية ومشاعر التعاطف مع المظلوم، وأنهم بذلك يكونون اتخذوا موقفاً ضد مواطنيهم، أقسى وأكثر ظلماً من مواقف النظام، وهل يدرك أصحاب الأجندات القادمة من خارج حدود الأردن أنهم يزجّون اللاجئين السوريين في معركة ليست لهم، ولا هم بحاجتها ولا هم مؤهلون لخوضها. 

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram