1-4لقد شهد عام 2011 أول تحول جماهيري في الوطن العربي حين كسر آلبو عزيزي حاجز الخوف الذي خيم خريفه على تعطيل ماكنة التفكير والانتقائية المجتمعية التي تطمح لتفكيك أسوار الفرد وقيود المجتمع العربي والانتقال لمرحلة الحرية والديمقراطية وذلك للبحث عن نظام
1-4
لقد شهد عام 2011 أول تحول جماهيري في الوطن العربي حين كسر آلبو عزيزي حاجز الخوف الذي خيم خريفه على تعطيل ماكنة التفكير والانتقائية المجتمعية التي تطمح لتفكيك أسوار الفرد وقيود المجتمع العربي والانتقال لمرحلة الحرية والديمقراطية وذلك للبحث عن نظام حياتي جديد, و التعبير عن طموحات الشعوب المأسورة المسلوبة الإرادة في تقرير مصيرها والتي لا تنهض إلا بسلطان. من هنا جاءت النقلة التي ارتبطت مفردتها الرمزية الإعلامية " الربيع" , لإزاحة فصل ديكتاتورية الخريف الذي لازم كآبة المجتمع العربي قرونا والبحث عن موسم يعج بألوان التفتح والإيقاعات المتغيرة بجمالية بيئتها وهارمونية حيويتها وديناميكية أدائها , ولذا وكما يعتقد الباحث أن لا موسم يتسم بهكذا مواصفات تغييريه في فصول الدنيا الأربعة إلا الربيع . فارتبط الربيع بالتغيير, والتغيير بالربيع برهانا على الدال والمدلول لمعنى المفردة وذلك لتطابق حالة الأمل مع التجديد الذي يقود عنفوانه الشباب. وهكذا يكون الإعلام قد صاغ مصطلحا متحرك المعنى حيث ارتبط بازدهار الربيع الرمزي الآتي ليلغي الثابت القمعي . لذا إن الخطاب الإعلامي و دور الفضائيات في ربيع الثورات العربية جاء نتيجة لأزمة مجتمعية ومشكلة لا يبدو للمتابع أنها وعلى واقع أحداث الثورات العربية الحالية أن تحسم لصالح ربيع شبابي يطالب بتغيير النظم القديمة ويحل محلها نظام يفتح آفاقا جديدة ليلبي طموح الشعارات المرفوعة لذلك الربيع . ويعتقد الباحث بمقدمته المختزلة أن دور الفضائيات امتاز بربيع فاعل أكثر مما هو لثورات الربيع العربي نفسه إذ شكل الخطاب الإعلامي ربيعاً للفضائيات نفسها من خلال تفاقم الأزمة القائمة حتى الآن والمتعثرة الحلول في ساحات الحسم الجماهيري وعلى العكس منه في ساحات الفضائيات وحجم التغطيات . لذا جاء عنوان البحث هو ( ربيع الفضائيات العربية ) والذي سيناقش الباحث فيه المشكلة التي جعلت للفضائيات العربية دورا فاعلا في خطابها الإعلامي والمحصور في ( خطاب التلفزيون والصورة ) وعلاقتهما بالمتلقي.
تشكل صحافة التلفزيون وبرامجه حالة عافية للمتلقي وللفضائية نفسها في إثبات عالميتها من خلال بث الصورة التي أصبحت نهجا إعلاميا عالميا محققة الدهشة والمعرفة والتميز في جذب المتلقي وذلك عن طريق تطبيقات عولمة الصورة وثقافتها الجاذبة ضمن معنى العولمةGlobalization , و إيقاعها الاتصالي , حيث تستطيع الصورة التلفزيونية ومن خلال ما ينافسها من صور إخبارية أن تكون أسرع منها في نقل الخبر المنقول عن طريق النت .الفيس بوك و اليوتيوب وما يرتبط بطرق( الإعلام الاجتماعي ) , ولكن صورة الفضائيات و من خلال مراسليها تبدو أكثر حرفية في حيوية نقل الحدث المباشر كي تبقي المتلقي منجذبا لصياغة القصة ومشاهدات الفعل حيا و مباشرا و تكون قد سجلت واقعا حياتيا لحدث أو أحداث آنية و أرشيفية ساخنة كالذي حدث ويحدث الآن في الوثائق اليومية الحية من ربيع الثورات العربية وما تتركه من تأثيرات حتى الآن في ترويج القصص المحبوكة بالشكل الذي يقنع المتلقي على متابعة مجرياتها , وسنأتي على بحث هذه الموضوعة المهمة عندما نستكمل شروط عرض المشكلة التي تقودنا لمديات استمرار و استثمار الخبر وما يترتب عليه من أبعاد كدراسته وبناء قصص لا تقل أهمية عن فوريته و سخونته وزمنية بثه , وذلك عن طريق إحالته على مائدة البرامج الحوارية ( Talk Shows ) مثلا, حيث أن الفضائيات اعتمدت على قانون الشدة والحداثة في ربيع الثورات هذا و درست ماهية مثيرات المتلقي النفسية و الاجتماعية في بلدان الربيع الساخنة والتي تحاكي الفرد وعواطفه وإثارة ما يصبو إليه وينتظره من بعد طول الكبت و القسرية , ولذا تتحقق الاستجابة في متابعة العاجل من الخبر وتريد معرفة التفاصيل والتحليلات التي تتعلق في ورشة عمل الفضائية مستفيدة من مقولة " الإنسان حريص على ما منع" والتي تدخل في غرف عمليات التحليل الفضائية والتي بدورها تصدر للمجتمع عموما وتحاكي الفرد والأسرة .. المدينة والقرية إذ أن مجتمعنا العربي بل والشرق أوسطي يعيش على أسس الممنوع دوما. وهنا تكون الفضائيات قد عملت على مبدأ التحليل (Analyzing) للمتلقي وللخبر, ثم قدمت خبرا وصورة أكثر إثارة وذلك عن طريق اختيار الأكثر تأثيرا على المتلقي ليبقى حريصا على متابعة الفضائية . وهذا الفعل يعتبر تطورا في خطابها الإعلامي من خلال محاكاة الفضائيات الإخبارية الأجنبية أيام الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003, حيث اضطلعت " قناة الجزيرة " يومذاك بدور مميز ولابد من الإشارة هنا إلى ان هناك أهدافا سياسية للدور الذي لعبته وما تلعبه الآن في هذا الربيع .
إذن كان دخول الفضائيات للمشكلة من خلال الدهشة للأحداث الجارية في ساحات الربيع الثورية وتعريف المتلقي بالصور التي لم يعتدها المشاهد وتأثيرها الشديد للمواقف التي تمر بها الجماهير والتي نقلتها بحداثة التكنولوجيا وآلياتها المتطورة لتحقق بذلك جسر الاتصال في الخطاب الإعلامي من خلال : رسالة + وسائل اتصالات متعددة ( خبر, خبر عاجل , برنامج , ندوة , حوارات , نقل مباشر ) = ردود الأفعال وهذا هو الداعم للمشكلة وطبيعة عرضها .
إن ما يبعث على التحليل في نقل الصورة المباشرة وصناعتها الإعلامية الفنية و في تفيك أسرارها هي الوثيقة المباشرة والتي أصبحت مادة لواقع تبنى عليه الحوارات التي ذكرها الباحث والتي اعتمدت على المجابهة في الأدلة لمادح للنظام الذي سيسقط و للساخط عليه , مما جعل معدو برامج الحوار يعولون على سيكولوجية المشاهدة في إعداد المتلقي وتهيئته ذهنيا ونفسيا من خلال ضيوفهم الذين يحاوروهم : كأن يكون وزيرا تمرد أو انتفض على النظام الآيل للسقوط أو قائد عسكري مهم في وحدات جيش النظام المنهار أو صحفي مخضرم يعيش في منفى سببه النظام المنهار أو وهذا المهم هو مجاميع الشباب المثقف الناشطين في التحريض والكتابة في مدوناتهم ونشراتهم وصورهم التي يبثوها على الإنترنت والفيس بوك واليوتيوب . إن مثل هذا النوع من المعالجات الإعلامية ترك أسئلة منطقية وواقعية عند المتلقي الذي سيتصالح مع صوته المقموع ليطلق له العنان بالإجهار, كما حقق الكلام تطورا دراماتيكيا حين جاءت مطابقته للصورة فتوحد الدال والمدلول لمعنى الصورة المؤثرة أيضا. ففي هكذا خطاب قام بالأساس على تجميع المعلومات ( Information ) ثم تصنيفها ( Classification ) لتوزيعها على مساحات البث البرامجية التي تعمل على مدار الساعة والمخصصة للمشاهدة التلفزيونية كي تحقق رؤية الشاعر ( بشار بن برد ) بشكل معكوس وكأننا نقول : ( والعين تعشق قبل الأذن أحيانا) .
بحث القي في مؤتمر علمي لجامعة ذي قار