في المساء الذي حقق به شباب مصر نصرا على الاستبداد، حقق فريق الشباب العراقي فوزا على فريق بارجواي في بطولة كأس العالم للشباب. لم أشاهد المباراة ولن أشاهد غيرها كما أقسمت سابقا. صديقي الذي نقل لي الخبر قال ان فريقنا كان يضع أشرطة سود حدادا على قتيل كربلاء محمد عباس. وهل هذا كل ما فعلوه؟ نعم، فماذا تريدهم ان يفعلوا اكثر من ذلك؟ لا تصدق يا صاحبي ان ملابس الحداد أو رفع الأعلام السود أو البكاء سيمنع جريمة مماثلة او ينقذ شعبا من مصير مظلم. يا صاحبي لو ان هؤلاء الشباب بمصر لطموا الليل والنهار وتوشحوا بالسواد قرونا لما عزلوا طاغية. الأحزان لا تحرر مظلوما ولا تردع ظالما. رد صاحبي: بس الفريق شبيده؟ بيده ما بيد شباب مصر يا صديقي. شلون؟ ان يتمردوا!
فكرة دعوة منتخبنا الشبابي للتمرد لم استوحها من شباب مصر الذين أذهلوا الدنيا بوقفتهم، وحسب، بل ومن موقف لطاهر الحليب اللاعب هوّار الملا محمد. أعلن هذل اللاعب الشهم انه لن يركل كرة نهائيا وسيعتزل اللعب محليا ودوليا اذا أُغلق ملف الاعتداء الوحشي على المدرب محمد عباس ولم تصدر جملة من العقوبات ضد العناصر التي ارتكبت الجريمة. ولمن لم يسمع منكم ما قاله هوّار، فهاكم الرابط:
http://alamalsport.org/ArticleShow.aspx?ID=9651
يا شباب فريقنا الطيبين، ويا رافعي رأس هذا الوطن الجريح رغم ألم جراحكم المريرة، ارموا بالكرة في ملعب الحكومة. انذروها بأنكم ستقتدون بهّوار، ولن تركلوا الكرة عندما يصفر الحكم معلنا ابتداء مباراتكم القادمة ما لم تعرض المحكمة الجنائية القتلة في قفص الاتهام خلال 24 ساعة وعلى الهواء مثلما فعلت مع صدام حسين. نريد ان نسمع المدعي العام وهو يتلو قرار الاتهام مطالبا بالقصاص من الجناة باسم الشعب وعلى الفور.
أما إذا "غلّست" الحكومة، كعادتها، معتمدة على ان الشعب سينسى الجريمة، كعادته ايضا، فارموا الكرة بساحة العراقيين بعد انتهاء الـ 24 ساعة مباشرة. فان لم يخرجوا على حكومة تسترت على قتلة زميلكم ولم تراع قدركم، ويركلوها، فانكم أيضا لن تركلوا الكرة في اللعبة الآتية. شعبكم يطالبكم ان تفرحوه، وانتم مصدر فرحه الوحيد، من حقكم عليه ان ينصركم ويحزن لحزنكم وينتقم ممن قتلكم. علمّوه ان للسكوت على القاتل ثمنا لا بد ان يدفع عاجلا وليس آجلا. فان تأجل فلا غير الخراب والدمار. تذكروا وذكروه ان السكوت على جرائم صدام والبعث، كلفنا، فيما بعد، ضياع وطن عظيم صار مصيره بيد ثلة من الفاسدين والجهلة والأميّين.
انها فرصتكم ايها الشباب لترفعوا رأسنا عاليا مثلما رفع شعب مصر رأسه شامخا بشبابه. لتعلم هذه الحكومة المتعالية حتى على دم قتلانا في الملاعب انها بسكوتها وتسترها على المجرمين قد تُخسّرنا كأس العالم الشبابي وتقتل فرحة شعبنا مثلما قتلت محمد عباس وكسّرت العبرة في قلب أهله وقلب هوّار.
أسألكم وأملي بكم كبير ان تجيبوني بصدق: هل يليق بكم ان ترقصوا فرحا بالفوز وتقفزون بالهواء، انتم والشعب، ومحمد عباس في قبره لا يتنفس وقتلته يتنفسون؟ ان خذلنا السياسيون المصابون بعفن الطائفية، وان كان الجيش قد سكت على ما حلّ ويحلّ بنا من قتل، على يد الإرهابيين وقواتنا الأمنية، ولم يتحرك مثل جيش مصر، فاني أرى أمام شباب العراق فرصة لتحقيق معجزة ترقى لمعجزة "تمرد" شباب مصر.
فان جاء في الحديث الشريف "لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من ان يراق دم امرئ"، فقطعا لو هدرت كؤوس العالم كلها ستكون أهون عليكم من دم قتيلكم محمد عباس، أو هكذا يجب ان تكون، يا لاعبي منتخبنا الشبابي.
قل للشباب: تمـرّدوا
[post-views]
نشر في: 5 يوليو, 2013: 10:01 م