قوائم كثيرة شاركت في الانتخابات المحلية السابقة ، كسرت القاعدة النحوية وفضلت" رفع المنصوب " قائمة "متحدون وعابرون وعائدون ووطنيون" وغيرها من الأسماء الأخرى ، يراها المعنيون والمختصون باللغة، بانها خرقت تعليمات الحفاظ على سلامة اللغة العربية ، وآراء المعترضين، مرت مرور الكرام ولم تلفت انتباه السياسيين ، لتصحيح الأخطاء اللغوية ، لانهم غير معنيين بهذا الأمر بقدر التركيز على تنفيذ برامجهم في تحسين، وتطوير أداء الحكومات المحلية لتكون قادرة على تقديم افضل الخدمات.
خلال سنوات تداول العملية المعدنية في العراق طرحت للأسواق فئة من 500 فلساً ، نصف دينار أي 10 دراهم ، والفئة المعدنية يوم طرحت أثارت احتجاج اللغويين في ذلك الوقت ، وكتب احد أساتذة اللغة في كلية الآداب جامعة بغداد في احدى الصحف اليومية مقالاً بعنوان :" انهم يقتلون اللغة بـ 500 فلس " مبينا فيه الخطأ الذي ورد في العملة "500 فلس " في إشارة الى نصب الفلس وعد ذلك جهلا بقواعد اللغة، مطالبا البنك المركزي بسحب تداول العملة المعدنية في الأسواق، ومحاسبة من كان يقف وراء ارتكاب هذا الخطأ ، وعلى اثر ذلك المقال ، واعتراض المجمع العلمي العراقي ، صدر قرار بمنع تداول تلك العملة ، في حين لم تعرف العقوبات الصادرة بحق من ارتكب الخطأ ، فيما حرص البعض على اقتناء نموذج من تلك العملة والاحتفاظ بها ، كدليل إثبات على أن بعض الجهات الرسمية تجهل التمييز بين المنصوب والمرفوع والمجرور.
إصرار بعض القوى السياسية على "رفع المنصوب" قد تفسره بانه محاولة لاستفزاز الجمهور وتحفيز مجساته ، وخرق كل القواعد من اجل أن يقرر خياراته في اختيار ممثليه في مجالس المحافظات ، ومادام خرق اللغة لا يثير التساؤلات والاعتراضات ، ابتكرت هذا الأسلوب ، عسى ان توفق في تنفيذ برامجها ، استعدادا لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة التي من المرجح أن تشهد هي الأخرى تشكيل قوائم من نوع "رفع المنصوب" لتجاوز الاصطفافات الطائفية والقومية والتمسك بالمشروع الوطني ، وهذا التوجه القديم الحديث ، لم يثبت بعد على ارض الواقع ، والدليل تراجع نسبة مشاركة الناخبين في عملية الإدلاء بأصواتهم .
التراجع عن "رفع المنصوب" خيار غير متاح في الوقت الحاضر ، لان القوائم الانتخابية صاحبة هذا الخرق لا ترغب في إزالة اسم ترسخ في أذهان جمهورها ، وأنفقت عليه الكثير من الأموال ، إلى حد إنتاج أغنيات تبث عبر فضائيات داعمة لها ، تتغنى بإنجازات الزعماء والرموز ، ولقاءاتهم مع قواعدهم الشعبية.
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حامد المطلك ، دعا في حديث متلفز الأسبوع الماضي القادة السياسيين ، والأطراف المشاركة في الحكومة إلى الاعتراف بالفشل ، لان الجميع وعلى حد قوله ، فشلوا في ضمان نجاح العملية السياسية وتوطيد التجربة الديمقراطية في العراق ، وانشغلوا بالخلافات من دون التوصل إلى حلول ، فادى ذلك إلى تدهور الأوضاع الأمنية ، وبعيدا عما ذكره النائب ، تبدو الساحة السياسية بأمس الحاجة إلى تشكيل" قائمة فاشلون" لتعبر بشكل حقيقي عن الواقع العراقي الراهن .
رفع المنصوب
[post-views]
نشر في: 1 يوليو, 2013: 10:01 م