أمهل الجيش المصري "الجميع" 48 ساعة "كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن"، حسب بيان للجيش ألقاه وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح السيسي الاثنين.وجاء في البيان المسجل الذي بثه التلفزيون المصري، أنه "إذا لم
أمهل الجيش المصري "الجميع" 48 ساعة "كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن"، حسب بيان للجيش ألقاه وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح السيسي الاثنين.
وجاء في البيان المسجل الذي بثه التلفزيون المصري، أنه "إذا لم تتحقق مطالب الشعب فسوف يكون لزاما على القوات المسلحة أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع التيارات السياسية بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجرا لثورته المجيدة دون إقصاء أو استبعاد لأحد".
وخرج ملايين المصريين يومي الاثنين وامس الثلاثاء ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد جمع ملايين التوقيعات لسحب الثقة من مرسي.
وجاء في البيان الذي أشاد بـ"سلمية وحضارية" الاحتجاجات، أن "القوات المسلحة لن تكون طرفا فى دائرة السياسة أو الحكم"، لكنه شدد على "المسؤوليات الملقاة على الجيش بعد أن أصبح الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد".
وتابع السيسي في بيانه: "لقد استشعرت القوات المسلحة مبكرا خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم، ولذلك فقد سبق أن حددت مهله أسبوعا لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي".
وأردف: "إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدا من الانقسام والتصارع الذي حذرنا وما زلنا نحذر منه".
واستطرد: "لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه، وهو ما يلقي بعبء أخلاقي ونفسي على القوات المسلحة التي تجد لزاما أن يتوقف الجميع عن أي شيء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبي الذي برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله".
وختم: "إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن، الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسئولياتها، وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاما عليها استنادا لمسئوليتها الوطنية والتاريخية واحتراما لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجرا لثورته المجيدة، ودون إقصاء أو استبعاد لأحد". يذكر أن السلطة في مصر انتقلت في فبراير 2011 من الرئيس السابق حسني مبارك إلى المجلس العسكري، الذي أدار البلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية في يونيو 2012.
من جانبها أمهلت حركة تمرد المصرية المعارضة الرئيس محمد مرسي حتى الثلاثاء للتنحي مهددة بحملة عصيان مدني في حال بقائه في السلطة.
وقالت تمرد في بيان نشر على موقعها الإلكتروني "نمهل محمد محمد مرسى عيسى العياط لموعد أقصاه الخامسة من مساء الثلاثاء القادم الموافق 2 يوليو أن يغادر السلطة حتى تتمكن مؤسسات الدولة المصرية من الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة".
وأضاف البيان "وإلا فان موعد الخامسة من مساء الثلاثاء يعتبر بداية الدعوة لعصيان مدني شامل من أجل تنفيذ إرادة الشعب المصري".
وكان ما لايقل عن 16 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 600 آخرين خلال أعمال عنف صاحبت الاحتجاجات العارمة المستمرة في مصر منذ الأحد، ضد حكم مرسي حسب مراسلي "سكاي نيوز عربية".
ومن بين القتلى هناك 7 لقوا مصرعهم، خلال محاولة اقتحام المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين التي يتحدر منها الرئيس المصري في حي المقطم بالقاهرة.
واقتحم عشرات المحتجين المقر الرئيسي للجماعة الذي فر من كان موجودا به.
وقالت مراسلتنا إن المحتجين استولوا على المتعلقات الموجودة داخل المقر ومن بينها خوذ وأقنعة. كما بدأوا بإضرام النيران في محتويات المقر والمبنى وتسلقوا الأدوار العليا للمقر ولوحوا للمتظاهرين بعلامات النصر.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن عدد الضحايا في محيط المقر ارتفع إلى سبعة قتلى ونحو 45 مصابا حين كثفت المجموعة التي كانت داخل المقر من إطلاق النار أثناء فرارها في سيارة جاءت لنقلها.
وأضافت أن المتظاهرين أمسكوا بأحد أفراد تلك المجموعة "واعتدواعليه ثم سلموه إلى قسم شرطة المقطم." وقالت قناة 25 يناير التلفزيونية الناطقة بلسان جماعة الإخوان إن "بلطجية مجهولين" هاجموا المقر.
وكان المقر قد هوجم ليل الاثنين من قبل مئات المحتجين المناوئين للرئيس محمد مرسي الذين أطلقوا بنادق الخرطوش وألقوا قنابل حارقة وحجارة على المبنى المكون من عدة طوابق مما أدى إلى اشتعال النار في جزء منه.
وتعرضت عدة مقرات للجماعة في المحافظات للهجوم في الأيام الماضية. وقتل رجلان أحدهما أميركي كان يشاهد الأحداث أثناء تعرض المقر الرئيسي للإخوان المسلمين في الاسكندرية للهجوم يوم الجمعة وأصيب العشرات وألقيت محتويات المقر في الشارع وأحرقت ونهب بعضها. وفي ميدان التحرير، أغلق محتجون مجمع التحرير الحكومي، في خطوة تصعيدية للمطالبة برحيل مرسي، ودعوا الموظفين للإضراب عن العمل.
وأفاد مراسلنا أن تبادلا كثيفا لإطلاق النار وقع بين مسلحين وقوات من الجيش المصري بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، حيث أطلق المسلحون النار أثناء مرورهم بسيارة يستقلونها أمام حاجز للجيش قرب منطقة الخروبة، بعد أن قام أحد أفراده بمحاولة إيقافهم، الأمر الذي دفعهم لإطلاق النار. واشنطن: ندرس بيان الجيش المصري
قالت وكالة "رويترز" للأنباء ان وزارة الدفاع الامريكية رفضت التكهن بما قد يحدث في مصر خلال الساعات الثماني والاربعين القادمة وقالت انها ما زالت تدرس بيان الجيش المصري الذي حدد موعدا نهائيا للقوى السياسية للاتفاق على خارطة طريق لمستقبل البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة جورج ليتل للصحفيين "نحن في عملية دراسة البيان. لسنا متأكدين تماما مما سيحدث بطريقة او اخرى خلال الساعات الثماني والاربعين القادمة.. لذلك لن أقدم على اي نوع من التكهن."لكن سأقول اننا داعمون.. مثلما قال الرئيس (الامريكي).. للانتقال الديمقراطي في مصر وهذه العملية تستلزم تنازلا من جانب كل طرف. ونأمل ان يجد جميع المصريين طريقا للعمل بسلام لمعالجة المشاكل التي تعترض البلاد."