TOP

جريدة المدى > عام > صفاء ذياب.. حجب تتكاثر وجدران تتوسط العالم

صفاء ذياب.. حجب تتكاثر وجدران تتوسط العالم

نشر في: 24 يونيو, 2013: 10:01 م

   صفاء ذياب عرفناه شاعرا وصحفيا اصدر اكثر من ديوان شعر ، لكن صفاء ذياب  يجيد التصوير ايضا، باعتبار الصورة اقرب للقصيدة الشعرية . فقد اقام عدة معارض للفوتوغراف  في النرويج منها معرض ( البصرة كما رايتها ) أقيم في ست مدن نرويجية عا

 

 صفاء ذياب عرفناه شاعرا وصحفيا اصدر اكثر من ديوان شعر ، لكن صفاء ذياب  يجيد التصوير ايضا، باعتبار الصورة اقرب للقصيدة الشعرية . فقد اقام عدة معارض للفوتوغراف  في النرويج منها معرض ( البصرة كما رايتها ) أقيم في ست مدن نرويجية عام 2010, ومعرض النرويج بعيون عراقية عام 2011 , ومعرض شرق وغرب في مدينة ليلاهامر شمال اوسلو ضمن فعاليات  مهرجان  الادب  النرويجي السنوي عام 2011.  واليوم يقدم  معرضا اخر  في بغداد  بأربعين صورة تحت عنوان ( طيف نجمة عند الباب ) يناقش فيه قضية مهمة جدا تتعلق باندثار  الفلكلور والتراث امام  زحف التغيير في البناء المعماري في بغداد وبقية  المحافظات , حيث اندثرت الكثير من الشناشيل والابواب البغدادية والاقفال التي  تزينها , وحلت محلها اشكال غريبة لاعلاقة لها بالتراث العراقي .. فصفاء يدافع هنا عن القيم التراثية ويشكو لماذا تهاجم  بصور جديدة  بالرغم  من ان التراث  احلى  واجمل  واكثر قيمة  فنية وتاريخية ؟.
كتب صفاء ذياب  في  فولدر المعرض :ـ
الحجب تتكاثر في كل مكان ، جدران تتوسط  العوالم لتجعل منها حيواتا لاتدرك  بعضها  بعضا . وهي  بين هذا وذلك  لاتملك الا روح الحجر .
الجدران تتأبط بعضها لتشكل الحياة الشخصية  لكل انسان فما يفصل بين حياتي  وحياة  اخي ليس سوى اكثر من طابوق متراصف ليشكل غرفا نكون فيها عوالمنا  الخاصة . عوالم نتكاشف فيها مع انفسنا ونبني من خلالها  جسور المعرفة , التي  تتشكل من خلالها,  وعن  طريقها  نكون  علاماتنا الفارقة .
فالجدران حافظة الاسرار نتعرى بين  اضلاعها كأننا نتعرى داخل  الروح . ونتجول  بين اكفها  طائرين  كما الحمامة وهي  تمتلك سماء وحيدة . اكثر زرقة  من السماء  
التي ترفرف تحت سقفها  الاف الطيور . سماء وحيدة لحمامة وحيدة كجدران  معزولة لجسد طائر كالريح .
الجدار خازن الحياة  ننام مطمئنين  حين تتصافح الجدران لتشكل علبة نتنفس  فيها هواءً خاصا لا يشاركنا فيه احد . والجدار صانع اللذة فما تغلق عينيه اللتين  
نسميهما نافذة , وفمه المؤطر باقفال تتآكل مع الوقت حتى تشعر بحرارة الاجساد .
والجدار سبورتنا الدائمة نتعلم عليها  كيف تبدأ لوحاتنا بخربشات طفل . وتتصاعد  حتى نتهجى الحروف والارقام ، وكلما نصبغها  ياتي اطفال جدد يتخيلونها سبورة  يخربشون عليها احلامهم  القادمة . لكنه يتجاوز احيانا وظائفه الكثيرة ليشكل  عزلتنا عن العالم ايضا . فكلما اتسع الجدار كلما زادت عزلتنا . جدران  تفصل  دولا  وتقيم  مدنا معزولة .جدران كبيرة  تبني معها فلسفاتها الخاصة وايديولوجياتها  المركبة جدران عازلة  تصنع سياستها .
من اين اتت الجدران  بهذه القدرة على التحول ؟ وكيف استطاعت  ان تلون نفسها  لتحفظ الحياة وتصنع  اللذة وتقيم العزلة ؟ وكيف  تحملت اجسادنا ونحن  نتسلقها  لنرمي بحقائبنا هربا من المدرسة ؟ وكيف حافظت على جلدها ونحن نثقبها  بالمسامير لنعلق عليها  صورنا؟ وكيف  مرت اعوام  زاد الطرق وانغرس  المسمار  عميقا . خارقا روح  الجدار فلا سمعناه  يئن ولاسقطت من عينيه الدموع ولااشتكى  يوما من  الاقفال التي  ترزح تحت الصدأ .
* وقال عن   الولع الكبير بالابواب والاقفال في صوره  :ـ
- هو ولع في الحفاظ  على تاريخنا وتراثنا والفلكلور  العراقي سواء في  بغداد والنجف  والبصرة . وللاسف بدأت الدولة  تهدم  البيوت التراثية وابوابها وشناشيلها  واقفالها  لتبني  فوقها  بيوتا جديدة  خالية من تلك اللمسة  الفلكلورية والتراثية التي  عرفت بها .
ويضيف :ـ
- اننا اليوم شعب بلا  فلكلور وبلا تاريخ  . الكونكريت  والكوبوند صارا يعبران عن هويتنا الحالية  بعد ان مسحنا الوجه الحقيقي  للابنية  التراثية  التي كانت  تميزه . واتساءل  لماذا نضيع فلكلورنا بهذه الطريقة  البالية .
* واشار الى مسألة  الاقفال بقوله:-
- نفس القضية تنطبق عليها .. فالقفل  في الباب  الخشبي  الجميل  هو جزء من التراث  فقمنا بالغائه بلا سبب مسوغ .

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

في مديح الكُتب المملة

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

مقالات ذات صلة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع
عام

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

علي بدركانت مارلين مونرو، رمزاَ أبدياً لجمال غريب وأنوثة لا تقهر، لكن حياتها الشخصية قصة مختلفة تمامًا. في العام 1956، قررت مارلين أن تبتعد عن عالم هوليوود قليلاً، وتتزوج من آرثر ميلر، الكاتب المسرحي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram