قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن تحذيرات الجيش المصري وتأكيد استعداده للتعامل بحزم لمنع أي فوضى جديدة في البلاد، تأتي مع تزايد الخوف من احتمالات أن تثير الاحتجاجات المقررة ضد الرئيس محمد مرسي، الأسبوع المقبل، موجة عنف جديدة بين مؤيديه ومعارضيه. وأشارت إ
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن تحذيرات الجيش المصري وتأكيد استعداده للتعامل بحزم لمنع أي فوضى جديدة في البلاد، تأتي مع تزايد الخوف من احتمالات أن تثير الاحتجاجات المقررة ضد الرئيس محمد مرسي، الأسبوع المقبل، موجة عنف جديدة بين مؤيديه ومعارضيه.
وأشارت إلى أن اللواء عبد الفتاح السيسي كسر صمت الجيش حيال المشهد السياسي الممزق، من خلال لهجة مثابر يبدو أنه يهدف لتجنب إلقاء اللوم على طرف واحد من جانبي الشقاق.
وتضيف أنه من خلال التحذير من شبح الانقسام المجتمعي الذى لا يزال خطرا يهدد الدولة المصرية، فإن المؤسسة العسكرية تلقي بنفسها كقوة موحدة، يمكنها أن تتجاوز الخلافات السياسية وتجمع البلاد معا.
وقال وزير الدفاع أن المسؤولية الوطنية والأخلاقية للجيش تجاه الشعب يفرض عليه التدخل، للحفاظ على مصر من الانزلاق في نفق مظلم من الصراع والاقتتال الداخلي والجريمة والتخوين والفتنة الطائفية، وانهيار مؤسسات الدولة.
وتأكيدات الجيش القوية بشأن دوره تأتي وسط صراعات مريرة من أجل السيطرة على الدولة المصرية، فمنذ توليه السلطة كأول رئيس منتخب، خاض محمد مرسي مشاحنات علنية مع القضاة وفشل في كبح جماح الأجهزة الأمنية التي لايزال العديد من أعضائها لا يثقون في مرسي، أو جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة من قبل.
وفي الآونة الأخيرة واجه مرسي استياء شعبيا متزايدا بسبب سلوك حكومته والاقتصاد المتدهور، مما غذى الحملات الشعبية لتقويض شرعيته، وهو ما دفع مختلف جماعات المعارضة للدعوة إلى احتجاجات شعبية في الذكرى الأولى لرئاسته، تطالب بإسقاطه، لكن تصلب المواقف على كلا الجانبين، يثير مخاوف من العنف الذي قد لا يستطيع قادة البلاد السيطرة عليه.
وتقول نيويورك تايمز، إن كلمة السيسي تبدو أنها تسعى إلى تجنب ذلك الصدام من خلال دعوة جميع الأطراف للوصول إلى صيغة تفاهم حقيقي، ومصالحة لحماية مصر وشعبيها.
ومع ذلك فإن الصحيفة ترى أن صيغة البيان غامضة وتطرح العديد من التساؤلات بشأن نوايا الجيش الحقيقية، وقال ضياء رشوان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ونقيب الصحفيين "يبدو أن بيان الجيش يعطي انطباعا بأن هذا نوع من التحذير، آخر نداء، لكن عن أي شيء؟"، ورجح أنه ربما يكون هذا إشارة لمرسي ليحاول السعي إلى مصالحة مع المعارضة.
ويرى جمال سلطان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الجيش يبدو أنه يظهر نفسه كوسيط، رغم أن هذا من غير المحتمل أن ينجح في نزع فتيل الأزمة، مضيفا: "جميع الأطراف ذهبت بعيدا جدا في هذه المواجهة، وقد استثمرت أكثر من اللازم لذا فإنهم من غير المرجح أن يتراجعوا الآن".