رقعةُ الارض هذه المغطاة بالاعشاب، المامية، قدّر لها ان تكون (كما هو متوقع) المكان الذي سيدفن فيه الرجل الذي غيّر وجه السياسة العالمية|: نلسون مانديلا وبطل التمييز العنصري- الذي يدعى من اتباعه باسم (ماديبا)، يعاني من التهاب رئوي حاد، في الوقت الحاضر ا
رقعةُ الارض هذه المغطاة بالاعشاب، المامية، قدّر لها ان تكون (كما هو متوقع) المكان الذي سيدفن فيه الرجل الذي غيّر وجه السياسة العالمية|: نلسون مانديلا وبطل التمييز العنصري- الذي يدعى من اتباعه باسم (ماديبا)، يعاني من التهاب رئوي حاد، في الوقت الحاضر اشتد عليه في الايام الاخيرة هذه.
وكان مانديلا، قد قرر اختياره لهذا المكان لراحته الابدية.. ونصف الفدان الذي هو مساحة الارض التي اختيرت من اجل اقامة نصب تذكاري له، تقع بعيدا عن الطريق الخارجي العام-حيث يرعى قطعان البقر والماعز والدجاج- في قريته كونو، الكيب الشرقية.
وبالنسبة للكثيرين فهو سجين سياسي، تحول الى رئيس، انهى حكم الاقلية البيضاء العنصري الوحشي، وهو كرئيس سابق، يستحق جنازة فخمة في بريتوريا، يحضرها ساسة وشخصيات عالمية، يحنون له رؤوسهم.
اما في كونو، فسيكون الامر، وداعاً للصبي الذي كان الاكبر منه يسمونه، (خالق المشاكل)، ومن عادة سكان الكيب الشرقية، ان يدفنوا حيث ولدوا عادة، جنباً الى جنب مع اقاربهم.
وهناك دفن والد مانديلا المتوفى في عام 1931، ووالدته فاني، توفيت 1979 واحدى شقيقاته في عام 1980، حيث كان آنذاك في السجن وهناك قبران آخران: ابنة مانديلا ماكازيوي، والتي توفيت في الشهر التاسع من عمرها، وابنه ثيمبكيلي وتوفي إثر حادث سيارة وهو في الـ22 من عمره، وكان الاخيران قد دفنا في مقبرة بجوهانسبرغ، ولكن مانديلا امر بنقلهما الى كونو عام 1998، وآخر زيارة لمانديلا للمكان كانت قبل تسعة اشهر، وهناك التقى بأحد اقاربه زيميبك، وقال له خلال حديثهما ان المرء لا يعرف اين سيكون مثواه الاخير، ولكن حسب تقاليدنا، فاننا نعود الى حيث ولدنا ومن عادة افراد العائلة المجيء الى هنا والتحدث مع الاجداد، فمن السهل إذن، ان يكون الجميع في مكان واحد.
عندما أُطلق سراح نلسون مانديلا من السجن كان على مسافة 60 متراً فقط من مكان ولادته، واعتادت والدته العيش في منزل يطل على المقبرة، وهو عندما سقط مريضا في العام الماضي، اعلن عن رغبته في العودة الى قرية عشيرته واصدقائه.
وقال زيميسيك 46 سنة، (ان الجنازة ستكون مزيجاً من المسيحية والتقاليد المحلية وسيتم ذبح بقرة، ثم يباشر قسيس الطقوس الاعتيادية، ويقوم بعد ذلك اقاربه- ابناء العم والخال، بانزاله الى القبر.)
ويضيف قائلا: (ان تقاليدنا تصر على ضرورة تهيئة العدد الكافي من الماشية، من اجل اطعام كل من يحضر من الضيوف، وهو امر سيكون شاقاً).
وتقول أليس 84 سنة، وهي تسكن تلك المنطقة (انا فخورة لما أنجزه للعالم ولجنوب افريقيا- وايضا لكونو، وعندما خرج من السجن شيد منزلا له واصرعلى وجوب تزويد كافة القرويين بالماء والكهرباء مثله).
وتضيف ايضاً، (كان يستضيف كافة حفلات عيد ميلاد الاطفال، وعندما يعود الى منزله في (عيد الميلاد) يهدي كافة القرويين كل الاحتياجات المطلوبة للاحتفال برأس السنة، وتضيف، (ونحن في هذه الايام نجتمع للصلاة من اجله ، انه ابننا، ولم ينسنا قط، ولن ننساه ايضاً).
عن صحيفة الـ صن