TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رسالة 30 يونيو المصري

رسالة 30 يونيو المصري

نشر في: 1 يوليو, 2013: 10:01 م

الملحمة الكبرى التي سطّرها الشعب المصري أمس الأول هي رسالة قوية وحازمة موجهة الى الاسلام السياسي، سنيّاً كان أم شيعياً، تتجاوز حدود مصر الى كل البلدان العربية والاسلامية المحكومة بقوى سياسية إسلامية أو التي تنشط فيها هذه القوى للوصول إلى السلطة، من السودان الى تونس والمغرب والعراق وإيران وتركيا وباكستان وغزة، والى لبنان أيضاً المرهونة دولته للسلاح الإيراني الموضوع في أيدي حزب الله.
أول ما تقوله الرسالة المصرية، بلسان فصيح ونبرة واضحة ومدوية، أن ليس في الإمكان اختطاف ثورة شعب يتطلع الى الحرية والانعتاق والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، في عصر الانترنت وفيسبوك وتويتر ويوتيوب والفضائيات والموبايل فون، وعصر الحريات وحقوق الإنسان.
الإخوان المسلمون المصريون الذين اتخذوا موقف المتفرج من ثورة 25 يناير 2011 ضد نظام حسني مبارك، لم يلتحقوا بها إلا في أيامها الأخيرة عندما بدا واضحاً لهم انها منتصرة، فعملوا على الاستحواذ عليها وخطفها. ورسالة أمس الأول تقول إن ما يجري الآن في طول البلاد المصرية وعرضها ثورة أخرى لاستعادة تلك الثورة من خاطفيها وانتزاعها من بين مخالب الوحش الاخواني وأنيابه.
والرسالة المصرية تؤكد، بالإضافة الى ذلك، أن لا مجال للعودة إلى الوراء.. الى العصور المظلمة في القرون الوسطى وما قبلها، عصور السلاطين والخلفاء المستخدمين الدين مطية ووسيلة، عصور الجواري والغلمان، فهذا من أحلام العصافير في عصر تشرئب الاعناق باتجاه الفضاء الخارجي وتتجه الأنظار الى المستقبل.
وتقول الرسالة المصرية أيضاً انه راح ذلك الزمن الذي تنجح فيه قوى الاسلام السياسي باستخدام الدين والشريعة فزاعةً لتخويف العامة من الناس، فبسبب أفعال الاسلاميين المشينة، بعد وصولهم الى الحكم وممارستهم الظلم والاستبداد وسرقة المال العام والخاص، لم تعد للدين الذي يدعون اليه هيبة ولا للشريعة المنادين بها قدسية.
الرسالة المصرية تقول كذلك ان على قوى الاسلام السياسي، أيا كان مذهبها وطائفتها سنية أم شيعية، أن تتأدب وتلزم حدودها والا تتمادى في الاستهتار بحقوق الناس وإرادتهم.. الناس يريدون النظام الديمقراطي.. وغير مسموح لأية قوى ظلامية أو شمولية أن تفسرّ الديمقراطية على طريقة الأصوليين في تفسير القرآن والحديث، فتأخذ من الديمقراطية أدواتها للوصول إلى الحكم لتقيم نظامها الدكتاتوري، كما ليس مقبولاً العودة إلى نظام الخلافة أو الاستمرار في مثيله نظام ولاية الفقيه.
هل قرأت أحزاب الإسلام السياسي، السنية والشيعية، الرسالة المصرية وتمثلتها جيداً؟ وهل فهم زعماء وحكام الإسلام السياسي من محمد مرسي ومحمد بديع وخيرت الشاطر وعمر البشير وراشد الغنوشي وطيب رجب اردوغان وخالد مشعل ونوري المالكي وعلي خامنئي وحسن نصرالله وسواهم، معنى الرسالة المصرية ومغزاها؟
إن لم يقرأوا ما سطّره المصريون في شوارعهم أمس الأول ولم يفهموا المعنى والمغزى ستجني على نفسها براقشهم، كما هو حاصل الآن في مصر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سلام

    كي تستكمل ثورة 25 يناير 2011 دورتها وتحقق امال الشعب المصري وبقية شعوب العالم الذي تحكمها احزاب اسلامية، لابد لها من برنامج عملي واضح يحرم احزاب الاسلام السياسي شرعيتها اي المطالبة بحلها فورا لانها غير دستورية وغير وطنية وتتبطن بالعنف مثال كثير من الاحزا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram